top of page

تلخيص باحر الانوار\ كتاب العقل والجهل \ الباب 4\الشرح العرضي للاخبار\ الدراية العرضية

  • صورة الكاتب: د. أنور غني الموسوي
    د. أنور غني الموسوي
  • 19 أكتوبر 2024
  • 28 دقيقة قراءة

(علامات العقل وجنوده)

خلاصة الباب الرابع: في الباب 53 حديثا كلها ضعيف ليس فيها صحيح ولا موثق ولا حسن. ولا بد من التأكيد ان الحديث الضعيف وان كان لا يصح نسبته للنبي واهل بيته صلوات الله عليهم وان كان موافقا للقرآن وكان معناه حسنا ورشيدا لكن يمكن اعتبار هكذا حديث حسن المعنى وفيه حكمة ورشد انه من التراث الانساني الذي يستنار بها كاقوال المفكرين والحكماء فنقول جاء في الحكمة وقال اهل الحكمة ونقل الاوائل وذكر عن الاول ... فهو من التراث الانساني وليس لانه شرع وانه دين وانه صادر عن النبي واهل بيته صلوات الله عليهم.

  1 - ل: أبي، عن سعد، عن البرقي، عن أبيه رفعه قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): قسم العقل على ثلاثة أجزاء فمن كانت فيه كمل عقله، ومن لم تكن فيه فلا عقل له: حسن المعرفة بالله عزوجل، وحسن الطاعة له، وحسن الصبر على أمره.  حديث ضعيف بالارسال وبمحمد البرقي.

2 - ل: ماجيلويه، عن محمد العطار، عن محمد بن أحمد، عن سهل، عن جعفر بن محمد بن بشار، عن الدهقان، عن درست عن عبد الاعلى، عن أبي عبد الله (عليه السلام)  قال: يعتر عقل الرجل في ثلاث: في طول لحيته، وفي نقش خاتمه، وفي كنيته. حديث ضعيف بابن سنان وعدة مجاهيل.

 3 - ع، ل: أحمد بن محمد بن عبد الرحمن المروزي، عن محمد بن جعفر المقري الجرجاني، عن محمد بن الحسن الموصلي، عن محمد بن عاصم الطريفي، عن عياش بن يزيد بن الحسن بن علي الكحال مولى زيد بن علي، عن أبيه، عن موسى بن جعفر، عن أبيه جعفر بن محمد، عن أبيه محمد بن علي، عن أبيه علي بن الحسين، عن أبيه الحسين ابن علي، عن أبيه أمير المؤمنين علي بن أبيطالب (عليهم السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): إن الله خلق العقل من نور مخزون مكنون في سابق علمه الذي لم يطلع عليه نبي مرسل ولا ملك مقرب، فجعل العلم نفسه، والفهم روحه، والزهد رأسه، والحياء عينيه، و الحكمة لسانه، والرأفة همه، والرحمة قلبه، ثم حشاه وقواه بعشرة أشياء: باليقين، والايمان، والصدق، والسكينة، والاخلاص، والرفق، والعطية، والقنوع، والتسليم، والشكر، ثم قال عزوجل: أدبر فأدبر، ثم قال له: أقبل فأقبل. ثم قال له: تكلم فقال: الحمد لله الذي ليس له ضد ولا ند، ولا شبيه ولاكفو، ولا عديل ولا مثل، الذي كل شئ لعظمته خاضع ذليل. فقال الرب تبارك وتعالى:وعزتي وجلالي ما خلقت خلقا أحسن منك، ولا أطوع لي منك، ولا أرفع منك، ولا أشرف منك،ولا أعز منك بك اوحد وبك اعبد، وبك ادعى، وبك ارتجى، وبك ابتغى، وبك اخاف، وبكاحذر، وبك الثواب، وبك العقاب. فخر العقل عند ذلك ساجدا فكان في سجوده ألف عام،فقال الرب تبارك وتعالى: ارفع رأسك وسل تعط، واشفع تشفع، فرفع العقل رأسه فقال:إلهي أسألك أن تشفعني فيمن خلقتني فيه، فقال الله جل جلاله لملائكته: اشهدكم أني قدشفعته فيمن خلقته فيه.  حديث ضعيف بعدة مجاهيل.

 4 - ل: أبي، عن سعد، عن أحمد بن هلال، عن امية بن علي، عن ابن المغيرة، عن ابن خالد، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) لميعبد الله عزوجل بشئ أفضل من العقل، ولا يكون المؤمن عاقلا حتى تجتمع فيه عشر خصال:الخير منه مأمول، والشر منه مأمون، يستكثر قليل الخير من غيره، ويستقل كثير الخيرمن نفسه، ولا يسأم من طلب العلم طول عمره، ولا يتبرم بطلاب الحوائج قبله،الذل أحب إليه من العز، والفقر أحب إليه من الغنى. نصيبه من الدنيا القوت، والعاشرةلا يرى أحدا إلا قال: هو خير مني وأتقى. إنما الناس رجلان: فرجل هو خير منه وأتقى،وآخر هو شر منه وأدنى، فإذا رأى من هو خير منه وأتقى تواضع له ليلحق به، وإذا لقىالذي هو شر منه وأدنى قال: عسى خير هذا باطن، وشره ظاهر، وعسى أن يختم له بخير،فإذا فعل ذلك فقد علا مجده وساد أهل زمانه. حديث ضعيف بعدة مجاهيل.

5 - ما: المفيد، عن محمد بن عمر الجعابي، عن أحمد بن محمد بن سعيد، عن الحسن بن جعفر، عن طاهر بن مدرار، عن زر بن أنس، قال: سمعت جعفر بن محمد (عليهما السلام) يقول: لا يكون المؤمن مؤمنا حتى يكون كامل العقل، ولا يكون كامل العقل حتى يكون فيه عشر خصال، وساق الحديث نحو ما مر. حديث ضعيف بعدة مجاهيل.

 6 - ع: ابن الوليد، عن الصفار، عن إبراهيم بن هاشم، عن أبي إسحاق إبراهيم بن الهيثم الخفاف، عن رجل من أصحابنا، عن عبد الملك بن هشام، عن علي الاشعري رفعه قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): ما عبد الله بمثل العقل، وما تم عقل امرى حتى يكون فيه عشر خصال. وذكر مثله. حديث ضعيف بالارسال.

7 - ل: أبي، عن سعد والحميري معا، عن البرقي عن علي بن حديد، عن سماعة قال: كنت عند أبي عبد الله (عليه السلام) وعنده جماعة من مواليه فجرى ذكر العقل والجهل، فقال أبو عبد الله (عليه السلام): اعرفوا العقل وجنده، والجهل وجنده تهتدوا، قال سماعة: فقلت جعلت فداك لا نعرف إلا ما عرفتنا، فقال أبو عبد الله (عليه السلام): إن الله جل ثناؤه خلق العقل وهو أول خلق خلقه من الروحانيين  عن يمين العرش من نوره فقال له أقبل فأقبل، ثم قال له أدبر فأدبر، فقال الله تبارك وتعالى: خلقتك خلقا عظيما، وكرمتك على جميع خلقي. قال:ثم خلق الجهل من البحر الاجاج ظلمانيا، فقال له أدبر فأدبر، ثم قال له أقبل فلم يقبل، فقال له: استكبرت ؟ فلعنه، ثم جعل للعقل خمسة وسبعين جندا، فلما رأى الجهل ما اكرم به العقل وما أعطاه، أضمر له العداوة، فقال الجهل يا رب هذا خلق مثلي خلقته وكرمته وقويته، وأنا ضده ولا قوة لي به، أعطني من الجند مثل ما أعطيته، فقال نعم، فإن عصيت بعد ذلك أخرجتك وجندك من رحمتي قال: قد رضيت، فأعطاه خمسة وسبعين جندا. فكان مما أعطى العقل من الخمسة والسبعين الجند: الخير وهو وزير العقل، وجعل ضده الشر وهو وزير الجهل، والايمانوضده الكفر، والتصديق وضده الجحود، والرجاء وضده القنوط، و العدل وضده الجور،والرضاء وضده السخط، والشكر وضده الكفران، والطمع و ضده اليأس، والتوكل وضده الحرص، والرأفة وضدها الغرة، والرحمة وضدها الغضب، والعلم وضده الجهل، والفهم وضده الحمق، والعفة وضدها التهتك، والزهد وضده الرغبة، والرفق وضده الخرق، والرهبة وضدهاالجرأة، والتواضع وضده التكبر والتؤدة وضدها التسرع، والحلم وضده السفه، والصمتوضده الهذر، والاستسلام وضده الاستكبار، والتسليم وضده التجبر، والعفو وضده الحقد،والرقة و ضدها القسوة، واليقين وضده الشك، والصبر وضده الجزع، والصفح وضدهالانتقام، والغنى وضده الفقر، والتفكر وضده السهو، والحفظ وضده النسيان،والتعطف وضده القطيعة، والقنوع وضده الحرص، والمواساة وضدها المنع، والمودة وضدهاالعداوة، والوفاء وضده الغدر، والطاعة وضدها المعصية، والخضوع و ضده التطاول،والسلامة وضدها البلاء، والحب وضده البغض، والصدق وضده الكذب، والحق وضده الباطل،والامانة وضدها الخيانة، والاخلاص لشوب والشهامة وضدها البلادة والفهم وضده الغباوة والمعرفة وضدها الانكار، والمداراة وضدها المكاشفة، وسلامة الغيب وضدها المماكرة، والكتمان وضده الافشاء والصلاة وضدها الاضاعة، والصوم وضده الافطار، والجهاد وضده النكول، والحج وضده نبذ الميثاق، وصون الحديث وضده النميمة، وبر الوالدين و ضده العقوق، والحقيقة وضدها الرياء، والمعروف وضده المنكر، والستر وضده التبرج، والتقية وضدها الاذاعة، والانصاف وضده الحمية، والمهنة وضدها البغي والنظافة وضدها القذر، والحياء وضده الخلع، والقصد وضده العدوان، والراحة وضدها التعب، والسهولة وضدها الصعوبة، والبركة وضدها المحق، والعافية وضدها البلاء، والقوام وضده المكاثرة، والحكمة وضدها الهوى، والوقار وضده الخفة، والسعادة وضدها الشقاء والتوبة وضدها الاصرار، والاستغفاروضده الاغترار، والمحافظة وضدها التهاون، والدعاء وضده الاستنكاف، والنشاط وضدهالكسل، والفرح وضده الحزن، والالفة وضدها الفرقة، والسخاء وضده البخل. فلا تجتمعهذه الخصال كلها من أجناد العقل إلا في نبي أو وصي نبي أو مؤمن قد امتحن الله قلبهللايمان، وأما سائر ذلك من موالينا فإن أحدهم لا يخلو من أن يكون فيه بعض هذهالجنود حتى يستكمل ويتقي من جنود الجهل فعند ذلك يكون في الدرجة العليا مع الانبياءوالاوصياء (عليهم السلام)، وإنما يدرك الفوز بمعرفة العقل و جنوده ومجانبة الجهلوجنوده. وفقنا الله وإياكم لطاعته ومرضاته. ع: ابن الوليد، عن الصفار، عن البرقي،عن علي بن حديد، عن سماعة، مثله. سن: عن علي بن حديد مثله. حديث ضعيف بعلي بن حديد.

8 - مع: أبي، عن محمد العطار، عن الاشعري، عن محمد بن عبد الجبار، عن بعض أصحابنا رفعه إلى أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قلت له: ما العقل ؟ قال: ما عبد به الرحمن واكتسب به الجنان قال قلت: فالذي كان في معاوية ؟ قال: تلك النكراء وتلك الشيطنة، وهي شبيهة بالعقل، وليست بعقل. سن: الاشعري مثله. حديث ضعيف بالارسال والجهالة.

 9 - مع: سئل الحسن بن علي (عليه السلام) فقيل له: ما العقل ؟ قال: التجرع للغصة حتى تنال الفرصة. حديث ضعيف بالارسال.

10 - مع: في أسؤلة أمير المؤمنين عن الحسن (عليهما السلام) يا بني ما العقل ؟ قال: حفظ قلبك ما استودعه، قال فما الجهل ؟ قال: سرعة الوثوب على الفرصة قبل الاستمكان منها. حديث ضعيف بالارسال.

11 - ف: قال النبي (صلى الله عليه وآله) في جواب شمعون بنلاوي بن يهودا من حواريي عيسى حيث قال: أخبرني عن العقل ما هو وكيف هو ؟ وما تشعبمنه وما لا يتشعب ؟ وصف لي طوائفه كلها. فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): إن العقل عقال من الجهل، والنفس مثل أخبث الدواب فإن لم تعقل حارت فالعقل عقالمن الجهل، وإن الله خلق العقل، فقال له أقبل فأقبل، وقال له أدبر فأدبر، فقال اللهتبارك وتعالى: وعزتي وجلالي ما خلقت خلقا أعظم منك، ولا أطوع منك، بك أبدا وبكاعيد، لك الثواب وعليك العقاب، فتشعب من العقل الحلم، ومن الحلم العلم، ومن العلمالرشد، و من الرشد العفاف ومن العفاف الصيانة، ومن الصيانة الحياء، ومن الحياءالرزانة، ومن الرزانة المداومة على الخير، ومن المداومة على الخير كراهية الشر، ومنكراهية الشر طاعة الناصح. فهذه عشرة أصناف من أنواع الخير، ولكل واحد من هذه العشرةالاصناف عشرة أنواع: فأما الحلم فمنه: ركوب الجهل، وصحبة الابرار، ورفع من الضعةورفع من الخساسة، وتشهي الخير، ويقرب صاحبه من معالي الدرجات، والعفو، والمهل والمعروف، والصمت فهذا ما يتشعب للعاقل بحلمه. وأما العلم فيتشعب منه: الغنىوإن كان فقيرا، والجود وإن كان بخيلا، والمهابة وإن كان هينا، والسلامة وإن كانسقيما، والقرب وإن كان قصيا، والحياء وإن كان صلفا، والرفعة وإن كان وضيعا، والشرفوإن كان رذلا، والحكمة، والحظوة، فهذا ما يتشعب للعاقل بعلمه، فطوبى لمن عقل وعلم.وأما الرشد فيتشعب منه السداد، والهدى، والبر، والتقوى، والمنالة، والقصد،والاقتصاد، والثواب، والكرم، والمعرفة بدين الله. فهذا ما أصاب العاقل بالرشد،فطوبى لمن أقام به على منهاج الطريق. وأما العفاف فيتشعب منه: الرضاء، والاستكانة،والحظ، والراحة، والتفقد، والخشوع، والتذكر، والتفكر، والجود، والسخاء، فهذا مايتشعب للعاقل بعفافه رضي بالله و بقسمه. وأما الصيانة فيتشعب منها الصلاح،والتواضع، والورع، والانابة، والفهم، والادب، والاحسان، والتحبب، والخير، واجتنابالشر، فهذا ما أصاب العاقل بالصيانة، فطوبى لمن أكرمه مولاه بالصيانة. وأما الحياءفيتشعب منه اللين، والرأفة، والمراقبة لله في السر والعلانية، و السلامة، واجتنابالشر، والبشاشة، والسماحة والظفر، وحسن الثناء على المرء في الناس، فهذا ماأصاب العاقل بالحياء، فطوبى لمن قبل نصيحة الله وخاف فضيحته. وأما الرزانة فيتشعبمنها اللطف، والحزم، وأداء الامانة، وترك الخيانة، وصدق اللسان، وتحصين الفرج،واستصلاح المال، والاستعداد للعدو، والنهي عن المنكر، وترك السفه، فهذا ما أصابالعاقل بالرزانة، فطوبى لمن توقر ولمن لم تكن له خفة ولا جاهلية وعفا وصفح. وأماالمداومة على الخير فيتشعب منه ترك الفواحش، والبعد من الطيش،والتحرج، واليقين، وحب النجاة، وطاعة الرحمن، وتعظيم البرهان، واجتناب الشيطان،والاجابة للعدل، وقول الحق، فهذا ما أصاب العاقل بمداومة الخير، فطوبى لمن ذكر ماأمامه وذكر قيامه واعتبر بالفناء. وأما كراهية الشر فيتشعب منه الوقار، والصبر،والنصر، والاستقامة على المنهاج، والمداومة على الرشاد، والايمان بالله، والتوفر،والاخلاص، وترك ما لا يعنيه، والمحافظة على ما ينفعه، فهذا ما أصاب العاقلبالكراهية للشر، فطوبى لمن أقام الحق لله وتمسك بعرى سبيل الله. وأما طاعة الناصحفيتشعب منها الزيادة في العقل، وكمال اللب، ومحمدة العواقب، والنجاة من اللوم،والقبول، والمودة، والاسراج، والانصاف، والتقدم في الامور، والقوة على طاعة الله،فطوبى لمن سلم من مصارع الهوى، فهذه الخصال كلها يتشعب من العقل. قال شمعون:فأخبرني عن أعلام الجاهل فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): إن صحبته عناك،وان اعتزلته شتمك، وإن أعطاك من عليك، وإن أعطيته كفرك، وإن أسررت إليه خانك، وإنأسر إليك إتهمك، وإن استغنى بطر وكان فظا غليظا، وإن افتقر جحد نعمة الله ولميتحرج، وإن فرح أسرف وطغى، وإن حزن آيس، وإن ضحك فهق، وإن بكى خار، يقع في الابرار، ولا يحب الله ولا يراقبه، ولا يستحيي من الله ولا يذكره، إن أرضيته مدحك وقال فيكمن الحسنة ما ليس فيك، وإن سخط عليك ذهبت مدحته ووقع فيك من السوء ما ليس فيك. فهذامجرى الجاهل. قال: فأخبرني عن علامة الاسلام فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله):الايمان، والعلم، والعمل قال: فما علامة الايمان ؟ وما علامة العلم ؟ وما علامةالعمل ؟ فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): أما علامة الايمان فأربعة: الاقرار بتوحيد الله، والايمان به، والايمان بكتبه، والايمان برسله. وأما علامة العلم فأربعة: العلم بالله، والعلم بمحبته، والعلم بمكارهه، والحفظ لها حتى تؤدي. وأما العمل: فالصلاة والصوم والزكاة والاخلاص. قال: فأخبرني عن علامة الصادق، وعلامة المؤمن، وعلامة الصابر، وعلامة التائب، وعلامة الشاكر، وعلامة الخاشع، وعلامة الصالح، وعلامة الناصح، وعلامة الموقن، وعلامة المخلص، وعلامة الزاهد، وعلامة البار، وعلامة التقي، وعلامة المتكلف، وعلامة الظالم، وعلامة المرائي، وعلامة المنافق، وعلامة الحاسد، وعلامة المسرف، وعلامة الغافل، وعلامة الكسلان، وعلامة الكذاب، وعلامة الفاسق، وعلامة الجائر. فقال رسول الله (صلى اللهعليه وآله): أما علامة الصادق فأربعة: يصدق في قوله، ويصدق وعد الله ووعيده، ويوفيبالعهد، ويجتنب الغدر. وأما علامة المؤمن: فإنه يرؤف، ويفهم، ويستحيي. وأما علامةالصابر فأربعة: الصبر على المكاره، والعزم في أعمال البر، والتواضع والحلم. وأماعلامة التائب فأربعة: النصيحة لله في عمله وترك الباطل، ولزوم الحق، والحرص علىالخير. وأما علامة الشاكر فأربعة: الشكر في النعماء، والصبر في البلاء، والقنوعبقسم الله، ولا يحمد ولا يعظم إلا الله. وأما علامة الخاشع فأربعة: مراقبة الله فيالسر والعلانية، وركوب الجميل، والتفكر ليوم القيامة، والمناجاة لله. وأما علامةالصالح فأربعة: يصفي قلبه، ويصلح عمله، ويصلح كسبه، ويصلح اموره كلها. وأما علامةالناصح فأربعة: يقضي بالحق، ويعطي الحق من نفسه، ويرضى للناس ما يرضاه لنفسه، ولايعتدي على أحد. وأما علامة الموقن فستة: أيقن أن الله حق فآمن به، وأيقن بأن الموتحق فحذره، وأيقن بأن البعث حق فخاف الفضيحة وأيقن بأن الجنة حق فاشتاقإليها وأيقن بأن النار حق فطهر سعيه للنجاة منها، وأيقن بأن الحساب حقفحاسب نفسه. وأما علامة المخلص فأربعة: يسلم قلبه ويسلم جوارحه وبذل خيره،وكف شره. وأما علامة الزاهد فعشرة، يزهد في المحارم، ويكف نفسه، ويقيم فرائض ربه،فإن كان مملوكا أحسن الطاعة، وإن كان مالكا أحسن المملكة، وليس له محمية ولا حقد،يحسن إلى من أساء إليه، وينفع من ضره، ويعفو عمن ظلمه، ويتواضع لحق الله. وأماعلامة البار فعشرة: يحب في الله، ويبغض في الله، ويصاحب في الله، و يفارق في الله،ويغضب في الله، ويرضى في الله، ويعمل لله، ويطلب إليه، ويخشع لله خائفا مخوفا طاهرامخلصا مستحييا مراقبا، ويحسن في الله. وأما علامة التقي فستة: يخاف الله، ويحذربطشه، ويمسي ويصبح كأنه يراه، لا تهمه الدنيا، ولا يعظم عليه منها شئ لحسن خلقه. وأما علامة المتكلف فأربعة: الجدال فيما لا يعنيه، وينازع من فوقه، ويتعاطى مالا ينال. وأما علامة الظالم فأربعة: يظلم من فوقه بالمعصية، ويملك من دونهبالغلبة ويبغض الحق ويظهر الظلم. وأما علامة المرائي فأربعة، يحرص في العمل لله إذا كان عنده أحد، ويكسل إذا كان وحده، ويحرص في كل أمره على المحمدة ويحسن سمته بجهده. وأما علامة المنافق فأربعة:فاجر دخله، يخالف لسانه قلبه، وقوله فعله، و سريرته علانيته. فويل للمنافق من النار. وأما علامة الحاسد فأربعة: الغيبة. والتملق والشماتة بالمصيبة. وأما علامةالمسرف فأربعة: الفخر بالباطل، ويشتري ما ليس له، ويلبس ما ليس له، ويأكل ما ليسعنده. وأما علامة الغافل فأربعة: العمى، والسهو، واللهو، والنسيان. وأما علامة الكسلان فأربعة: يتوانى حتى يفرط، ويفرط حتى يضيع، و يضيع حتى يأثم ويضجر. وأماعلامة الكذاب فأربعة: إن قال لم يصدق، وإن قيل له لم يصدق، و النميمة، والبهت. وأماعلامة الفاسق فأربعة: اللهو، واللغو، والعدوان، والبهتان. وأما علامة الجائرفأربعة: عصيان الرحمن، وأذى الجيران، وبغض القرآن، والقرب إلى الطغيان. فقال شمعون:لقد شفيتني وبصرتني من عماي، فعلمني طرائق أهتدي بها، فقال رسول الله (صلى اللهعليه وآله) يا شمعون إن لك أعداء يطلبونك ويقاتلونك ليسلبوا دينك، من الجن والانس،فأما الذين من الانس: فقوم لا خلاق لهم في الآخرة ولا رغبة لهم فيما عند الله، إنماهمهم تعيير الناس بأعمالهم، لا يعيرون أنفسهم، ولا يحاذرون أعمالهم، إن رأوك صالحاحسدوك وقالوا: مراء، وإن رأوك فاسدا قالوا: لا خير فيه. وأما أعدائك من الجن:فإبليس وجنوده، فإذا أتاك فقال: مات ابنك فقل إنما خلق الاحياء ليموتوا، وتدخل بضعةمني الجنة إنه ليسري، فإذا أتاك و قال: قد ذهب مالك فقل: الحمد لله الذي أعطىوأخذ، وأذهب عني الزكاة فلا زكاة علي. وإذا أتاك وقال لك: الناس يظلمونك وأنت لاتظلم، فقل إنما السبيل يوم ( القيامة على الذين يظلمون الناس وما على المحسنين من سبيل. وإذا أتاك وقال لك: ما أكثر إحسانك ! ؟ يريد أن يدخلك العجب، فقل: إساءتي أكثر من إحساني. وإذا أتاك فقال لك: ما أكثر صلاتك ! ؟ فقل: غفلتي أكثر من صلاتي. وإذا قال لك: كم تعطي الناس ؟ فقل: ما آخذ أكثر مما اعطي. وإذا قال لك: ما أكثر من يظلمك ! ؟ فقل: من ظلمته أكثر. وإذا أتاك فقال لك: كم تعمل ؟ فقل طال ما عصيت. إن الله تبارك وتعالى لما خلق السفلى فخرت وزخرت وقالت: أي شئ يغلبني ؟ فخلق الارض فسطحها على ظهرها فذلت، ثم إن الارض فخرت وقالت: أي شئ يغلبني ؟ فخلق الله الجبال فأثبتها على ظهرها أوتادا منأن تميد بها عليها فذلت الارض واستقرت ثم إن الجبال فخرت على الارض فشمختواستطالت وقالت أي شئ يغلبني ؟ فخلق الحديد فقطعها فذلت، ثم إن الحديد فخر علىالجبال وقال: أي شئ يغلبني ؟ فخلق النار فأذابت الحديد فذل الحديد، ثم إن النارزفرت وشهقت وفخرت وقالت: أي شئ يغلبني ؟ فخلق الماء فأطفأها فذلت، ثم الماءفخر وزخر وقال: أي شئ يغلبني ؟ فخلق الريح فحركت أمواجه وأثارت ما في قعره، وحبستهعن مجاريه فذل الماء، ثم إن الريح فخرت وعصفت وقالت: أي شئ يغلبني ؟ فخلق الانسانفبنى واحتال ما يستتر به من الريح وغيرها فذلت الريح، ثم إن الانسان طغى وقال: منأشد مني قوة ؟ فخلق الموت فقهره فذل الانسان، ثم إن الموت فخر في نفسه فقال اللهعزوجل: لا تفخر، فإني ذابحك بين الفريقين: أهل الجنة وأهل النار ثم لا احييكأبدا فخاف. ثم قال: والحلم يغلب الغضب، والرحمة تغلب السخط، والصدقة تغلب الخطيئة. حديث ضعيف بالارسال. 

  12 - ف: قال النبي (صلى الله عليه وآله): صفة العاقل أن يحلم عمن جهلعليه ويتجاوز عمن ظلمه، ويتواضع لمن هو دونه، ويسابق من فوقه في طلب البر، وإذاأراد أن يتكلم تدبر فإن كان خيرا تكلم فغنم وإن كان شرا سكت فسلم، وإذا عرضت لهفتنة استعصم بالله، وأمسك يده ولسانه، وإذا رأى فضيلة انتهز بها، لا يفارقه الحياء،ولا يبدو منه الحرص، فتلك عشر خصال يعرف بها العاقل. وصفة الجاهل أن يظلم من خالطه، ويتعدى على من هو دونه ويتطاول على من هو فوقه، كلامه بغير تدبر إن تكلم أثم و إن سكت سها، وإن عرضت له فتنة سارع إليها فأردته، وإن رأى فضيلة أعرض وأبطأ عنها، لايخاف ذنوبه القديمة، ولا يرتدع فيما بقي من عمره من الذنوب، يتوانى عن البرويبطئ عنه، غير مكترث لما فاته من ذلك أو ضيعه، فتلك عشر خصال من صفة الجاهل الذي حرم العقل.  حديث ضعيف بالارسال.

13 - سن: العوسي، عن أبي جعفر الجوهري عن إبراهيم بن محمد الكوفي، رفعه قال: سئل الحسن بن علي (عليه السلام) عن العقل قال: التجرع للغصة ومداهنة الاعداء. ضه:عن أمير المؤمنين (عليه السلام) مثله، وزاد فيه: ومداراة الاصدقاء. حديث ضعيف بالارسال وبمجاهيل.

 14 - سن: بعض أصحابنا رفعه قال: قال (عليه السلام): العاقل لا يحدث من يخاف تكذيبه ولا يسأل من يخاف منعه ولا يقدم على ما يخاف العذر منه، ولا يرجو من لا يوثق برجاءه. حديث ضعيف بالارسال.

 15 - سن: بعض أصحابنا رفعه قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): يستدل بكتاب الرجل على عقله وموضع بصيرته. وبرسوله على فهمه وفطنته.  حديث ضعيف بالارسال وجهالة راو.

16 - مص: قال الصادق (عليه السلام): العاقل من كان ذلولا عند إجابة الحق، منصفا بقوله، جموحا عند الباطل، خصما بقوله: يترك دنياه، ولا يترك دينه، ودليل العاقل شيئان: صدق القول، وصواب الفعل، والعاقل لا يتحدث بما ينكره العقل، ولا يتعرض للتهمة، ولا يدع مداراة من ابتلى به، ويكون العلم دليله في أعماله، والحلم رفيقه في أحواله، والمعرفة تعينه في مذاهبه. والهوى عدو العقل، ومخالف الحق، وقرين الباطل، وقوة الهوى من الشهوة، وأصل علامات الشهوة أكل الحرام، والغفلة عن الفرائض، والاستهانة بالسنن والخوض في الملاهي. حديث ضعيف بالارسال.

 17 - ضه، غو: عن النبي (صلى الله عليه وآله) قال: رأس العقل بعد الايمان التودد إلى الناس وقال (صلى الله عليه وآله): أعقل الناس محسن خائف وأجهلهم مسيئ آمن. حديث ضعيف بالارسال.

 18 - ضه: عن النبي (صلى الله عليه وآله)، قال: رأس العقل بعد الايمان بالله التحبب إلى الناس. حديث ضعيف بالارسال.

19 - ضه: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): ليس للعاقل أن يكون شاخصا إلا فيثلاث مرمة لمعاش أو حظوة في معاد، أو لذة في غير محرم. حديث ضعيف بالارسال.

 20 - ضه: روي أن النبي (صلى الله عليه وآله) قيل له: ما العقل ؟ قال: العمل بطاعة الله، و إن العمال بطاعة الله هم العقلاء. حديث ضعيف بالارسال.

 21 - وروي أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) مر بمجنون، فقال: ما له ؟ فقيل: إنه مجنون فقال: بل هو مصاب، إنما المجنون من آثر الدنيا على الآخرة . حديث ضعيف بالارسال.

23- ضه: روي عن أمير المؤمنين (عليه السلام) عن النبي (صلى الله عليه وآله) أنه قال ينبغي للعاقل إذا كان عاقلا أن يكون له أربع ساعات من النهار: ساعة يناجي فيها ربه،وساعة يحاسب فيها نفسه، وساعة يأتي أهل العلم الذين ينصرونه في أمر دينه وينصحونه،و ساعة يخلي بين نفسه ولذتها من أمر الدنيا فيما يحل ويحمد. حديث ضعيف بالارسال.

 24 - ختص: قال الصادق (عليه السلام): أفضل طبائع العقل العبادة، وأوثق الحديث له العلم، وأجزل حظوظه الحكمة، وأفضل ذخائره الحسنات. حديث ضعيف بالارسال.

 25 - وقال (عليه السلام): كمال العقل في ثلاث: التواضع لله، وحسن اليقين، والصمت إلا من خير. حديث ضعيف بالارسال.

26 - وقال: الجهل في ثلاث: الكبر، وشدة المراء، والجهل بالله فاولئك هم الخاسرون. حديث ضعيف بالارسال.

27 - وقال (عليه السلام): يزيد عقل الرجل بعد الاربعين إلى خمسين وستين، ثم ينقص عقله بعد ذلك. . حديث ضعيف بالارسال.

28 - وقال: إذا أردت أن تختبر عقل الرجل في مجلس واحد فحدثه في خلال حديثك بما لا يكون، فإن أنكره فهو عاقل، وإن صدقه فهو أحمق. حديث ضعيف بالارسال.

 29 - وقال (عليه السلام): لا يلسع العاقل من جحر مرتين. . حديث ضعيف بالارسال.

 30 - ف: وصية موسى بن جعفر (عليهما السلام) لهشام بن الحكم وصفته للعقل. قال (عليه السلام): يا هشام إن الله تبارك وتعالى بشر أهل العقل والفهم في كتابه، فقال: بشر عبادي الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه أولئك الذين هديهم الله وأولئك هم اولوا الالباب. يا هشام بن الحكم إن الله عزوجل أكمل للناس الحجج بالعقول، وأفضى إليهم بالبيان، ودلهم علىربوبيته بالادلة فقال: وإلهكم إله واحد لا إله إلا هو الرحمن الرحيم إن في خلق السموات والارض واختلاف الليل والنهار والفلك التي تجري في البحر بما ينفع الناسوما أنزل الله من السماء من ماء فأحيا به الارض بعد موتها وبث فيها من كل دابةوتصريف الرياح والسحاب المسخر بين السماء والارض لايات لقوم يعقلون يا هشام قد جعل الله عزوجل دليلا على معرفته بأن لهم مدبرا فقال: وسخر لكم الليل والنهار والشمس والقمر والنجوم مسخرات بأمره إن في ذلك لايات لقوم يعقلون . وقال: حم والكتاب المبين إنا جعلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون .وقال ومن آياته يريكم البرق خوفا وطمعا وينزل من السماء ماءفيحيي به الارض بعد موتها إن في ذلك لايات لقوم يعقلون.  يا هشام ثم وعظ أهل العقل، ورغبهم في الآخرة، فقال: وما الحيوة الدنيا إلا لعب ولهو وللدار الآخرة خير للذين يتقون أفلا تعقلون وقال: وما اوتيتم من شئ فمتاع الحيوة الدنيا وزينتها وما عند الله خير وأبقى أفلا تعقلون يا هشام ثم خوف الذين لا يعقلون عذابه فقال: ثم دمرنا الآخرين وإنكم لتمرون عليهم مصبحين وبالليل أفلا تعقلون. يا هشام ثم بين أن العقل مع العلم فقال: وتلك الامثال نضربها للناس وما يعقلها إلا العالمون يا هشام ثم ذم الذين لا يعقلون فقال: وإذا قيل لهم اتبعوا ما أنزل الله، قالوا بل نتبع ما ألفينا عليه آباءنا أولو كان آباؤهم لا يعقلون شيئا ولا يهتدون وقال تعالى:إن شر الدواب عند الله الصم البكم الذين لا يعقلون وقال: ولئن سألتهم من خلقالسموات والارض ليقولن الله قل الحمد لله بل أكثرهم لا يعقلون ثم ذم الكثرةفقال: وإن تطع أكثر من في الارض يضلوك عن سبيل الله وقال: أكثر الناس لا يعقلونوأكثرهم لا يشعرون. يا هشام ثم مدح القلة فقال: وقليل من عبادي الشكور وقال:وقليل ما هم وما آمن معه إلا قليل يا هشام ثم ذكر اولي الالباب بأحسنالذكر، وحلاهم بأحسن الحلية، فقال: يؤتي الحكمة من يشاء ومن يؤت الحكمة فقد اوتيخيرا كثيرا وما يذكر إلا اولوا الالباب. يا هشام إن الله يقول: إن في ذلك لذكرىلمن كان له قلب يعني العقل، وقال: ولقد آتينا لقمان الحكمة قال: الفهم والعقل. يا هشام إن لقمان قال لابنه: تواضع للحق تكن أعقل الناس، يا بني إن الدنيا بحر عميق قد غرق فيه عالم كثير فلتكن سفينتك فيها تقوى الله، وجسرها الايمان، و شراعها التوكل، وقيمها العقل، ودليلهاالعلم، وسكانها الصبر. يا هشام لكل شئ دليل، ودليل العاقل التفكر، ودليل التفكرالصمت. ولكل شئ مطية، ومطية العاقل التواضع. وكفى بك جهلا أن تركب ما نهيت عنه.يا هشام لو كان في يدك جوزة وقال الناس: لؤلؤة ما كان ينفعك وأنت تعلم أنها جوزة، ولو كان في يدك لؤلؤة وقال الناس: أنها جوزة ما ضرك وأنت تعلم أنها لؤلؤة. يا هشام ما بعث الله أنبياءه ورسله إلى عباده إلا ليعقلوا عن الله فأحسنهم استجابة أحسنهم معرفة لله، وأعلمهم بأمر الله أحسنهم عقلا، وأعقلهم أرفعهم درجة في الدنيا والآخرة. يا هشام ما من عبد إلا وملك آخذ بناصيته فلا يتواضع إلا رفعه الله، ولا يتعاظم إلا وضعه الله. يا هشام إن لله على الناس حجتين: حجة ظاهرة، وحجة باطنة، فأما الظاهرة فالرسل والانبياء والائمة (عليهم السلام)، وأما الباطنة فالعقول. يا هشام إن العاقل الذي لا يشغل الحلال شكره، ولا يغلب الحرام صبره. يا هشام من سلط ثلاثا على ثلاث فكأنما أعان هواه على هدم عقله: من أظلم نور فكره بطول أمله، ومحا طرائف حكمته بفضول كلامه، وأطفأ نور عبرته بشهوات نفسه فكأنما أعان هواه على هدم عقله ومن هدم عقله أفسد عليه دينه ودنياه. يا هشام كيف يزكو عند الله عملك وأنت قد شغلت عقلك عن أمر ربك وأطعت هواك على غلبة عقلك. يا هشام الصبر على الوحدة علامة قوة العقل، فمن عقل عن الله تبارك وتعالى عتزل أهل الدنيا والراغبين فيها ورغب فيما عند ربه، وكان انسه في الوحشة، و صاحبه في الوحدة، وغناه في العيلة، ومعزه في غير عشيرة. يا هشام نصب الخلق لطاعة الله، ولا نجاة إلابالطاعة، والطاعة بالعلم، والعلم بالتعلم، والتعلم بالعقل يعتقد، ولا علم إلا منعالم رباني، ومعرفة العالم بالعقل. يا هشام قليل العمل من العاقل مقبول مضاعف، وكثير العمل من أهل الهوى والجهل مردود. يا هشام إن العاقل رضي بالدون من الدنيا مع الحكمة، ولم يرض بالدون من الحكمة مع الدنيا، فلذلك ربحت تجارتهم. يا هشام إن كان يغنيك ما يكفيك فأدنى ما في الدنيا يكفيك، وإن كان لا يغنيك ما يكفيك فليس شئ من الدنيا يغنيك. يا هشام إن العقلاء تركوا فضول الدنيا فكيف الذنوب ؟ وترك الدنيا من الفضل وترك الذنوب من الفرض. يا هشام إن العقلاء زهدوا في الدنيا، ورغبوا في الآخرة، لانهم علموا أن الدنيا طالبة ومطلوبة، فمن طلب الآخرة طلبته الدنيا حتى يستوفي منها رزقه، ومن طلب الدنيا طلبته الآخرة فيأتيه الموت فيفسد عليه دنياه وآخرته. يا هشام من أراد الغنى بلا مال، وراحة القلب من الحسد، والسلامة في الدين فليتضرع إلى الله في مسألته، بأن يكمل عقله، فمن عقل قنع بما يكفيه، ومن قنع بما يكفيه استغنى، ومن لم يقنع بما يكفيه لم يدرك الغنى أبدا. يا هشام إن الله عزوجل حكى عن قوم صالحين أنهم قالوا: ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب حين علموا أن القلوب تزيغ وتعود إلى عماها ورداها. إنه لم يخف الله من لم يعقلعن الله ومن لم يعقل عن الله لم يعقد قلبه على معرفة ثابتة يبصرها ولم يجد حقيقتهافي قلبه، ولا يكون أحد كذلك إلا من كان قوله لفعله مصدقا وسره لعلانيته موافقا لانالله لا يدل على الباطن الخفي من العقل إلا بظاهر منه وناطق عنه. يا هشام كان أمير المؤمنين (عليه السلام) يقول: ما من شئ عبد الله به أفضل من العقل وما تم عقل امرؤ حتى يكون فيه خصال شتى: الكفر والشر منه مأمونان، والرشد والخير منه مأمولان، وفضل ماله مبذول، وفضل قوله مكفوف، ونصيبه من الدنيا القوت، ولا يشبع من العلم دهره، الذل أحب إليه مع الله من العز مع غيره والتواضع أحب إليه من الشرف، يستكثر قليل المعروف من غيره ويستقل كثير المعروف من نفسه ويرى الناس كلهم خيرا منه، وأنه شرهم في نفسه، وهو تمامالامر. يا هشام من صدق لسانه زكا عمله، ومن حسنت نيته زيد في رزقه، ومن حسن بره بإخوانه وأهله مد في عمره. يا هشام لا تمنحوا الجهال الحكمة فتظلموها، ولا تمنعوها أهلها فتظلموهم. يا هشام كما تركوا لكم الحكمة فاتركوا لهم الدنيا. يا هشاملا دين لمن لا مروة له، ولا مروة لمن لا عقل له: وإن أعظم الناس قدرا الذي لا يرىالدنيا لنفسه خطرا، أما إن أبدانكم ليس لها ثمن إلا الجنة، فلا تبيعوها بغيرها.يا هشام إن أمير المؤمنين (عليه السلام) كان يقول، لا يجلس في صدر المجلسإلا رجل فيه ثلاث خصال، يجيب إذا سئل وينطق إذا عجز القوم عن الكلام، ويشير بالرأيالذي فيه صلاح أهله، فمن لم يكن فيه شئ منهن فجلس فهو أحمق. وقال الحسن بن علي(عليه السلام) إذا طلبتم الحوائج فاطلبوها من أهلها، قيل: يا بن رسول الله ومن أهلها ؟ قال: الذين قص الله في كتابه وذكرهم، فقال: إنما يتذكر اولوا الالباب. قال: هم اولوا العقول. وقال علي بن الحسين (عليه السلام)، مجالسة الصالحين داعية إلى الصلاح، وأدب العلماء زيادة في العقل، وطاعة ولاة العقل تمام العز، واستتمام المال تمام المروة، وإرشاد المستشير قضاء لحق النعمة، وكف الاذى من كمال العقل، وفيه راحة البدن عاجلا وآجلا. يا هشام إن العاقل لا يحدث من يخاف تكذيبه، ولا يسأل من يخاف منعه، ولا يعد ما لا يقدر عليه، ولا يرجو ما يعنف برجاءه، ولا يتقدم على ما يخاف العجز عنه. وكان أمير المؤمنين (عليه السلام) يوصي أصحابه يقول: اوصيكم بالخشية من الله في السر و العلانية، والعدل في الرضاء والغضب،والاكتساب في الفقر والغنى، وأن تصلوا من قطعكم، وتعفوا عمن ظلمكم وتعطفوا على من حرمكم، وليكن نظركم عبرا، وصمتكم فكرا، وقولكم ذكرا، وإياكم والبخل، وعليكم بالسخاء، فإنه لا يدخل الجنة بخيل، ولا يدخل النار سخي. يا هشام رحم الله من استحيا من الله حق الحياء: فحفظ الرأس وما حوى، والبطن وما وعى، وذكر الموت والبلى وعلم أن الجنة محفوفة بالمكاره، والنار محفوفة بالشهوات. يا هشام من كف نفسه عن أعراض الناس أقال الله عثرته يوم القيامة، ومن كف غضبه عن الناس كف الله عنه غضبه يوم القيامة. يا هشام إن العاقل لا يكذب وإن كان فيه هواه. يا هشام وجد في ذؤابة سيف رسول الله(صلى الله عليه وآله) أن أعتى الناس على الله من ضرب غير ضاربه، وقتل غير قاتله،ومن تولى غير مواليه فهو كافر بما أنزل الله على نبيه محمد (صلى الله عليه وآله).ومن أحدث حدثا أو آوى محدثا لم يقبل الله منه يوم القيامة صرفا ولا عدلا.   يا هشام أفضلما تقرب به العبد إلى الله بعد المعرفة به الصلاة، وبر الوالدين، وترك الحسد والعجبوالفخر. يا هشام أصلح أيامك الذي هو أمامك، فانظر أي يوم هو ؟ وأعد له الجواب فإنك موقوف ومسؤول، وخذ موعظتك من الدهر وأهله فإن الدهر طويلة قصيرة فاعمل كأنك ترى ثواب عملك لتكون أطمع في ذلك، واعقل عن الله، وانظر في تصرف الدهر وأحواله فان ما هو آت من الدنيا كما ولى منها فاعتبر بها، وقال علي بن الحسين (عليه السلام): إن جميع ما طلعت عليه الشمس في مشارق الارض ومغاربها بحرها وبرها وسهلها وجبلها عند ولي من أولياء الله وأهل المعرفة بحق الله كفئ الظلال ثم قال: أولا حر يدع هذه اللماظة لاهلها ؟ (يعني الدنيا) فليس لانفسكم ثمن إلا الجنة، فلا تبيعوها بغيرها، فإنه من رضي من الله بالدنيا فقد رضي بالخسيس يا هشام إن كل الناس يبصر النجوم ولكن لا يهتدي بها إلا من يعرف مجاريها ومنازلها، وكذلك أنتم تدرسون الحكمة ولكن لا يهتدي بها منكم إلا من عمل بها. يا هشام إن المسيح (عليه السلام) قال للحواريين: يا عبيد السوء يهولكم طول النخلة وتذكرون شوكها ومؤونة مراقيها، وتنسون طيب ثمرها ومرافقتها كذلك تذكرون مؤونة عمل الآخرة فيطول عليكم أمده، وتنسون ما تفضون إليه من نعيمها ونورها وثمرها، يا عبيد السوء نقوا القمح وطيبوه. وادقوا طحنه تجدوا طعمه، ويهنئكم أكله، كذلك فأخلصوا الايمان وأكملوه تجدوا حلاوته وينفعكم غبه. بحق أقول لكم: لو وجدتم سراجا يتوقد بالقطران في ليلة مظلمة لاستضأتم به ولم يمنعكم منه ريح نتنه كذلك ينبغي لكم أن تأخذوا الحكمة ممن وجدتموها معه، ولا يمنعكم منه سوء رغبته فيها يا عبيد الدنيا بحق أقول لكم: لا تدركون شرف الآخرة إلا بترك ما تحبون، فلاتنظروا بالتوبة غدا، فان دون غد يوما وليلة، وقضاء الله فيهما يغدو ويروح بحق أقوللكم: إن من ليس عليه دين من الناس أروح وأقل هما ممن عليه الدين وإن أحسن القضاء،وكذلك من لم يعمل الخطيئة أروح وأقل هما ممن عمل الخطيئة وإن أخلص التوبة وأناب،في أعينكم، فتجتمع وتكثر فتحيط بكم. بحق أقول لكم: إن الناس في الحكمة رجلان فرجلأتقنها بقوله، وصدقها بفعله، ورجل أتقنها بقوله، وضيعها بسوء فعله، فشتان بينهما،فطوبى للعلماء بالفعل، وويل للعلماء بالقول. يا عبيد السوء اتخذوا مساجد ربكم سجونا لاجسادكم وجباهكم، واجعلوا قلوبكم بيوتا للتقوى، ولا تجعلوا قلوبكم مأوى للشهوات إن أجزعكم عند البلاء لاشدكم حبا للدنيا، وإن أصبركم على البلاء لازهدكم في الدنيا. يا عبيد السوء لا تكونوا شبيها بالحداء الخاطفة ولا بالثعالب الخادعة، ولا بالذئاب الغادرة، ولا بالاسد العاتية، كما تفعل بالفراس كذلك تفعلون بالناس: فريقا تخطفون، وفريقا تخدعون، وفريقا تغدرون بهم. بحق أقول لكم: لا يغني عن الجسد أن يكون ظاهره صحيحا، وباطنه فاسدا كذلك لا تغني أجسادكم التي قد أعجبتكم وقد فسدت قلوبكم، وما يغني عنكم أن تنقوا جلودكم وقلوبكم دنسة، لا تكونوا كالمنخل يخرج منه الدقيق الطيب، ويمسك النخالة كذلك أنتم تخرجون الحكمة من أفواهكم ويبقى الغل في صدوركم. يا عبيد الدنيا إنما مثلكم مثل السراج يضيئ للناس ويحرق نفسه. يا بنيإسرائيل زاحموا العلماء في مجالسهم ولو جثوا على الركب فإن الله يحيي القلوب الميتةبنور الحكمة كما يحيي الارض الميتة بوابل المطر. يا هشام مكتوب فيالانجيل: طوبى للمتراحمين اولئك هم المرحومون يوم القيامة، طوبى للمصلحين بين الناساولئك هم المقربون يوم القيامة، طوبى للمطهرة قلوبهم اولئك هم المتقون يوم القيامة، طوبى للمتواضعين في الدنيا اولئك يرتقون منابر الملك يوم القيامة.  يا هشام قلة المنطق حكم عظيم فعليكم بالصمت فإنه دعة حسنة، وقلة وزر وخفة من الذنوب، فحصنوا باب الحلم فإن بابه الصبر، وإن الله عز وجل يبغض الضحاك من غير عجب. والمشاء إلى غير إرب. ويجب على الوالي أن يكون كالراعي لا يغفل عن رعيته ولا يتكبر عليهم، فاستحيوا من الله في سرائركم، كما تستحيون من الناس في علانيتكم، واعلموا أن الكلمة من الحكمة ضالة المؤمن، فعليكم بالعلم قبل أن يرفع، ورفعه غيبة عالمكم بين أظهركم.  يا هشام تعلم من العلم ما جهلت، وعلم الجاهل مما علمت، وعظم العالم لعلمه، ودع منازعته، وصغر الجاهل لجهله ولا تطرده ولكن قربه وعلمه. يا هشام إن كل نعمة عجزت عن شكرها بمنزلة سيئة تؤاخذ بها. وقال أمير المؤمنين صلوات الله عليه: إن لله عبادا كسرت قلوبهم خشبته، وأسكتتهم عن النطقوإنهم لفصحاء عقلاء، يستبقون إلى الله بالاعمال الزكية، لا يستكثرون له الكثير، ولايرضون له من أنفسهم بالقليل، يرون في أنفسهم أنهم أشرار، وإنهم لاكياس وأبرار. يا هشام الحياء من الايمان والايمان في الجنة، والبذاء من الجفاء والجفاء في النار. يا هشام المتكلمون ثلاثة: فرابح، وسالم، وشاجب: فأما الرابح فالذاكر لله وأما السالم فالساكت، وأما الشاجب فالذي يخوض في الباطل إن الله حرم الجنة على كل فاحش بذي قليل الحياء لا يبالي ما قال ولا ما قيل فيه. وكان أبو ذر رضي الله عنه يقول: يا ميتغي العلم إن هذا اللسان مفتاح خير، ومفتاح شر، فاختم على فيك كما تختم على ذهبك وورقك ا هشام بئس العبد عبد يكون ذا وجهين وذا لسانين يطري أخاه إذا شاهده، و يأكله إذا غاب عنه، إن اعطي حسده وإن ابتلى خذله، وإن أسرع الخير ثوابا البر، وأسرع الشر عقوبة البغي، وإن شر عباد الله من تكره مجالسته لفحشه، وهل يكب الناس على مناخرهم في النار إلا حصائد ألسنتهم، ومن حسن إسلام المرء ترك ما لا يعنيه. يا هشام لا يكون الرجل مؤمنا حتى يكون خائفا راجيا، ولا يكون خائفا راجيا حتى يكون عاملا لما يخاف ويرجو. يا هشام قال الله عزوجل: وعزتي وجلالي وعظمتي وقدرتي وبهائي وعلوي في مكاني، لا يؤثر عبد هواى على هواه إلا جعلت الغنى في نفسه، وهمه في آخرته وكففت عليه ضيعته، وضمنت السماوات والارض رزقه، وكنت له من وراء تجارة كل تاجر. يا هشام الغضب مفتاح الشر، وأكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا، وإن خالطت الناس فإن استطعت أن لا تخالط أحدا منهم إلا من كانت يدك عليه العليا فافعل. يا هشام عليك بالرفق، فإن الرفق يمن والخرق شؤم إن الرفق والبر و حسن الخلق يعمر الديار، ويزيد في الرزق. يا هشام قول الله: هل جزاء الاحسان إلا الاحسان جرت في المؤمن والكافر، والبر والفاجر، من صنع إليه معروف فعليه أن يكافئ به، وليست المكافاة أن تصنع كما صنع حتى ترى فضلك، فإن صنعت كما صنع فله الفضل بالابتداء. يا هشام إن مثل الدنيا مثل الحية، مسها لين، وفي جوفها السم القاتل، يحذرها الرجال ذووا العقول، ويهوي إليها الصبيان بأيديهم. يا هشام اصبر على طاعة الله، واصبر عن معاصي الله، فإنما الدنيا ساعة فما مضى منها فليس تجد له سرورا ولا حزنا، وما لم يأت منها فليس تعرفه، فاصبر على تلك الساعة التي أنت فيها فكأنك قد اعتبطت. يا هشام مثل الدنيا مثل ماء البحر كلما شرب منه العطشان ازداد عطشا حتىيقتله. يا هشام إياك والكبر فإنه لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال حبة من كبر، الكبر رداء الله فمن نازعه رداءه أكبه الله في النار على وجهه. يا هشام تمثلت الدنيا للمسيح (عليه السلام) في صورة امرأة زرقاء، فقال لها: كم تزوجت ؟ فقالت: كثيرا، قال: فكل طلقك ؟ قالت: لا بل كلا قتلت ! قال المسيح: فويح أزواجك الباقين كيف لا يعتبرون بالماضين ؟يا هشام إن ضوء الجسد في عينه فإن كان البصر مضيئا استضاء الجسد كله، و إن ضوء الروح العقل، فإذا كان العبد عاقلا كان عالما بربه، وإذا كان عالما بربه أبصر دينه، وإن كان جاهلا بربه لم يقم له دين، وكما لا يقوم الجسد إلا بالنفس الحية فكذلك لا يقوم الدين إلا بالنية الصادقة، ولا تثبت النية الصادقة إلا بالعقل. يا هشام إن الزرع ينبت في السهل، ولا ينبت في الصفا، فكذلك الحكمة تعمر في قلب المتواضع ولا تعمر في قلب المتكبر الجبار لان الله جعل التواضع آلة العقل، و جعل التكبر من آلة الجهل، ألم تعلم أن من شمخ إلى السقف برأسه شجه ؟ ومن خفض رأسه استظل تحته وأكنه ؟ فكذلك من لم يتواضع لله خفضه الله، ومن تواضع لله رفعه. يا هشام ما أقبح الفقر بعد الغنى وأقبح الخطيئة بعد النسك، وأقبح من ذلك العابد لله ثم يترك عبادته. يا هشام لا خير في العيش إلا لرجلين: لمستمع واع، وعالم ناطق. يا هشام ما قسم بين العباد أفضل من العقل، نوم العاقل أفضل من سهر الجاهل، وما بعث الله نبيا إلا عاقلا حتى يكون عقله أفضل من جميع جهد المجتهدين، وما أدى العبد فريضة من فرائض الله حتى عقل عنه. يا هشام قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): إذا رأيتم المؤمن صموتا فادنوا منه، فإنه يلقي الحكمة، والمؤمن قليل الكلام كثير العمل، والمنافق كثير الكلام قليل العمل. يا هشام أوحى الله إلى داود: قل لعبادي لا يجعلوا بيني وبينهم عالما مفتونا بالدنيا فيصدهم عن ذكري، وعن طريق محبتي ومناجاتي، اولئك قطاع الطريق من عبادي، إن أدنى ما أنا صانع بهم أن أنزع حلاوة عبادتي ومناجاتي من قلوبهم. يا هشام من تعظم في نفسه لعنته ملائكة السماء وملائكة الارض، ومن تكبر على إخوانه واستطال عليهم فقد ضاد الله، ومن ادعى ما ليس له فهو اعني لغير. يا هشام أوحى الله إلى داود: حذر وأنذر أصحابك عن حب الشهوات، فإن المعلقة قلوبهم بشهوات الدنيا قلوبهم محجوبة عني يا هشام إياك والكبر على أوليائي، والاستطالة بعلمك فيمقتك الله، فلا تنفعك بعد مقته دنياك ولا آخرتك، وكن في الدنيا كساكن الدار ليست له، إنما ينتظر الرحيل. يا هشام مجالسة أهل الدين شرف الدنيا والآخرة، ومشاورة العاقل الناصح يمن وبركة ورشد وتوفيق من الله، فإذا أشار عليك العاقل الناصح فإياك والخلاف فإن في ذلك العطب. يا هشام إياك ومخالطة الناس والانس بهم إلا أن تجد منهم عاقلا مأمونا فأنس به واهرب من سائرهم كهربك من السباع الضارية، وينبغي للعاقل إذا عمل عملا أن يستحيي من الله إذ تفرد له بالنعم أن يشارك في عمله أحدا غيره، وإذا حزبك أمر أن لاتدري أيهما خير وأصوب فانظر أيهما أقرب إلى هواك فخالفه، فإن كثير الثواب في مخالفةهواك، وإياك أن تغلب الحكمة وتضعها في الجهالة. قال هشام: فقلت له: فإن وجدت رجلاطالبا غير أن عقله لا يتسع لضبط ما القي إليه ؟ قال: فتلطف له في النصيحة، فإن ضاققلبه فلا تعرضن نفسك للفتنة، واحذر رد المتكبرين، فان العلم يدل على أن يحمل على منلا يفيق قلت: فإن لم أجد من يعقل السؤال عنها ؟ قال فاغتنم جهله عن السؤال حتى تسلم فتنة القول، وعظيم فتنة الرد، واعلم: أن الله لم يرفع المتواضعين بقدر تواضعهم ولكن رفعهم بقدر عظمته ومجده، ولم يؤمن الخائفين بقدر خوفهم ولكن آمنهم بقدر كرمهوجوده، ولم يفرح المحزونين بقدر حزنهم ولكن فرحهم بقدر رأفته ورحمته، فما ظنك بالرؤوف الرحيم الذي يتودد إلى من يؤذيه بأولياءه ؟ فكيف بمن يؤذي فيه ؟ وما ظنك بالتواب الرحيم الذي يتوب على من يعاديه ؟ فكيف بمن يترضاه ويختار عداوة الخلق فيه ؟ يا هشام من أحب الدنيا ذهب خوف الآخرة من قلبه، وما اوتي عبد علما فازداد للدنيا حبا إلا ازداد من الله بعدا وازداد الله عليه غضبا. يا هشام إن العاقل اللبيب من ترك ما لا طاقة له به، وأكثر الصواب في خلاف الهوى، ومن طال أمله ساء عمله. يا هشام لو رأيت مسير الاجل لالهاك عن الامل. يا هشام إياك والطمع، وعليك باليأس مما في أيدي الناس، وأمت الطمع من المخلوقين، فان الطمع مفتاح الذل، واختلاس العقل، وإخلاق المروات، وتدنيس العرض، والذهاب بالعلم، وعليك بالاعتصام بربك: والتوكل عليه، وجاهد نفسك لتردها عن هواها، فإنه واجب عليك كجهاد عدوك. قال هشام: فأي الاعداء أوجبهم مجاهدة ؟ قال: أقربهم إليك، وأعداهم لك، وأضرهم بك، وأعظمهم لك عداوة، وأخفاهم لك شخصا مع دنوه منك، ومن يحرض أعدائك عليك، وهو إبليس الموكل بوسواس القلوب، فله فلتشد عداوتك، ولا يكونن أصبر على مجاهدتك لهلكتك منك على صبرك لمجاهدته، فإنه أضعف منك ركنا في قوته، وأقل منك ضررا في كثرة شره إذا أنت اعتصمت بالله، ومن اعتصم بالله فقد هدي إلى صراط مستقيم . يا هشام من أكرمه الله بثلاث فقد لطف له: عقل يكفيه مؤونة هواه، وعلم يكفيه مؤونة جهله، وغنى يكفيه مخافة الفقر. يا هشام احذر هذه الدنيا واحذر أهلها فإن الناس فيها على أربعة أصناف: رجل مترد معانق لهواه، ومتعلم متقرئ كلما ازداد علما ازداد كبرا يستعلي بقراءته وعلمه على من هو دونه، وعابد جاهل يستصغر من هو دونه في عبادته، يحب أن يعظم ويوقر، وذو بصيرة عالم عارف بطريق الحق يحب القيام به فهو عاجز أو مغلوب، ولا يقدر على القيام بما يعرف فهو محزون مغموم بذلك فهو أمثل أهل زمانه وأوجههم عقلا. يا هشام اعرف العقل وجنده، والجهل وجنده تكن من المهتدين. قال هشام فقلت: لا نعرف إلا ما عرفتنا، فقال (عليه السلام): يا هشام إن الله خلق العقل وهو أول خلق خلقه الله من الروحانيين عن يمين العرش من نوره فقال له: أدبر فأدبر، ثم قال له: أقبل فأقبل، فقال الله جل وعز: خلقتك خلقا عظيما وكرمتك على جميع خلقي. ثم خلق الجهل من البحر الاجاج الظلماني، فقال له: أدبر فأدبر، ثم قال له: أقبل فلم يقبل، فقال: استكبرت ؟ فلعنه. ثم جعل للعقل خمسة وسبعين جندا فلما رأى الجهل ما كرم الله به العقل وما أعطاه أضمر له العداوة، وقال الجهل: يا رب هذا خلق مثلي خلقته وكرمته وقويته وأنا ضده ولا قوة لي به، أعطني من الجند مثل ما أعطيته، فقال تبارك وتعالى: نعم، فإن عصيتني بعد ذلك أخرجتك وجندك من جواري ومن رحمتي فقال: قد رضيت فأعطاه الله خمسة وسبعين جندا. فكان مما أعطى العقل من الخمسة وسبعين جندا: الخير وهو وزير العقل، الشر وهو وزير الجهل. الايمان، الكفر. التصديق، التكذيب. الاخلاص، النفاق. الرجاء، القنوط. العدل، الجور. الرضاء، السخط. الشكر، الكفران. اليأس، الطمع. التوكل، الحرص. الرأفة، الغلظة. العلم، الجهل. العفة، التهتك. الزهد، الرغبة. الرفق، الخرق. الرهبة، الجرأة. التواضع، الكبر. التؤدة، العجلة. الحلم، السفه. الصمت، الحذر. الاستلام، الاستكبار. التسليم، التجبر. العفو، الحقد. الرحمة، القسوة. اليقين، الشك. الصبر، الجزع. الصفح، الانتقام. الغنى، الفقر. التفكر،السهو. الحفظ، النسيان. التواصل، القطيعة. القناعة، الشره. المواساة، المنع.المودة، العداوة. الوفاء، الغدر. الطاعة، المعصية. الخضوع، التطاول. السلامة،البلاء. الفهم، الغباوة. المعرفة، الانكار. المداراة، المكاشفة. سلامة الغيب،المماكرة. الكتمان، الافشاء. البر، العقوق. الحقيقة، التسويف. المعروف، المنكر.التقية، الاذاعة. الانصاف، الظلم. النفي، الحسد. النظافة، القذر. الحياء،القحة. القصد، الاسراف. الراحة، التعب. السهولة، الصعوبة. العافية، البلوى. القوام،المكاثرة. الحكمة، الهوى. الوقار، الخفة. السعادة، الشقاء. التوبة، الاصرار.المخافة، التهاون. الدعاء، الاستنكاف. النشاط، الكسل. الفرح، الحزن. الالفة، الفرقة. السخاء، البخل. الخشوع، العجب. صدق الحديث، النميمة. الاستغفار، الاغترار. الكياسة، الحمق   يا هشام لا تجتمع هذه الخصال إلا لنبي أو وصي نبي، أو مؤمن امتحن الله قلبه للايمان، وأما سائر ذلك من المؤمنين فإن أحدهم لا يخلو من أن يكون فيه بعض هذه الجنود من أجناد العقل. حتى يستكمل العقل ويتخلص من جنود الجهل، فعند ذلك يكون في الدرجة العليا مع الانبياء والاوصياء (عليهم السلام) وفقنا الله وإياكم لطاعته. حديث ضعيف بالارسال ففي الكافي (أبوعبدالله الاشعري، عن بعض أصحابنا، رفعه عن هشام بن الحكم)

31 - الدرة الباهرة: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): العاقل منرفض الباطل. حديث ضعيف بالارسال.

 32 - دعوات الراوندي: قال الصادق (عليه السلام): كثرة النظر في العلميفتح العقل. حديث ضعيف بالارسال.

 33 - نهج: قال أمير المؤمنين (عليه السلام)، لسان العاقل وراء قلبه،وقلب الاحمق وراء لسانه. وقال المجلسي وقد روي عنه (عليه السلام) هذا المعنىبلفظ آخرو هو قوله (عليه السلام): قلب الاحمق في فيه، ولسان العاقل في قلبه.ومعناهما واحد. حديث ضعيف بالارسال.

 34 - وقال (عليه السلام): إذا تم العقل نقص الكلام. حديث ضعيف بالارسال.

 35 - وقال (عليه السلام): لا يرى الجاهل إلا مفرطا أو مفرطا. حديث ضعيف بالارسال.

36 - نهج: قيل له (عليه السلام): صف لنا العاقل فقال: هو الذي يضع الشئ مواضعه قيل له: فصف لنا الجاهل قال: قد فعلت. حديث ضعيف بالارسال.

37 - نهج: قال (عليه السلام): كفاف من عقلك ما أوضح لك سبيل غيك منرشدك. حديث ضعيف بالارسال.

 38 - وقال (عليه السلام) في وصيته للحسن (عليه السلام): والعقل حفظ التجارب،وخير ما جربت ما وعظك. حديث ضعيف بالارسال.

39 - كنز الكراجكي: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): إنالعاقل من أطاع الله وإن كان ذميم المنظر حقير الخطر، وان الجاهل من عصى الله، وإنكان جميل المنظر عظيم الخطر، أفضل الناس أعقل الناس. حديث ضعيف بالارسال.

 40 - وروي عن أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال: العقل ولادة، والعلم إفادة، و مجالسة العلماء زيادة. حديث ضعيف بالارسال.

 41 - وقال (عليهم السلام): من صحب جاهلا نقص من عقله. حديث ضعيف بالارسال.

 42 - وقال (عليه السلام): التثبت رأس العقل والحدة رأس الحمق. حديث ضعيف بالارسال.

 43 - وقال (عليه السلام): غضب الجاهل في قوله، وغضبالعاقل في فعله. حديث ضعيف بالارسال.

44 - وقال (عليه السلام): العقول مواهب والآداب مكاسب. حديث ضعيف بالارسال.

 45 – وقال (عليه السلام): فساد الاخلاق معاشرة السفهاء، وصلاح الاخلاق معاشرة العقلاء. حديث ضعيف بالارسال.

 46 -وقال (عليه السلام): العاقل من وعظته التجارب. حديث ضعيف بالارسال.

47 - وقال (عليه السلام): رسولك ترجمان عقلك. حديث ضعيف بالارسال.

48 - وقال (عليه السلام): من ترك الاستماع عن ذوي العقول مات عقله. حديث ضعيف بالارسال.

 49- وقال (عليه السلام): من جانب هواه صح عقله. حديث ضعيف بالارسال.

 50 - وقال (عليه السلام): من أعجب برأيه ضل، ومن استغنى بعقله زل، ومن تكبر على الناس ذل. حديث ضعيف بالارسال.

51 - وقال (عليه السلام): إعجاب المرء بنفسه دليل على ضعف عقله. حديث ضعيف بالارسال.

 52 - وقال (عليه السلام): عجبا للعاقل كيف ينظر إلى شهوة يعقبه النظر إليها حسرة. حديث ضعيف بالارسال.

 53 - وقال: همة العقل ترك الذنوب وإصلاح العيوب. حديث ضعيف بالارسال.

خلاصة الباب الرابع: في الباب 53 حديثا كلها ضعيف ليس فيها صحيح ولا موثق ولا حسن. ولا بد من التأكيد ان الحديث الضعيف وان كان لا يصح نسبته للنبي واهل بيته صلوات الله عليهم وان كان موافقا للقرآن وكان معناه حسنا ورشيدا لكن يمكن اعتبار هكذا حديث حسن المعنى وفيه حكمة ورشد انه من التراث الانساني الذي يستنار بها كاقوال المفكرين والحكماء فنقول جاء في الحكمة وقال اهل الحكمة ونقل الاوائل وذكر عن الاول ... فهو من التراث الانساني وليس لانه شرع وانه دين وانه صادر عن النبي واهل بيته صلوات الله عليهم.

 
 
 

المنشورات الأخيرة

إظهار الكل

تعليقات


 

 

أنور غني الموسوي الحلي طبيب وأديب وباحث اسلامي من العراق.  ولد في 29 ذي الحجة 1392 هجري (1973ميلادي) في بابل. درس في النجف الطب والفقه. مؤلف لأكثر من اربع مئة كتاب وظهر اسمه في عشرات المجلات والمختارات الادبية العالمية في الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة وآسيا وقد فاز بالعديد من الجوائز؛ منها "أفضل شاعر في العالم في عام 2017 من WNWU". وفي عام 2018 تم ترشيحه لجائزة اديليد للشعر وفي عام 2019 تم ترشيحه لجائزة Pushcart. حصل على جائزة روك بيبلز الأدبية من الهند، وجائزة ياسر عرفات الدولية للسلام، وجائزة أكاديمية الروح المتحدة للكتاب للشعر في عام 2019. أنور طبيب استشاري أمراض الكلى وطالب علوم دينية، ومؤلف لأكثر من ثلاث مائة كتاب. ثلاثون منهم باللغة الإنجليزية مثل؛ "A Farmers Chant؛ Inner Child Press 2019،" Color Whispers"   ، AABAS Publishing House، 2019، and "Salty Tales"، Just Fiction، 2019. وهو رئيس تحرير مجلة Arcs Prose Poetry.)

 يعتمد أنور الموسوي منهج عرض الحديث على القران وعدم العمل بالظن.   في 2020 بدأ بمراجعة الحديث والتفسير، ومن ثم بعض العقائد والشرائع، وأصدر مجموعة من الرسائل بين 2020 و2021 وفق منهج العرض والفقه التصديقي، فيها مراجعة لبعض العقائد والمسائل الشرعية والتفسيرية. في 2021 أنشأ مجموعة المدرسة العرضية في الفقه وألف كتابه (معارف الفقه التصديقي). يدعو أنور الموسوي الى (اسلام بلا طوائف) الى (عامية الفقه).  

  

bottom of page