التفسير العرضي \ الفاتحة 3-4
- د. أنور غني الموسوي
- 18 أكتوبر 2024
- 3 دقيقة قراءة
آية 3
الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (3)
م) ان الرب رحمن رحيم
قال ابن عرفة (قدم أولا الوصف برَبّ العَالمِينَ تنبيها على أصل النشأة، وأنه هو الخالق المبدئ، ثم ثنى بحال الإنسان في الدّنيا من النعم والإحسان، فلولا رحمة الله تعالى لما كان ذلك) المصدق ان ذكر (الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ) هو لأجل بيان ان ربوبيته تعالى قائمة على الرحمة.
م) في ان الحمد لله لأجل رحمته
قال الجزائري (أنهما اسمان وصف بهما اسم الجلالة «الله» في قوله: الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم ثناءً على الله تعالى لاستحقاقه الحمد كلّه.) وجدت هذا القول من أكثر من واحد لكن ليس ظاهرا عندي فان الحمد لله اوجبه الكثير من الامور منها رحمته الواسعة. فهو ظن.
آية 4
مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ (4)
م) قراءة مالك
ما ( قوله تعالى : { مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ } قرأ عاصم والكسائي { مالِكِ } وقرأ الباقون { مَلِك } المصدق ان الحق الوحيد هو ما في المصحف المتواتر وهو (مالك).فللقرآن قراءة واحدة هي التي في المصحف لا غير. فـ (مالك يوم الدين) لا تقرأ الا (مالك). ومن يقرأ خلاف المصحف فقراءته باطلة.
م) اشتقاق المالك
ما (وفيما اشتقا جميعاً منه وجهان : أحدهما : أن اشتقاقهما من الشدة ، من قولهم ملكت العجين ، إذا عجنته بشدة . والثاني : أن اشتقاقهما من القدرة ، قال الشاعر : مَلَكْتُ بِهَا كَفِّي فَأَنْهَرْتُ فَتْقَهَا ... يَرَى قَائِمٌ مِنْ دُونِهَا مَا وَرَاءَهَا ) المصدق ان (مالك) من المُلك.
م) المالك أخص من الملك
(والفرق بين المالك والملك من وجهين : أحدهما : أن المالك مَنْ كان خاصَّ المُلكِ ، والملِك مَنْ كان عَامَّ المُلْك . والثاني : أن المالك من اختص بملك المملوك ، والملك من اختص بنفوذ الأمر ) المالك صاحب مللك خاص بحيازة وتسلط مطلق في المملوك بخلاف الملك فان ملكه بالعهد والعقد.
م) المالك اكثر مدحا من الملك
ما (واختلفوا أيهما أبلغ في المدح ، على ثلاثة أقاويل : أحدها : أن المَلِك أبلغ في المدح من المالك ، لأنَّ كلَّ مَلِكٍ مالِكٌ ، وليسَ كلُّ مالِكٍ ملِكاً ، ولأن أمر الملِكِ نافذ على المالِكِ . والثاني : أن مالك أبلغ في المدح من مَلِك ، لأنه قد يكون ملكاً على من لا يملك ، كما يقال ملك العرب ، وملك الروم ، وإن كان لا يملكهم ، ولا يكون مالكاً إلا على من يملك ، ولأن المَلِك يكون على الناس وغيرهم . والثالث : وهو قول أبي حاتم ، أن مَالِك أبلغ في مدح الخالق من مَلِك ، ومَلِك أبلغ من مدح المخلوق من مالك . والفرق بينهما ، أن المالك من المخلوقين ، قد يكون غير ملك ، وإن كان الله تعالى مالكاً كان ملكاً ، فإن وُصف الله تعالى بأنه ملك ، كان ذلك من صفات ذاته ، وإن وصف بأنه مالك ، كان من صفات أفعاله .) المصدق الواضح اذا تعلق المالك والملك بكتعلق واحد، فان مالك أبلغ في المدح من مَلِك ، لأنه قد يكون ملكاً على من لا يملك، والمالك امره نافذ في ملكه ولا مانع من سلطانه عليه ولا عهد او عقد يقيده بخلاف الملك فان ذلك يدخل عليه.
م) يوم الدين اي الحساب.
ما (وأما قوله تعالى: {يَوْمِ الدِّينِ} ففيه تأويلان: أحدهما: أنه الجزاء. والثاني: أنه الحساب) المصدق ان (يوم الدين) هو يوم الحساب متضمنا الجزاء. لقوله تعالى (الْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ) فهو يوم حساب. وقوله تعالى (الْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ لِلرَّحْمَنِ وَكَانَ يَوْمًا عَلَى الْكَافِرِينَ عَسِيرًا) وهو يوم حساب.
م) أصل الدين لغة.
ما ( وفي أصل الدين في اللغة قولان : أحدهما : العادة ، ومنه قول المثقَّب العَبْدِي : تَقُولُ وَقَدْ دَرَأْتُ لَهَا وَضِينِي ... أَهذَا دِينُهُ أَبَداً وَدينِيأي عادته وعادتي . والثاني : أنَّ أصل الدين الطاعة ، ومنه قول زهير بن أبي سُلمى :لَئِن حَلَلْتَ بِجَوٍّ في بَنِي أَسَدٍ ... في دِينِ عَمْرٍو وَمَالتْ بَيْنَنَا فَدَكُأي في طاعة عمرو . ) المصدق ان الدين مأخوذ من العادة، فهو كون باعتقاد.
م) في هذا اليوم
ما (وفي هذا اليوم قولان: أحدهما: أنه يوم، ابتداؤه طلوع الفجر، وانتهاؤه غروب الشمس. والثاني: أنه ضياء، يستديم إلى أن يحاسب الله تعالى جميع خلقه، فيستقر أهل الجنة في الجنة، وأهل النار في النار. )المصدق ان يوم في (يوم الدين) انه من ايام الآخر وهو من الغيب.
م) معنى ملكه ليوم الدين
ما (وفي اختصاصه بملك يوم الدين تأويلان: أحدهما : أنه يوم ليس فيه ملك سواه ، فكان أعظم من مُلك الدنيا التي تملكها الملوك ، وهذا قوله الأصم . والثاني : أنه لما قال : { رَبِّ الْعَالَمِينَ } ، يريد به ملك الدنيا ، قال بعده : { مَلِكِ يَوْمِ الدِّينِ } يريد به ملك الآخرة ، ليجمع بين ملك الدنيا والآخرة. ) المصدق في (مَلِكِ يَوْمِ الدِّينِ) انه ليس لغيره ملك ولا امر ظاهرا، خلاف الدنيا. والله مالك الدنيا والاخرة حقيقة.
المنشورات الأخيرة
إظهار الكلالحيض والطهر (فترة عدمه) أمور عرفية علمية طبية ويتراوح الحيض بين ٢ إلى ٧ يوم كل ٢١ إلى ٣٥ يوما فما يكون ضمن ذلك فهو طبيعي وحيض. ما يحدد...
تعليقات