التفسير العرضي\ القاتحة اية 2
- د. أنور غني الموسوي
- 17 أكتوبر 2024
- 4 دقيقة قراءة
الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (2)
م) الفرق بين الحمد والشكر
ما (قوله عز وجل : { الحَمْدُ لِلِّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ } أما { الحمد لله } فهو الثناء على المحمود بجميل صفاته وأفعاله ، والشكرُ الثناء عليه بإنعامه، فكلُّ شكرٍ حمدٌ ، وليسَ كلُّ حمدٍ شكراً ، فهذا فرقُ ما بين الحمد والشكر، ولذلك جاز أن يَحْمِدَ الله تعالى نفسه ، ولم يَجُزْ أن يشكرها .) و طو (( ومعنى الحمد لله الشكر لله خالصا دون سائر ما يعبد بما أنعم على عباده من ضروب النعم الدينية والدنياوية وقال بعضهم: الحمدلله ثناء عليه باسمائه وصفاته وقوله الشكر لله ثناء على نعمه وأياديه، والاول أصح في اللغة، لان الحمد والشكر يوضع كل واحد منهما موضع صاحبه. ويقال أيضا: الحمد الله شكرا فنصب شكرا على المصدر) اقول الراسخ في الوجدان قول (الحمد لله على كل شيء) وهو شامل للنعم، فالحمد اعم من الشكر، لكن ظاهر القرآن ان الشكر يكون بالفعل كالطاعة والايمان بينما المعروف ان الحمد مختص بالقول واللسان، لكن يظهر من آيات ان الحمد قد يكون فعلا وليس قولا قال الله تعالى (وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ [الإسراء/44]\ وَيُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ [الرعد/13]) فلا قطع ان الحمد لا يكون بالفعل، فالراسخ وجدانا ان الحمد اعم من الشكر، فقول ( الحمد لله شكرا) هو في صورة الحمد التي تكون بالشكر، فلا قطع ان الحمد هو الشكر بلا فرق فانه خلاف الوجدان.
م) الفرق بين الحمد والمدح
ما ( أما الفرق بين الحمد والمدح ، فهو أن الحمد لا يستحق إلا على فعلٍ حسن ، والمدح قد يكون على فعل وغير فعل ، فكلُّ حمدٍ مدحٌ وليْسَ كل مدحٍ حمداً، ولهذا جاز أن يمدح الله تعالى على صفته ، بأنه عالم قادر ، ولم يجز أن يحمد به ، لأن العلم والقدرة من صفات ذاته ، لا من صفات أفعاله ، ويجوز أن يمدح ويحمد على صفته ، بأنه خالق رازق لأن الخلق والرزق من صفات فعله لا من صفات ذاته .) هذا تام والمنع الاخير ليس قطعيا.
م) الحمد لله خبر.
طو ( فان قيل كيف يجوز ان يقول الحمد لله والقائل هو الله تعالى وان كان يجب ان يقول الحمد لنا. قيل العالي الرتبة اذا خاطب من دونه لا يقول كما يقول للنظير ألا ترى ان السيد يقول لعبده الواجب ان تطيع سيدك ولا تعصيه... ليقع ذلك موقع اجلال واكرام واعظام على انا قد بينا ان المراد بذلك: قولوا الحمدلله وحذف لدلالة الكلام عليه.) البيان الاول تام اما تقدير قولوا فلا حاجة له فان اثبات الحمد لله بالمطلق وكخبر اقوى وبالغ من الامر بقوله، مع ان الخبر يقتضي الامر فيجب الحمد بذلك.
م) معنى الرب واشتقاقه
ما (وأما قوله : { رب } فقد اختُلف في اشتقاقه على أربعة أقاويل :أحدها : أنه مشتق من المالك ، كما يقال رب الدار أي مالكها .والثاني : أنه مشتق من السيد ، لأن السيد يسمى ربّاً قال تعالى : { أَمَّا أَحَدُكُمَا فَيَسْقِي رَبَّهُ خَمْراً } [ يوسف : 41 ] يعني سيده .والقول الثالث : أن الرب المدَبِّر ، ومنه قول الله عزَّ وجلَّ : { وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالأحْبَارُ } وهم العلماء ، سموا ربَّانيِّين ، لقيامهم بتدبير الناس بعلمهم ، وقيل : ربَّهُ البيت ، لأنها تدبره . والقول الرابع : الرب مشتق من التربية ، ومنه قوله تعالى : { وَرَبَآئِبُكُمُ اللاَّتِي في حُجُورِكُمْ } [ النساء : 23 ] فسمي ولد الزوجة ربيبة ، لتربية الزوج لها .) المصدق ان الرب له معنى مترسخ في النفوس واسع يشمل القيم والمنعم والمالك لذلك فالجامع هو الولي القائم بامرك والمدبر له.
م) الرب صفة شاملة للذات والفعل
ما (فعلى هذا ، أن صفة الله تعالى بأنه رب ، لأنه مالك أو سيد ، فذلك صفة من صفات ذاته ، وإن قيل لأنه مدبِّر لخلقه ، ومُربِّيهم ، فذلك صفة من صفات فعله ) رب العالمين اي ولي العالمين القيم عليهم. وهو شامل لصفات الذات والفعل فلا يصح التفكيك فالرب هو الولي فهو السيد المدبر، وتعدد الحقيقة بحسب المعنى غريب.
م) الرب مختص به تعالى.
ما (ومتى أدْخَلت عليه الألف واللام. اختص الله تعالى به ، دون عباده ، وإن حذفتا منه ، صار مشتركاً بين الله وبين عباده .
م) في معنى العالمين
ما ( وأما قوله : { العالمين } فهو جمع عَالم ، لا واحد له من لفظه ، مثل : رهط وقوم ، وأهلُ كلِّ زمانٍ عَالَمٌ قال العجاج : فَخِنْدِفٌ هَامَةُ هَذَا الْعَالَمِ. في العالم ، على ثلاثة أقاويل : أحدها : أنّه ما يعقِل : من الملائكة ، والإنس ، والجنِّ ، وهذا قول ابن عباس . والثاني : أن العالم الدنيا وما فيها . والثالث : أن العالم كل ما خلقه الله تعالى في الدنيا والآخرة ، وهذا قول أبي إسحاق الزجَّاج .) وطو ( العالم في عرف اللغة عبارة عن الجماعة من العقلاء لانهم يقولون جاءني عالم من الناس ولا يقولون جاءني عالم من البقر وفي عرف الناس عبارة عن جميع المخلوقات وقيل انه ايضا اسم لكل صنف من الاصناف) الوجدان اللغوي راسخ في نفوس الناس بان العالم هو الخلق والكون اي جميع المخلوقات، واما عوالم الاصناف فهو اختصاصي وليس عرفي.
م) اشتقاق كلمة العالم
ما (واختلفوا في اشتقاقه على وجهين: أحدهما: أنه مشتق من العلم، وهذا تأويل مَنْ جعل العالم اسماً لما يعقل. والثاني: أنه مشتق من العلامة، لأنه دلالة على خالقه، وهذا تأويل مَنْ جعل العالم اسماً لكُلِّ مخلوقٍ) المصدق انه من العلم وليس لانه اسما لما يعقل بل هو من العلم بالاشياء فتصنف ومنه اخذ اسم العلم الاصطلاحي في العلوم ويستعمل لفظ الجمع عوالم بشكل اوسع واقرب للوجدان العرفي.
المنشورات الأخيرة
إظهار الكلالحيض والطهر (فترة عدمه) أمور عرفية علمية طبية ويتراوح الحيض بين ٢ إلى ٧ يوم كل ٢١ إلى ٣٥ يوما فما يكون ضمن ذلك فهو طبيعي وحيض. ما يحدد...
تعليقات