حكم تطهير الملابس بالغسيل الجاف (دراي كلين)

...

التنظيف الجاف هو عملية تنظيف تستخدم مذيباً سائلاً بدلاً من الماء لإزالة الأوساخ والبقع والروائح من الأقمشة.

فائدته: تتطلب المواد الرقيقة مثل الحرير أو الصوف أو الكشمير عناية خاصة لمنع الانكماش أو التمدد أو التلف. يساعد التنظيف الجاف في الحفاظ على نسيجها وبنيتها وطول عمرها، مما يجعل ملابسك تبدو وكأنها جديدة.

 وفي صلاحية غير الماء فى تطهير النجاسات قولان:

الاول: العدم وهو المشهور.

الثاني: الجواز ذهب اليه السيد المرتضى وابو حنيفة.

قال المرتضى في الناصريات (عندنا: أنه يجوز إزالة النجاسة بالمائع الطاهر وإن لم يكن ماء ، وبه قال أبو حنيفة، وأبو يوسف . وقال محمد، وزفر، ومالك، والشافعي: لا يجوز ذلك. دليلنا على صحة ما ذهبنا إليه بعد الاجماع المقدم ذكره، قوله تعالى: (وثيابك فطهر) فأمر بتطهير الثوب ولم يفصل بين الماء وغيره.) الناصريات ص 105.

قال الشيخ اليعقوبي في فقه الخلاف ج14 ص 5 (وقد وجدنا بعض الأعلام يخالف المشهور كالشيخ المفيد والسيد المرتضى فقد ذهبا إلى جواز تطهير المتنجّسات بالماء المضاف مما يفتح الباب واسعاً للتطهير بالسبرتو والسوائل المعقّمة والمطهّرة وسائر المنظّفات،)

وهنا بحث لنا في تعليقة على تذكرة الفقهاء للعلامة الحلي رحمه الله تعالى وفق منهج الفقه العرضي.

متن: إذا تغيرت أحد أوصاف المطلق بالأجسام الطاهرة ولم يسلبه الاطلاق، فهو باق على حكمه بإجماعنا، لبقاء الاسم، وبه قال أبو حنيفة وأصحابه، والزهري، وأبو بكر الرازي وقال الشافعي، ومالك، وأحمد، وإسحاق: إن تغير بما لم يخالط أجزاءه كالخشب والدهن، أو كان ترابا أو لا ينفك الماء عنه كالطحلب وورق الشجر الساقط في السواقي، وما يجري عليه الماء من حجارة النورة والكحل وغيره فهو باق على حكمه، وإن كان غير ذلك لم يجز الوضوء منه كالمتغير بالصابون والزعفران والملح الجبلي. ولو كان أصله الماء - بأن يرسل في أرض مالحة فيصير ملحا - جاز.

بحث) مخالطة الماء للجسم الطاهر مع عدم سلبه اسم الماء

قول1: مطهر.

ق2: ف: ليس مطهرا

الاصول

القرآن: لان المطهر هو الماء وهذا ماء وان خالطه غيره. ص ق1 .

الوجدان: التطهير بالماء وهو ماء. ص ق1.

خلاصة) مخالطة الماء لجسم طاهر مع عدم سلبه اسم الماء لا يلسبه المطهريةـ فيطهر من الخبث والحدث.

بحث) في مطهرية الماء المتغير اوصافه بشيء طاهر .

وهنا شقان لا بد منهما؛ الاول ازالة الخبث والثاني ازالة الحدث.

بحث) الماء المتغير اوصافه بشيء طاهر:

ق1: انه مطهر للخبث خالط اجزاءه ام لا.

ق2: ان لم يكن مخالطا لاجزائه فهو مطهر.

ق3: ان خالط اجزاءه كالصابون فليس بمطره.

الاصول

القرآن: الطهارة امر ارتكز فيه القرآن على العرف والعرف الخاص يرى التطهير من الخبث بكل مطهر. ص ق1 ق2

الوجدان: الوجدان يرى التطهير من الخبث بكل مطهر من ماء وغير. ص ق1 ق2.

استقراء) ق1=2 ، ق2=2 ، ق3=0 اذن القول الاول والثاني هو المصدق والقول الثاني يرجع الى الاول ان سلبه ام الماء والا في البحث السابق ان لم يسلبه اي مطهر.

خ) الماء المتغير اوصافه بشيء طاهر مطهر خالط اجزاءه ام لا.

اشارة: تفريعا على البحث السابق فالمهم هو انه يسلبه اسم الماء ام لا

بحث) اذا خالط جسم الماء وسلبه اسم الماء:

ق1: يطهر من الخبث

ق2: لا يطهر من الخبث

بالبيان المتقدم فانه مطهر اذا ثبت في العرف الوضعي العلمي انه مطهر.

خ) الماء اذا خالطه جسم طاهر وسلبه اسم الماء – وكان في العرف او العلم الوضعي- مطهر فهو مطهر.

فرع: وبالبيان المتقدم وسياتي ان السوائل الاخرى غير الماء- بل الاجسام الصلبة والغازية- ان علم بالعرف العام او الخاص (العلم الوضعي) ان تطهر من الخبث جاز التطهر بها.

خ) السوائل الاخرى غير الماء- بل الاجسام الصلبة والغازية ايضا- ان علم بالعرف العام او الخاص (العلم الوضعي) ان تطهر من الخبث جاز التطهر بها.

ومنه يتفرع:

خ) المواد المطهر (المنظفات) غير الماء يجوز تطهير البدن وغيره من الخبث بها.

...

ومن هنا يتبين ان التطهير بالغسيل الجاف من دون الماء جائز.

وتلحق بالمسالة التطهير بالبخار وحكم بعضهم بجوازه ايضا وهو قوي بالبيان المتقدم.