top of page

معنى التسبيح

  • صورة الكاتب: د. أنور غني الموسوي
    د. أنور غني الموسوي
  • 3 يوليو 2023
  • 3 دقيقة قراءة

ان جميع استعمالات الفعل (سبح) ومشتقاته تعود الى معنى واحد ملحوظ فيها كلها الا وهو التعظيم. فسبح بمعنى عظم، وسبحان الله اي سبحت الله تسبيحا أي عظمت الله تعظيما. وكل ما جاء من معانٍ وصور واستعمالات فهي من اشكال التسبيح ومصاديقه لا انها معناه.

واما المعنى المحكم لتسبيح الجمادات فهو تسبيحها لله بلسان الحال لا المقال، أي تعظيمها لله بما فيها من احوال دالة على عظمته فهي تعظم الله تعالى بأحوالها وما فيها من بديع صنعه وقدرته واقتداره وقهره. والحالات التي تدل على تكليف وطاعة هو اختصاص في علاقة الامر بها وبغيرها وتعلقه بفعلها لا ان فعلها ذلك خاص وحالها تغير. فلا يبقى حاجة لحمل النصوص على ما يخالف الوجدان من ان للجمادات ادراكا وشعورا وقوالا. فان هذا الامر لا يصدقه الوجدان، والوجدانية شرط من شروط المعرفة الشرعية، فيحكم النص الظاهر في مثل ذلك بما تقدم من بيان. فههنا مسألتان:







المصدق: ان معنى التسبيح هو التعظيم

ففي معنى التسبيح احد عشر قولا:

الاول: التنزيه

الثاني: المسارعة الى الطاعة

الثالث: الاستثناء

الرابع: الصلاة

الخامس: التعجب

السادس: الاجلال

السابع: البراءة

الثامن: قول سبحان الله

التاسع: العظمة وهو المصدق المختار.

العاشر: انه اصوات

الحادي عشر: انه افعال غير معلومة.

والمصدق والذي له شواهد ان التسبيح هو التعظيم. وان هذا المعنى يجري في جميع استعمالات التسبيح في القرآن والسنة. فمعنى سبّح أي عظّم. وسبحان الله أي اسبّح الله سبحانا أي اعظّم الله تعظيما. وتلك المعاني والاستعمالات هي صور واشكال للتسبيح ومصاديق له لا انها معناه.


المصدق ان المعنى الجامع لجميع ما تقدم من معان هو التعظيم، فانه لا يخرج عنه احد من تلك الاستعمال وهو الحاضر في كل استعمال.

- التنزيه هو في الحقيقة انعكاس الحال وفرد التعظيم، فالمسبح بالتنزيه هو مسبح حالا بالتعظيم. فيكون من صور واشكال التسبيح ومن تجلياته. فلا يكون هو المعنى.

- المسارعة في الطاعة هي في الحقيقة انعكاس الحال وفرد الاجلال والتعظيم، فالمسبح بالمسارعة بالطاعة هو مسبح حالا بالاجلال. فتكون من صور واشكال التسبيح ومن تجلياته. فلا يكون هو المعنى.

-الاستثناء هو في الحقيقة انعكاس الحال وفرد التعظيم، فالمسبح بالاستثناء هو مسبح حالا بالتعظيم. فيكون من صور واشكال التسبيح ومن تجلياته. فلا يكون هو المعنى.

-الصلاة هو في الحقيقة انعكاس الحال، فالمسبح صلاة هو مسبح حالا ومن فرد الاجلال والتعظيم. فتكون الصلاة من صور واشكال التسبيح ومن تجلياته. فلا تكون هي المعنى.

-التعجب هو في الحقيقة انعكاس الحال وفرد الاجلال والتعظيم، فالمسبح بالتعجب هو مسبح حالا بالاجلال. فيكون التعجب من صور واشكال التسبيح ومن تجلياته. فلا تكون هي المعنى.

-الاجلال هو في الحقيقة انعكاس الحال وفرد التعظيم، فالمسبح بالاجلال هو مسبح حالا بالتعظيم. فيكون الاجلال من صور واشكال التسبيح ومن تجلياته. فلا تكون هي المعنى.

-التبرئة من النقص هو في الحقيقة انعكاس الحال وفرد التنزيه والتعظيم، فالمسبح بالتبرئة هو مسبح حالا بالتنزيه. فتكون البراءة من صور واشكال التسبيح ومن تجلياته. فلا تكون هي المعنى.

-والقول (سبحان الله) هو في الحقيقة انعكاس الحال، فالمسبح قولا هو مسبح حالا من افراد الاجلال والتعظيم. فيكون قول المسبح من صور واشكال التعظيم ومن تجلياته. فلا يكون هو المعنى.

-والصوت هو في الحقيقة انعكاس الحال، فالمسبح منها بصوت هو مسبح حالا من افراد الاجلال والتعظيم. فيكون صوت المسبح من صور واشكال التعظيم ومن تجلياته. فلا يكون هو المعنى.

-والفعل من الجماد هو في الحقيقة انعكاس الحال، فالمسبح منها بفعل هو مسبح حالا من افراد الاجلال والتعظيم لله. فيكون فعل المسبح منها صور واشكال التعظيم ومن تجلياته. فلا يكون هو المعنى.

الشواهد والمصدقات: مبينة في محلها.






المصدق : التسبيح الحالي الدلالي

بان الجمادات تسبح الله تعالى بلسان الحال.

فالاقوال في المسألة خمسة:

الاول: التسبيح القولي المجهول

أنه تسبيح حقيقي لكن لا نعلمه وليس لسانيا

الثاني : التسبيح القولي اللساني

أنه تسبيح حقيقي لسانيا قوليا

الثالث : التسبيح الحالي الدلالي

انه مجاز بلسان الحال بدلالتها على صانعه.

الرابع: التسبيح الحالي الخضوعي

انه مجاز بلسان الحال بخضوعه

الخامس: ان الجمادات غير مرادة بالايات

بان اللفظ عام لكن اريد به الخاص أي الحي فقط.

وبعد ان يتبين انه لا دليل واضح على امتلاك الجمادات على مقومات التسبيح الشعوري الاختياري للاحياء فان هذا المجهول من التسبيح يحمل على ما هو معلوم وواضح وهو التسبيح الحالي الدلالي.

وبعد ان يتبين انه لا دليل واضح على امتلاك الجمادات على مقومات التسبيح الشعوري الاختياري للاحياء فضلا عن القولي اللساني فان هذا الوجه من التسبيح يكون باطلا.

ان الخضوع يرجع في واقعه الى حقيقة انها تعظمه بلسان الحال فان الخضوع من فروع الدلالة على عظمة الصانع. فهو يرجع الى القول الثالث أي التسبيح الحالي الدلالي وانه فرد منه.

بعد وضوح وعلمية امكان حمل التسبيح من الجمادات على التسبيح الحالي الادلالي بحمل فطري وجداني عقلائي بسيط فانه لا يكون هناك داع لنفي تعلق التسبيح بها. فيبطل هذا القول.

ان دلالة الاشياء صغيرها وكبيرها على عظمة الله وبديع صنعه وعلوه وجلاله مما هو مقوم ومظهر للتسبيح وما يمكن ادراكه بالادراك الفطري والوجداني والعقلي ، يكون هذا المعنى هو المصدق وهو الحق. ويكون الخضوع من اوضح صوره.

الشواهد والمصدقات: مبينة في محلها.

 
 
 

تعليقات


 

 

أنور غني الموسوي الحلي طبيب وأديب وباحث اسلامي من العراق.  ولد في 29 ذي الحجة 1392 هجري (1973ميلادي) في بابل. درس في النجف الطب والفقه. مؤلف لأكثر من اربع مئة كتاب وظهر اسمه في عشرات المجلات والمختارات الادبية العالمية في الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة وآسيا وقد فاز بالعديد من الجوائز؛ منها "أفضل شاعر في العالم في عام 2017 من WNWU". وفي عام 2018 تم ترشيحه لجائزة اديليد للشعر وفي عام 2019 تم ترشيحه لجائزة Pushcart. حصل على جائزة روك بيبلز الأدبية من الهند، وجائزة ياسر عرفات الدولية للسلام، وجائزة أكاديمية الروح المتحدة للكتاب للشعر في عام 2019. أنور طبيب استشاري أمراض الكلى وطالب علوم دينية، ومؤلف لأكثر من ثلاث مائة كتاب. ثلاثون منهم باللغة الإنجليزية مثل؛ "A Farmers Chant؛ Inner Child Press 2019،" Color Whispers"   ، AABAS Publishing House، 2019، and "Salty Tales"، Just Fiction، 2019. وهو رئيس تحرير مجلة Arcs Prose Poetry.)

 يعتمد أنور الموسوي منهج عرض الحديث على القران وعدم العمل بالظن.   في 2020 بدأ بمراجعة الحديث والتفسير، ومن ثم بعض العقائد والشرائع، وأصدر مجموعة من الرسائل بين 2020 و2021 وفق منهج العرض والفقه التصديقي، فيها مراجعة لبعض العقائد والمسائل الشرعية والتفسيرية. في 2021 أنشأ مجموعة المدرسة العرضية في الفقه وألف كتابه (معارف الفقه التصديقي). يدعو أنور الموسوي الى (اسلام بلا طوائف) الى (عامية الفقه).  

  

bottom of page