الاستدلال العرضي الاتساقي في قبال الاستدلال المنطقي الاستنتاجي والاستقرائي
- د. أنور غني الموسوي
- 5 مايو
- 2 دقيقة قراءة

بحث) مضمون التقريب لحد المنطق لابن حزم (إن هذا العلم - اي المنطق- مستقر في نفس كل ذي لب، فالذهن الذكي واصل بما مكنه الله تعالى فيه من الفهم، إلى فوائد هذا العلم، والجاهل متسكع كالأعمى حتى ينبه عليه)
ق1: علم له شاهد
ق2: ظن لا شاهد له.
القرآن: التفكر والتدبر في القرآن مرتكز على ما فهو فطري وعقلائية، والاستدلال المنطقي ليس كذلك بل الواضح ان الفطري والعقلائي هو التلاؤم والتوافق والانسجام وعدم الشذوذ. ص ق2
الوجدان: الاستدلال المنطقي تخصصي والواضح ان الفطري والعقلائي هو التلاؤم والتوافق والانسجام وعدم الشذوذ. ص ق2
ف) مضمون (إن هذا العلم مستقر في نفس كل ذي لب، فالذهن الذكي واصل بما مكنه الله تعالى فيه من الفهم، إلى فوائد هذا العلم، والجاهل متسكع كالأعمى حتى ينبه عليه) ظن لا شاهد له.
اشارة: فالناس يستدلون ويستنبطون ويستقرئون لكن ليس وفق ضوابط منطقية بل بشكل عرفي تسامحي.
ومن خلال الاصول القرآني والوجداني يعلم ان:
ف) ان ادراك التوافق والانسجام وعدم الشذوذ وعدم الغرابة والتمييز بين الطبيعي وغير الطبيعي هو المستقر في نفس كل ذي لب وهو المعمول به من قبل الاذهان العرفية والعادية وليس اختصاص ولا تكلفا.
ومن هنا يمكن القول:
ف) ان عرض المدركات على بعضها وتبين مدى اتساقها او عدم اتساقها هو المنهج العقلائي الفطري والوجداني لكل انسان.
ولان الغاية هي معرفة الصدق والحق. اذن:
ف) ان سلوك العقلاء بوجدانهم وفطرتهم لمعرفة الصدق والحق هو الاستدلال العرضي الاتساقي وليس الاستدلال المنطقي الاستنباطي او الاستقرائي.
ومن الحقائق البينة:
ف) ان العقلاء في تعاملاتهم اليومية لاجل التصديق والتكذيب لا يشكلون القياس والمقدمات الاستنباطية ولا يعملون الاحصائيات الاستقرائية بل يعرضون المعارف بعضها على بعض ويقبلون المتسق والمنسجم والمتفق ويتركون المختف والمتناقض والغريب والشاذ.
وهنا اشارة بان الاستدلال هو التوصل الى معرفة غير معلومة من خلال معرفة معلومة. فان كان الاستدلال دلاليا فان النتيجة المحصلة تكون متضمنة في المقدمة فلا شيء جديد. وانما حصل استنباط ليس الا. اما اذا كان الاستدلال اكتشافيا فان النتيجة المحصلة لا تكون متضمنة في المقدمة بل تكتشف من خلال الاستقراء المولد لاعتقاد ان تلك الحالات المدروسة لم تظهر هكذا اتفاقا واعتباطا وانما بسبب قاعدة كلية. وفي الواقع كلا عمليتي الاستنباط والاستقراء عمليات عقلائية بل فطرية بسيطة، والمنطق محاولة لبيان وجوهها المنضبطة لاستعمالها بشكل منضبط وليس بالاستعمال النوعي العرفي التسامحي. لكن من الواضح ان الاستدلال مهما ضبط وبين منطقيا فانه اما يتجه من معرفة الى معرفة ومهما ضبط الطريق والارتباط بينهما فان المعرفة تبقى بحاجة الى معرفة صدقها وكونها حقا، ومن هنا لا بد من الاهتمام بحقائق الصدق والحق والعلم وضبطها، ومن خلال كتب وابحاث سابقة فان المعرف الشرعية المتلقاة من الشارع وهي كليات جزئية وظواهر ادراكية متعلق بامور خارجية فان السبيل الامثل والاهم لعلم بصدق هكذا معرفة وكونها حقا وعلما هو العلم باتساقها مع ما هو ثابت ومعلوم بعرض المعارف على بعضها وفق منهج العرض الذي اعتمده. ومن هنا تقل محورية الاستدلال المنطقي المعهود (الاستنباطي والاستقرائي) ليعطي المجال الى الاستدلال العرضي الاتساقي. ومن هنا يظهر
بينما يعتمد الاستدلال المعروف في فقه الشريعة على اثبات المعارف المقدمية بالمنهج الاصولي واستنتاج معرفة منها بالاستدلال الاستنباطي، فان الاستدلال العرضي يعتمد في فقه الشريعة في اثبات المعارف المقدمية بالمنهج العرضي والاستنتاج بالاستدلال العرضي بالعلم واحراز الاتساق بين المعارف. ان اهم من يميز الاستدلال العرضي الاتساقي انه يعلم ويحرز صدق المعارف في المستويين المقدمات والنتائج، اما الاستدلال الاصولي فانه يعجز عن ذلك كثير، وعلى كلا المستويين لذلك فهو يعتمد ظن لانه لا مفر له من ذلك.
المنشورات الأخيرة
إظهار الكلالحيض والطهر (فترة عدمه) أمور عرفية علمية طبية ويتراوح الحيض بين ٢ إلى ٧ يوم كل ٢١ إلى ٣٥ يوما فما يكون ضمن ذلك فهو طبيعي وحيض. ما يحدد...
Comments