top of page

بحث

تم العثور على 229 نتيجة مع بحث فارغ

  • فلسفة المشيئة والرزق

    اصل- وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ (بالأسباب والاستحقاق فلا مانع) بِغَيْرِ حِسَابٍ (بلا عد ويعطي متفضلا). فرع (ف)- يرزق الله تعالى عباده بالمشيئة (بالكتاب والتفضل) ف- المشيئة الكتابية هي (بالأسباب والاستحقاق) والمشيئة التفضلية تكون (بالتوفيق والمن). ففي المشيئة الكتابية (الاستحقاقية السببية) رزق وفي المشيئة التفضلية (التوفيق والمن) رزق). ف- الله تعالى لا يقبل بقطع الرزق عن الناس. ف- يجب رفع الحاجة للأرزاق الأساسية كالمأكل والملبس والمأوى. ف- رفع الحاجة للأرزاق الأساسية عن كل انسان واجب كفائي. ف- ضيق الرزق الحرج والعسر لا يرضاه الله تعالى، لكن ان حصل سواء بحسب الشر الاختياري (البشري) او الضرر القهري (الطبيعي) فانه يكون حسب المشيئة الكتابية. ف- المشيئة التفضلية تسبق المشيئة الكتابية لأصول الرحمة والرأفة. ف- المعتدي الذي يعتدي على الناس في ارزاقهم يكون وفق المشيئة الكتابية، لكن المشيئة التفضلية تزيل اعتداءه واثره. ف- الأصل في الأمور والحوادث هو المشيئة الكتابية لكن المشيئة التفضلية هي التي توسع الضيق وتيسر العسر وتزيل الحرج. ف- السعة واليسر غايات ومقاصد وجودية وشرعية. ف- العالم يتجه نحو سعة في العيس أكبر ويسر في العيش اكبر. ف- حالة اللاعسر واللاضيق ممكنة على مستوى الفرد والشعب والشعوب والعالم.

  • الفقه العرضي التصديقي في قبال الفقه التقليدي الاصولي

    الفقه العرضي التصديقي والفقه التقليدي الاصولي الأصول الشرعية اما ان تبحث من جهة الدلالة او من جهة التصديق، والأولى هي الأبحاث اللفظية الدلالية الفهمية للمعرفة والثانية هي الابحاث المعرفية التصديقية الفقهية للمعرفة. ان العلاقة بين الأصول والفروع هو الاشتقاق والتشعب وكما ان المعارف الدلالية تتشعب، فان المعارف التصديقية تتشعب. بينما التشعب الدلالي يكون بين معرفة معنوية وأخرى بمعونة اللفظ فان التشعب التصديقي يكون بين معرفة معنوية وأخرى بمعونة أصول العلم والثابت من معرفة. بمعنى ان المرجع التشعبي الدلالي هو اللفظ والمرجع التشعبي التصديقي هو المصدق العلمي (ما ثبت من معرفة في الصدور). بينما المعارف الدلالية عرضية متفرقة منتثرة بانتثار الالفاظ فان المعارف التصديقية مترابطة متواصلة طولية بنائية، لذلك فالاعتبار اللفظي أسهل بكثير من الاعتبار التصديقي لكن الاعتبار التصديقي اصدق وأكثر علمية. كما ان هناك وضعا لفظيا للمعاني فان هنا وضعا تصديقيا لها، وكما ان للوضع اللفظي علامات هي الالفاظ فان للوضع التصديقي علامات أيضا هي المصدقات المعرفية. لا بد من العلم بالمصدقات العرضية لاجل التقدم في المعرفة التصديقية. الفروقات البنائية جوهرية بين المعرفة اللفظية والمعرفة التصديقية تبين صلابة وقوة المعرفة الشرعية المبنية على المصدقات مقارنة بالمعرفة المبني على الالفاظ. وتبين قوة وحقيقية الفقه العرضي مقارنة بالفقه الاستقلالي (الاصولي). الإغراق في الفقه الاستقلالي (الاصولي) يؤدي الى أحد امرين خطيرين هما التوهم الحشوي بتبني معارف غير مصدقة ومتعارضة والتوهم ظني بتبني معارف غير مصدقة وان لم تكن متعرضة. الفقه العرضي التصديقي العلمي هو الطريق الصحيح للمعرفة الشرعية في قبال الفقه الاستقلالي الدلالي الظني الذي يحول الشريعة الى علم لغوي دلالي بينما الشريعة بالفقه التصديقي فهي علم معرفي مستقل عن اللغة. الأبحاث الفقهية التقليدية (الأصولية) السائدة لا تحقق معرفة شرعية علمية بل يمكن ان تكون مقدمة للفقه العرضي التصديقي المحقق للمعرفة الشرعية الحقة. فالفقه الاصولي مقدمة للفقه العرضي الذي هو الالة الحقيقية والعلمية لمعرفة الشريعة. الأبحاث التصديقية ترجع الى ادلة محكمة لا اختلاف فيها، وما تصدق وتشهد له يكون اكثر علمية وصدقا من الاثبات الدلالي، كما ان العرض يعتمد الاستقراء بخلاف الاستنباط المقامي الدلالي المنعزل.

  • تلخيص موجز البلاغة

    تلخيص موجز البلاغة انور غني الموسوي تلخيص موجز البلاغة انور غني الموسوي دار اقواس للنشر العراق 1441 مقدمة بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. اللهم صل على محمد واله الطاهرين. ربنا اغفرنا لنا ولإخواننا المؤمنين. هذا تلخيص لكتاب موجز البلاغة للشيخ محمد الطاهر بن عاشور البلاغة فعالة مصدر بلُغ بضم اللام كفقه وهو مشتق من بلَغ بفتح اللام بلوغاً بمعنى وصل وإنما سمي هذا العلم بالبلاغة لأنه بمسائله وبمعرفتها يبلغ المتكلم إلى الإفصاح عن جميع مراده بكلام سهل وواضح ومشتمل على ما يعين على قبول السامع له ونفوذه في نفسه. إذا علم الانسان اللغة والنحو والصرف فإنما يستطيع أن يعبر عن حاصل المراد وأصل المعنى ولا يستطيع أن يفصح عن تمام المراد. والعلم الباحث عن القواعد التي تصير الكلام دالاً على جميع المراد وواضح الدلالة عليه يدعى علم البلاغة، ثم إن هنالك محسنات للكلام متى اشتمل عليها اكتسب قبولاً عند سامعه وجعلوا تلك المحسنات اللفظية من لواحق مسائل هذا العلم ويلقبونها بالبديع. اقول البديع لا علاقة له بجوهر غرض البلاغة. فالبلاغة ثلاثة فنون فن المعاني وهو المسائل التي بمعرفتها يستطيع المتكلم أن يعبر عن جميع مراده بكلام خاص، وسمي علم المعاني لأن مسائله تعلمك كيف تفيد معاني كثيرة في ألفاظ قليلة، أما بزيادة لفظ قليل يدل على معنى حقه أن يؤدى بجمل مثل صيغة إنما في الحصر، وكلمة إن في التأكيد ورد الإنكار معاً وأما بأن لا يزيد شيئاً ولكنه يرتب الكلام على كيفية تؤدي بذلك الترتيب معنى زائداً مثل تقديم المفعول والظرف لإفادة الحصر في نحو: الله أحد، وإياك نعبد وهذا الفن هو معظم علم البلاغة، وفن البيان وهو المسائل التي بمعرفتها يعرف وضوح الدلالة، وفن البديع وهو المسائل التي تبحث عن المحسنات اللفظية كما تقدم. اقول من هذا البيان فهناك شكلان للبلاغة البلاغة الاساسية وهي علم المعاني وهو فن الفصاحة حقيقة والبلاغة الفنية وهي علم البيان وهو جوهر البلاغة فعلا بل هو البلاغة حقيقة، واما البديع فليس من الفصاحة ولا البلاغة. علم المعاني اقول ذكر المصنف في العنون (فن المعاني) وستعرف ان المعاني علم وليس فنا وهو كيفية اداء الكلام بطريقة صحيحة وتوصيل الرسالة بكفاءة وهو من الفصاحة وليس من البلاغة التي يكون فيها غرض بياني اضافية لأداء الرسالة. المعاني علم يعرف به أحوال اللفظ العربي التي بها يكون بليغاً فصيحاً في أفراده وتركيبه. فالفصاحة أن يكون الكلام خالصاً أي سالماً مما يعد عيباً في اللغة بأن يسلم من عيوب تعرض للكلمات التي تركب منها الكلام أو تعرض لمجموع الكلام. فالعيوب العارضة للكلمات ثلاثة الغرابة، وتنافر الحروف، ومخالفة قياس التصريف، والعيوب العارضة لمجموع الكلام ثلاثة التعقيد وتنافر الكلمات، ومخالفة قواعد النحو ويسمى ضعف التأليف. اقول وهذه امور كلها عرفية وجدانية لا تحتاج الى بيان ولذلك قلنا ان علم المعاني هو من الفصاحة وليس من البلاغة. الإسناد الإسناد ضم كلمة إلى أخرى ضما يفيد ثبوت مفهوم أحداهما لمفهوم الأخرى أو انتفاءه عنه وحكم ما يجري مجرى الكلمة نحو الضمير المستتر والجملة الواقعة خبراً حكم الكلمة. فالكلمة الدالة على المحكوم عليه ما تسمى مسنداً إليه والكلمة الدالة على المحكوم به تسمى مسنداً والحكم الحاصل من ذلك يسمى الإسناد ولكل من المسند إليه والمسند والإسناد عوارض بلاغية تختص به. عوارض الإسناد وأحواله شاع أن الإسناد من خصائص الخبر فلذلك كثر أن يصفوه بالخبري بناء على أن الإنشاء كالأمر والنهي والاستفهام لا إسناد فيه والتحقيق أن الإسناد يثبت للخبر والإنشاء فإن في الجمل الإنشائية مسنداً ومسنداً إليه فالفعل في قولك أكرم صديقك مسند والضمير المستتر فيه مسند إليه. قد يخاطب بالخبر من يعلم مدلوله ويخاطب بالإنشاء من حصل منه الفعل المطلوب فيُعلم أن المتكلم قصد تنزيل الموجود منزلة المعدوم لنكتة قد تتعلق بالمخاطب أما لعدم جري العالم على موجب. وأما لأن حاله كحال ضده كقولك للتلميذ بين يديك إذا لم يتقن الفهم يا فتى فإنك تطلب إقباله وهو حاضر لأنه كالغائب، وأما لقصد الزيادة من الفعل نحو ((يا أيها الذين آمنوا آمنوا بالله ورسوله)) فطلب منهم الإيمان بعد أن وصفهم به لقصد الزيادة والتملي منه وأما لاختلال الفعل حتى كان غير مجد لفاعله مثل قوله صلى الله عليه وسلم للذي رآه يصلي ينقر نقر الديك ((صل فإنك لم تصل)) وهذا كثير في كلامهم، وللكلام في قوة الإثبات والنفي مراتب وضروب بحسب قد الحاجة في إقناع المخاطب، فإن كان المخاطب خالي الذهن من الحكم ولا تردد له فيه فلا حاجة إلى تقوية الكلام، وإن كان المخاطب متردداً في الحكم فالحسن أن يقوى له الكلام بمؤكد لئلا يصير تردده إنكاراً، وإن كان المخاطب منكرا وجب توكيد الخبر على قدر الإنكار. ويسمى الضرب الأول ابتدائيا. والثاني طلبيا والثالث إنكاريا. اقول هذا التصنيف غير موضوعي ولا داعي للتصنيف الا ان الاول افادة والثاني تثبيت والثالث موجهة. وأدوات التوكيد إن وأن ولام الابتداء، ولام القسم، والقسم، والحروف الزائدة، وحروف التنبيه، وضمير الفصل ولن النافية هذه في الأسماء وقد وإما الشرطية ونون التوكيد في الأفعال. والإسناد نوعان حقيقة عقلية ومجاز عقلي، فالحقيقة العقلية إسناد الشيء إلى شيء هو من الأمور الثابتة له في متعارف الناس إثباتاً أو نفياً. والمجاز العقلي إسناد الشيء إلى غير ما هو له في متعارف الناس إثباتاً أو نفياً لملابسة بين المسند والمسند إليه، ومعنى الملابسة المناسبة والعلاقة بينهما. اقول هذه الاوصاف كلها لا تتسم بالدقة، فالمتعارف في الاسناد هو بحسب اللغة وليس العقل ولا العرف، والاسناد بحسب المتعارف هو اسناد عادي ولأجل الاسم يمكن ان يسمى اسناد عهدي، في قبال المجازي الذي هو تجوز ولاعهدي. فالإسناد عهدي لغة ومجاز لغة. عوارض أحوال المسند إليه الأصل أن يكون المسند إليه مذكوراً في الكلام وقد يحذف إذا دلت عليه قرينة. والأصل في المسند إليه التعريف لأن الحكم إنما يكون على معروف. وقد يؤتى بالمسند إليه نكرة لعدم الداعي للتعريف. من أهم أحوال المسند إليه حالة تقديم فإن تقديمه وإن كان هو الأصل إلا أن المتكلم قد يشير باختيار تقديمه مع تأتي تأخيره كأن يأتي به مبتدأ مع إمكان الإتيان به فاعلاً إذا كان الخبر فعلاً وكالإتيان به مبتدأ وهو نكرة والخبر فعل مع أن الأصل حينئذ تقديم الفعل كما في قولهم بقرة تكلمت للإشارة إلى أن ذلك للاهتمام بشأنه. عوارض أحوال المسند قد عرفت أن المسند هو الكلمة المضمومة إلى غيرها لإفادة مدلولها محكوم به لذلك الغير، فالمسند هو: خبر المبتدأ، وفعل الفاعل أو نائبه إذا كان الفعل تاماً. أصل المسند التأخير عن المسند إليه. وقد يقدم ليفيد تقديمه قصر المسند إليه على المسند او تشويقا للمعدود. وهذا كله ما لم يكن التقديم لسبب يحتم التقديم في النحو. القصر القصر تخصيص حكم بمحكوم عليه بحيث لا يثبت ذلك الحكم لغير ذلك المحكوم عليه. أو تخصيص محكوم عليه بحكم بحيث لا يتصف ذلك المحكوم عليه بغير ذلك الحكم بواسطة طريقة مختصرة تفيد التخصيص قصدا للإيجار فخرج بقولنا بواسطة طريقة مختصرة. والمراد بالحكم والمحكوم عليه الأمر المقصود قصره أو القصر عليه سواء كان أحد ركني الإسناد نحو(( ما محمد إلا رسول الله )) أم كان متعلق أحدهما كالمجرور المتعلق بالمسند. فالمخصوص بشيء يسمى مقصورا والمخصوص به شيء يسمى مقصورا عليه والمقصور هو الذي لا يتجاوز المقصور عليه لغيره والمقصور عليه هو الذي لا يشاركه غيره في الشيء المقصور. فالاختصاص والحصر مترادفان. والقصر إما القصر موصوف على صفة بمعنى ألا يتجاوز الموصوف تلك الصفة إلى صفة أخرى. وأما القصر صفة على موصوف والمراد بالصفة والموصوف هنا الحكم والمحكوم عليه لا الصفة المعروفة في النحو. وطرق القصر ستة وهي: النفي مع الاستثناء، وإنما، والتقديم، لما لحقه التأخير من مسند ومفعول ومعمول فعل. والعطف بلا وبل ولكن. أو ما يقوم مقام العطف من الدلالة على الاستدراك لإثبات بعد نفي أو عكسه. وتعريف المسند. وتوسيط ضمير الفعل. وهذه أمثلتها على الترتيب: قول لبيد وأما المرء إلا كالشهاب وضوئه يحور رمادا بعد إذ هو ساطع وقوله تعالى ((إنما حرم عليكم الميتة)). وقوله تعالى ((لكم دينكم ولي دين)) وقوله تعالى ((إياك نعبد وإياك نستعين)) وفي ذلك(( فليتنافس المتنافسون)) . ومثال طريق العطف بلكن بعد الواو قوله تعالى(( ما كان إبراهيم يهوديا ولا نصرانيا ولكن كان حنيفا مسلما)) وكذا قوله تعالى(( من كفر بالله من بعد إيمانه إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان ولكن من شرح بالكفر صدرا فعليهم غضب من الله)) فهو قصر بعد قصر لأن قوله (( إلا من أكره)) أخرج المكره من الكافر ثم أخرج منه من شرح بالكفر صدرا فالتقدير من كفر بالله مكرها لا غضب عليه ولكن من شرح بالكفر صدرا. وأعلم أن هذه الآية فيها ثلاثة طرق من طرق القصر. ومثال العطف بلا ((اللهم حوالينا ولا علينا)) فالواو زائدة والمعنى لا تنزل المطر إلا حوالينا. وأما طريق تعريف المسند فأعلم أن التعريف الذي يفيد القصر هو التعريف بلام الجنس فإذا عرف المسند بها أفاد قصر الجنس على المسند إليه نحو ((أنت الحبيب)) قصر تحقيق و ((هو العدو)) قصر ادعاء ((والحزم سوء الظن بالناس)) قصر قلب ((إن شانئك هو الأبتر)) كذلك. وإما توسيط ضمير الفصل فنحو ((ألم يعلموا أن الله هو يقبل التوبة عن عبادة)) ونحو (( كنت أنت الرقيب عليهم)) و(( أن ترن أنا أقل منك مالا وولدا)) وضمير الفصل هو ضمير يتقدم على الخبر ونحوه. ولا يفيد أكثر مما أفادته النسبة لعدم الحاجة إليه في ربط. والقصر نوعان حقيقي واضحي لأن التخصيص لشيء إن كان مبنيا على أنه كذلك في الواقع ونفس الأمر فهو القصر الحقيقي. وإن كان مبنيا على النظر لشيء آخر يقابل الشيء المخصص به فقط لإبطال دخول ذلك المقابل فهو قصر إضافي تدل عليه القرينة. اقول وهذا غير تام فالحقيقي يقابله الوهمي او الادعائي والاضافي يقابله الاصلي، والصحيح ان الاول ناظر الى الكلية في الحصر والثاني ليس كذلك، وانما هو من جهة فيمكن ان يقال القصر الكلي مقابل القصر الجهوي. الخبر والانشاء الكلام كله إما خبر أو إنشاء. فالخبر هو الكلام الذي يحتمل الصدق والكذب لأن الخبر يقصد منه حكاية ما في الوجود الخارجي، والإنشاء الكلام الذي لا يحتمل الصدق والكذب لأنه لم يقصد منه حكاية ما في الخارج بل هو كاسمه أحداث معنى بالكلام لم يكن حادثا من قبل في قصد المتكلم. اقول اما وصفه يحتمل الصدق و الكذب فلا مبرر وله و ليس مفيدا، و اما الحكاية عن الوجودي الخارجي ففيه اضطراب ان كان يقابل الوجود الذهني، و الصحيح ان الخبر يخبر عن نسبة معنوية خارج القول و الانشاء ينشئ نسبة معنوية بالقول فلا نسبة خارجه. والذي يهم البليغ من أحوال الإنشاء مسائل: الأولى- قد يأتي الإنشاء في صورة الخبر وهو ما يعبرون عنه بالخبر المستعمل في الإنشاء الثانية- يستعمل بعض صيغ الإنشاء في بعض فيجيء الأمر للتمني وللتعجب نحو قوله تعالى(( انظر كيف ضربوا لك الأمثال)) ويجيء الاستفهام للنهي نحو((اتخشوهم فالله أحق أن تخشوه)) . وللأمر نحو ((فهل أنتم منتهون)). وللتعجب نحو ((وقالوا ما لهذا الرسول يأكل الطعام)). المسألة الثالثة- قد تستعمل صيغ الإنشاء فيمن حاله غير حال من يساق إليه ذلك الإنشاء كأمر المتلبس بفعل بأن يفعله نحو ((يا أيها الذين آمنوا)). وكنهي من لم يتصف بفعل عن أن يفعله نحو ((ولا تحسبن لله غافلا عما يعمل الظالمون)). والقصد من ذلك طلب الدوام. فينزل المتصف منزلة غير المتصف تحريضا على الدوام على الاتصاف. وكنداء المقبل عليك نحو قولك للسامع يا هذا. ونداء من لا ينادى بتنزيله منزلة من ينادى نحو ((يا حسرة على العباد)) أي احضري فهذا موضعك. وهذه مجازات ظاهرة وتفريعها سهل. هذا نهاية القول في الأبواب المختصة بذكر الأحكام البلاغية التي تعرض للمفردات في حال تركيبها. ومن الأحكام ما هو عارض للجمل المؤتلف منها الكلام البليغ تفريقا وجمعا وتطويلا واختصارا. وقد خص لذلك بابان: باب الوصل والفصل وباب الإيجاز والإطناب والمساواة. الوصل والفصل الوصل عطف بعض الجمل على بعض والفصل تركه. وحق الجمل إذا ذكر بعضها بعد بعض أن تذكر بدون عطف لأن كل جملة كلام مستقل بالفائدة إلا أن أسلوب الكلام العربي غلب فيه أن يكون متصلا بعضه ببعض. ثم شرط صحة العطف مطلقا في المفردات والجمل وبالواو وبغيرها وجود المناسبة التي تجمع الجملة المعطوفة والجملة المعطوفة عليها في تعقل العقول المنتظمة بحسب المتعارف عند المتكلمين بتلك اللغة. اقول الوصل والفصل من الأساليب الراسخة في الوجدان اللغوي والتخاطبي ولذلك قلنا ان علم المعاني هو ليس من البلاغة وانما من الاستعمال الصحيح للكلام وهو من الفصاحة بالمعنى العام. الإيجاز والإطناب والمساواة الأصل في الكلام أن يكون تأدية للمعاني بألفاظ على مقدارها أي بأن يكون لكل معنى قصده المتكلم لفظ يدل عليه وتسمى دلالة الكلام بهذه الكيفية مساواةً لأن الألفاظ كانت مساوية للمدلولات فإذا نقصت الألفاظ عن عدد المعاني مع إيفائها بجميع تلك المعاني فذلك الإيجاز ومبنى كلام العرب على الإيجاز. اقول قوله الاصل في الكلام المساواة غير تام بل خاطئ جدا، بل الاصل في الكلام هو الايجاز، وقد خالف اقول كلامه باخره حينما قال (ومبنى كلام العرب على الإيجاز) والصحيح ان مبنى جميع اللغات على الايجاز لأنه أصل تخاطبي، وقد بينت كثيرا في ابحاثي الادبية ان وظيفية الكلام أصله ربح الكلفة، اي تأدية أكبر معنى بأقل لفظ وهذا أصل عقلائي انساني عام في كل جوانب الحياة وليس الكلام فقط. والإيجاز يكون إيجاز حذف وإيجاز اختصار. اقول كون الايجاز هو الاختصار فتام واما ان الحذف من الايجاز فهذا غير تام، بل هو اسلوب بلاغي غرضي بحت وخلاف الاصل واهم اغراضه الترتيب والتبعية والتغليب، وهذا هو اكثره بان المحذوف فرع المذكور او تبعه او ان المذكور هو الاهم والاغلب. وأحيانا حينما يكون الايجاز محققا للانتخاب عال ومستوى عال من مفارقة حجم المعنى لحجم اللفظ فانه يكون اسلوبا بيانيا بلاغيا. فالإيجاز له مستويا مستوى عادي وهو لكل الناس وهو من التعبير ومستوى فني وهو من البلاغة. فن البيان هو علم به يعرف البليغ كيفية إيراد المعنى الواحد بطرق مختلفة في وضوح الدلالة على حسب مقتضى الحال فتلك الطرق هي: الحقيقة، والمجاز، والتشبيه، والتصريح، والكناية. اقول والبيان هو البلاغة حقيقة حيث اما انتقاء المعنى او توسيع دائرته، فالمعنى له دائرة فيها مجموعة خيارات بيانية والبليغ من يختار أحسنها، او انه يوسع دائرة المعنى افتراضيا – مع تعاونية مع المخاطب- بأساليب واضحة. التشبيه التشبيه هو الدلالة الصريحة على إلحاق شيء بشيء في وصف اشتهر فيه الملحق به تقريبا لكمال الوصف المراد التعبير عنه كقولك هذا الفرس كالطائر في سرعة المشي والمراد بالصريحة ما كانت بلفظ دال على الإلحاق ملفوظ أو مقدر. وخرج به الاستعارة والتجريد. اقول جعلهم المقدر من الصريح هذا من اجود ما يكون ويدل على بعد تخاطبي في البحث وهو تام. فالمعنى انه مرتكز او تعارفي او معرفي وهذا البيان التخاطبي مهم جدا في فقه النصوص الشرعية. أركان التشبيه أربعة: طرفاه: وهما المشبه والمشبه به ووجهه: وهو ما يشترك فيه الطرفان. وأدواته: وهي ما يدل على الإلحاق. أما الطرفان فقد يكونان حسيين وهو الغالب. وقد يكونان عقليين كتشبيه العلم بالنور والسيوف بأنياب الأغوال. اقول اما اولا فالحسي لا يقابله العقلي بل يقابله اللاحسي او الذهن اي الذهن من كل وجه، كما ان حصر الاطراف وتصنيفها غير مفيد وغير موضوعي فالأمر يتسع بسعة التجربة الانسانية ولا يحد حد. وأما وجه الشبه فهو ما يتوهمه المتكلم وصفا جامعا سواء كان ثابتا في نفس الأمر أم كان ثابتا في العرف أم كان ثابتا في الوهم والخيال والأكثر حذفه في الكلام وقد يذكر لخفائه. اقول اما قوله يتوهمه المتكلم فغير تام فهو على اقل تقدير ما يدعيه، واما هذه التصنيفات فلا فائدة منها والمفيد هو مدى ظهور الوجه عند المخاطب وقوته في نفسه الذي سينتقل من المشبه به الى المشبه. وأداته الكاف. وكأن. ومثل. وشبه. ومثل. ونحوها وهي إما ظاهرة نحو كالبحر وكلامه كالدر. أو مقدرة. الحقيقة والمجاز الحقيقة الكلمة المستعملة فيما وضعت له والمجاز اللفظ المستعمل في غير ما وضع له لعلاقة مع قرينة مانعة من إرادة الحقيقة وإنما قلنا اللفظ دون الكلمة ليشمل هذا التعريف المجاز المفرد والمجاز المركب كما سيأتي. اقول قد عرفت ان المجاز يقابله العهد. وان العهد هو الاستعمال وفق المعهود والمجاوز هو التجاوز الاستعمالي على المعهود. وإنما قلنا المستعمل في غير المعنى الموضوعة هي له في اللغة سواء كان استعمالها في المعنى المجازي أقل من استعمالها في المعنى الحقيقي أم مساويا أو أشهر فإن المجاز قد يشتهر ويسمى بالحقيقة العرفية مثل الزكاة والتيمم. اقول وهذا غير تام واهمال لنظام التخاطب وتغليب لنظام اللغة وهذا لا يصح بل الصحيح هو الاهتمام بنظام التخاطب عن الحديث عن الكلام، فالحقيقة العرفية هي من التعاهد مع ان اللغة هي اصلا تعاهد ثم يترسخ وهذا هو الظاهر في نشوء اللغة وتطورها. فالاستعمال الجاري وفق المتعارف العرفي هو استعمال عهدي اي حقيقي وليس مجازا. وهكذا الاستعمال ضمن الاصطلاح فانه حقيقي وليس مجازي لان المقوم للحقيقية هو انه وفق تعاهد والمجاوز تجاوز للتعاهد. بل لو ان التعاهد كان على خلاف الوضع اللغوي فان الاستعمال يكون مجازا وتجوزا ان خالف التعاهد العرفي او الاصطلاحي او الفني. فالمرجع في الحقيقة والمجاز ليس أصل اللغة ولا تراثها ولا عامها بل المرجع هو اللغة العرفية ومعاصرها التخاطبي وخاصها الاصطلاحي. وإذا كان النص منقول من عصر فان المرجع عصر النص اي عصر النطق به وليس عصر الفهم ولا عصر أصل اللغة وهذا واضح. وهذا يقلل من اهمية عدم الاحاطة بأصول اللغة في بعض الموارد لان الاستعمال في زمن النص الشرعي معلوم ومضبوط كما انه يقلل من سلطة اللغة الاصلية على النص الشرعي لان ومن النص معتنى به ومضبوط واوجه التخاطب واضحة. والقرينة ما يفصح عن المراد والعلاقة هي المناسبة التي بين المعنى الحقيقي والمعنى المجازي والعلاقات كثيرة. اقول بل المناسبة تتسع بسعة الانسانية فلا تعد ولا تحصى. فالمجاز إن كانت علاقته المشابهة سمي استعارة وإن كانت علاقته غير المشابهة سمي مجازا مرسلا. اقول هذا غير واضح وانما الواضح ان المناسبة المجازية اما ان تكون واضحة مفهومة في نظام دائرة المعنى وهو ما يكثر في الخطب او انها غير مفهومة ولا واضحة وهذا ما يكثر في الشعر الحديث فالكل استعارة من المتكلم لكن الاولى استعارة نوعية عامة والاخيرة استعارة فردية خاصة. وهذا التقسيم ما عاد مهما الان. الاستعارة تنقسم الاستعارة إلى مصرحة ومكنية. فالمصرحة هي التي صرح فيها بلفظ المشبه به والمكنية ويقال استعارة بالكناية وهي أن يستعار لفظ المشبه به للمشبه ويحذف ذلك اللفظ المستعار ويشار إلى استعارته بذكر شيء من لوازم مسماه نحو قول أبي ذؤيب: وإذا المنية انشبت أظفارها فقد ظهر من ذكر الأظفار أن المنية شبهت بالسبع. التمثيل وأما المجاز المركب فهو الكلام التام المستعمل في غير ما وضع للدلالة عليه لعلاقة مع قرينه كالمفرد. ولا يختص بعلاقة المشابهة بل قد تكون علاقته غير المشابهة فيسمى حينئذ مجازاً مركباً فقط، وقد تكون علاقته المشابهة فيسمى استعارة تمثيلية وتمثيلا. اقول ان المجاز المركب واستعارته التعبيرية من اهم اشكال الادب التعبيري واجمله واكثره ابرازا لعمق التجربة في مجال اللغة، فان للغة عمق ومن يستطيع ان يثير اعماقها بعبارات ليست من مجالها هذا عمل كبير فيكون كم يضيء المناطق البعيدة بمصباح. التجريد هذا والبلغاء يتفننون فيأتون مع الاستعارة بما يناسب المعنى المستعار إغراقاً في الخيال فيسمى ذلك ترشيحاً وقد يأتون مع الاستعارة بما يناسب المعنى المستعار له إغراقاً في الخيال أيضاً بدعوى أن المشبه قد اتحد بالمشبه به فصارا حقيقة واحدة ويسمون ذلك تجريداً لأن الاستعارة جردت عن دعوى التشبيه إلى الحكم بالاتحاد والتشابه التام. اقول ان التجريد هو من أعظم اساليب البلاغة واكثرها عمقا في اللغة لأنها إدراك عميق باللغة والكلمات واستحداث للمعاني غير مسبوق، ولأجل ان هذه العلمية حرة فانه يمكن القول ان نظام اللغة نظام يتوسع و يكبر حجمه مع الزمن وان تتوسع و تتداخل حتى يصل الامر انه يمكن النظر – وفق جهة معينة- الى جميع المعاني الى معان موحدة قليلة ولذلك لا بد من التمييز بين المعاني و الاشياء، وان الاشياء محكومة بالخارجي بالخارجيات بينما المعاني امور ذهنية حرة لا يحكمها شيء. الكناية هي ما يقابل التصريح والمراد بها هنا لفظ أريد به ملزوم معناه مع جواز إرادة المعنى اللازم وبهذا القيد الأخير خالفت المجاز المرسل الذي علاقته اللزوم. وهي تنقسم إلى واضحة وخفية فالواضحة هي التي لا تحتاج إلى إعمال روية نحو قولهم طويل النجاد كناية عن طول القامة، والخفية التي تحتاج لأعمال روية أما الخفاء اللزوم نحو عريض القفا كناية عن الغباوة وأما لكثرة الوسائط نحو كثير الرماد بمعنى كريم. تخريج الكلام على خلاف مقتضى الظاهر اقول في الحقيقة ستعرف ان هذا الفصل كله لا واقعية له وان مواردها كلها ترجع الى علم المعاني وأنها منطلقة من حقة تقدم البعد التخاطبي للنص على البعد اللغوي وحضور الارتكاز المعرفي في عملية التعبير والفهم وان الاولى ان يسمى هذا الفصل (بالقصدية المعرفية في الخطاب والتعبير). أقول في وصف هكذا نظام باللزوم مشكل بل ان وجود لزوم خفي مناقض لذلك، والصحيح ان هذا التبادر ناتج عن الاقتران العرفي الذي يترسخ في عالم الخطاب فيحقق الدلالة. ان من اهم الامور التي تصحح نظرتنا للغة هي اننا نهتم بعالم الخطاب بدل عالم اللغة، ونهتم بمنطقية الخطاب بدل منطقية اللغة. وربما نحتاج الى كتب في منطق الخطاب تختلف كثيرا عن كتب منطق اللغة. ان البلغاء يتفننون في كلامهم فيأتون فيه بما لا يجري على الظاهر الشائع بين أهل البلاغة يقصدون بذلك التمليح والتحسين أو يعتمدون على نكت خفية يقتضيها الحال ولا يتفطن لها السامع لو لم يلق إليه ما يخالف ظاهر الحال. فلا ينبغي أن يعد في خلاف مقتضى الظاهر ما كان ناشئاً عن اختلاف الدواعي والنكت مع وضوح الاختلاف كالوصل في مقام الفصل وعكسه لدفع الإيهام، ولا الإطناب في مقام الإيجاز لاستصغار السامع، لظهور نكتة ذلك، وكذا لا يعد ما كان ناشئا عن علاقة مجازية كاستعمال الخبر في الإنشاء ولا ما كان ناشئا عن تنزيل الشيء منزلة غيره مع وضوح لأنه من المجاز كالقصر الادعائي وكعكس التشبيه، فتعين أن يوضع ذلك ونظائره في مواضعه من أبوابه وإن كان فيه رائحة من تخريج الكلام على خلاف مقتضى الظاهر من حيث أن الأصل خلافه وأن الذهن لا ينصرف إليه ابتداء وإنما يعد من تخريج الكلام على خلاف مقتضى الظاهر ما لم يكن ناشئا عن نكتة أصلاً وهذا لا يوصف بموافقة مقتضى الحال ولا بمخالفته، وكذا يعد منه ما كان ناشئاً عن نكتة خفية لا يتبادر للسامع إدراكها بسهولة وهذا يوصف بأنه مقتضى حال لكنه خفي غير ظاهر. الالتفات وهو انتقال المتكلم من طريق التكلم أو طريق الخطاب أو طريق الغيبة إلى طريق آخر منها انتقالا غير ملتزم في الاستعمال نحو الحمد لله رب العالمين إلى قوله ((إياك نعبد)) فإن مقتضى الظاهر أن يقول إياه نعبد وقوله ((والله الذي أرسل الرياح فتثير سحاباً فسقناه)) فإن مقتضى الظاهر أن يقال فساقه. اقول كثيرا ما يذكر هذا الا انه ليس له اسس تخاطبية واضحة بل الصحيح ان هذا من التعبير التخاطبي الذي ينبغي ان يخصص له حقل في علم المعاني وهو (تداخل المعاني) حيث يتعامل مع المعاني المختلفة بتعامل واحد اعتمادا على البعد التخاطبي وتقليلا من سطوة البعد اللغوي، ومن هنا يكون لازما ان تكون مقدمة البحث اللغوي هو التمييز بين اللغة والخطاب و بين مجال اللغة و مجال الخطاب و بين حال المعاني في ناظم اللغة و حالها في نظام التخاطب. ان تحرير عملية الفهم من سطوة اللغة ونقلها الى عالم الخطاب من اهم الامور التي اشار اليها القران لكن غفل عنها بل ان البعض قد غالى بالسلطة اللغوية فسموا بالظاهريين. والحقيقة ان النص الشرعي نص خطابي ملتفت الى المخاطب بشكل مركزي وليس لغويا مهمل للمخاطب واسس للنص التخاطبي المتفاعل المختلف كليا عن النص اللغوي الجامد. فقول اياك نعبد هو مسبوق بمقدر تقديره (الحمد لك يا رب العالمين) لكنه ذكر الظاهر وهو اسم الله مكان المضمر. وفي سقناه تقدير هو (انا نرسل الرياح فتثير سحاباً فسقناه)) فذكر الظاهر مكان المضمر. ومنه أيضاً الأسلوب الحكيم وهو تلقي من يخاطبك بغير ما يترقب أو سائلك بغير ما يتطلب، بأن تحمل كلام مخاطبك (بكسر الطاء) على خلاف مراده تنبيهاً على أنه الأولى له بالقصد، وبأن تجيب سؤال السائل بغير ما يتطلب تنبيهاً على أنه الأولى بحاله أو المهم له كقوله تعالى: ((يسألونك عن الأهلة قل هي مواقيت للناس والحج). ومنه القلب وهو جعل أحد أجزاء الكلام مكان الآخر لغير داع معنوي دون تعقيد ولا خطا ولا لبس ويقصده البلغاء تزييناً للكلام. ومن النوع الثاني من أنواع تخريج الكلام على خلاف مقتضى الظاهر ما تقدم في باب اٌسناد من تنزيل غير السائل منزلة السائل ومنه مخاطبة الذي يفعل بالأمر بالفعل لقصد الدوام على الفعل أو لعدم الاعتداد بفعله ومنه التعبير عن المستقبل بلفظ الماضي تنبيها على تحقيق وقوعه لأن المستقبل مشكوك في حصوله. اقول وهذا من غريب كلامهم وهو اعتداء سافر على تخاطبية النص وتجاوز على خطابيته، وهذا كله من اساليب البيان المعتمدة على ما بين التراكيب من علاقات فكرية وعرفية وتركيز على المجال القصدي والوظيفي للحقائق، وان الثمرة و الاهمية في الجهة التي تنفع و تفيد و ليس في كل جهة. ان هكذا بيانات وتراكيب ترتكز على البعد المعرفي للتفاعل الانساني والنفعي التخاطبية بان يكون التخاطب واقعا ضمن هذا المجال. فهذا الاساليب تعكس فكرا فلسفيا ومعرفيا أكثر من كونه بلاغيا. ومنه التغليب وهو إطلاق لفظ على مدلوله وغيره لمناسبة بين المدلول وغيره والداعي إليه أما الإيجاز وأما مراعاة أكثرية استعمال لفظ أو صيغة في الكلام فتغلب على اللفظ أو الصيغة وأما لتغليب جانب المعنى على اللفظ. اقول التغليب ما الاساليب المهمة التي ينبغي الالتفات اليها واحيانا تدرك بقرينة سياقية و احيانا اخرى تدرك بقرينة معرفية، وهذا الفصل كله يشير وبقوة الى تقديم البعد المعرفي و التخاطبي و المرتكزات على الدلالات اللغوية الاصلية، وهذا امر لا يصح التقليل من اهميته لان عدم التأكيد عليه سيؤدي الى سوء الفهم للنص عند البعض ليس بسبب النص بل بسبب الخطأ في فهمه. فن البديع اقول قد عرفت ان هذا الفن ليس من البلاغة بل هو فن ادبي خالص ومثله مثل الجماليات الادبية الاخرى المعنوية او اللفظية. البديع هو المحسنات الزائدة في الكلام على المطابقة لمقتضى الحال وتلك المحسنات أما راجعة إلى معنى الكلام باشتمال المعنى على لطائف مفهومة تحسنه وتكسبه زيادة قبول في ذهن لمخاطب. وأما راجعة إلى لفظ الكلام باشتماله على لطائف مسموعة تونقه وتوجب له بهجة في سمع السامع. والمحسنات البديعية كثرة لا تنحصر عدا وابتكارا ويكفي المبتدئ أن يعرف مشهورها من القسمين اللفظي والمعنوي. أما المعنوي فمنه التجريد وهو أن ينتزع من أمر ذي صفة أمر آخر مثله في تلك الذات. ومنه المبالغة المقبولة وهي ادعاء بلوغ وصف في شدته أو ضعفه مبلغاً يبعد أو يستحيل وقوعه ومنه التورية وهي أن يذكر لفظ له معنيان قريب وبعيد ويراد المعنى البعيد اعتماداً على القرينة لقصد إيقاع السامع في الشك والإيهام ومنه التلميح وهو الإشارة في الكلام إلى قصة أو مسألة ومنه المشاكلة وهي أن يعمد المتكلم إلى معنى غير موجود فيقدره موجوداً من جنس معنى قابله به مقابلة الجزاء أو العوض ومنه تأكيد الشيء بما يشبه ضده حتى يخيل للسامع أن الكلام الأول قد انتقض فإذا تأمله وجده زاد تأكدا. ومنه براعة الاستهلال وهي اشتمال أول الكلام على ما يشير إلى المقصود منه وأما المحسنات اللفظية فمنها التجنيس ويسمى الجناس وهو تشابه اللفظين في النطق مع اختلاف المعنى. فإن كان التشابه في غالب حروف اللفظين فهو غير تام ومنه القلب ويسمى الطرد والعكس وهو أن يكون الكلام إذا ابتدأته من حرفه الأخير وذهب كذلك إلى حرفه الأول يحصل منه عين ما يحصل من ابتدائه. ومنها الاقتباس والتضمين فالاقتباس هو أخذ شيء من القرآن أو كلام النبوة والتضمين أخذ شيء من الشعر المشهور ومزجه مع الكلام نظما أو نثراً ولو مع اختلاف الغرضين ولو مع تغيير يسير. المحتويات مقدمة. 1 علم المعاني. 3 الإسناد 4 القصر. 9 الخبر والانشاء. 13 الوصل والفصل. 15 الإيجاز والإطناب والمساواة 16 فن البيان. 18 التشبيه. 19 الحقيقة والمجاز. 21 الاستعارة 23 التمثيل. 24 التجريد 25 الكناية. 26 تخريج الكلام على خلاف مقتضى الظاهر. 27 فن البديع. 32 المحتويات.. 35

  • المحكم في الدعاء

    https://www.academia.edu/42252146/%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AD%D9%83%D9%85_%D9%81%D9%8A_%D8%A7%D9%84%D8%AF%D8%B9%D8%A7%D8%A1

  • قضاء الصلاة الفائتة

    لكل صلاة وقت يجب أداؤها فيه قال الله تعالى (فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا [النساء/103] والإقامة ليس الأداء بل الأداء تاما ومنه الوقت، فعلى الانسان ترك ما يعلم انه يمنع من التمام واتيان ما يعلم انه لا يأتي بتمام الصلاة الا به، والا كان مضيعا قال الله تعالى (فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا [مريم/59] وهذه وان كانت في الكافرين الا ان عمومها العملي بالنهي عن التضييع تام يشمل المسلم من دون ترتيب الحكم والنتيجة. فالحفاظ على الصلاة بتمامها واجب قال الله تعالى (حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ [البقرة/238] وان الصلاة الوسطى هي العدلى وليست ما بين وقتين ق وقال تعالى (وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ [المؤمنون/9] وهذه الاية في علامات المؤمنين المفلحين وهو خبر بمعنى الامر. بل في سورة المعارج انها من صفات المصلين قال تعالى (إِلَّا الْمُصَلِّينَ (22) الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ دَائِمُونَ [المعارج/22، 23] ثم قال في الاية (34) (وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ [المعارج/34] فينبغي الحذر الشديد. ولاحظ كم مرة تكرر التأكيد على المحافظة الى الصلاة واقامتها تامة. والوقت من التمام، ولو ترك الانسان ما يعلم انه بتركه تفوت الصلاة وهو قادر عليه فهو مضيع وغير محافظ، وكذا لو اتى بما يعلم ان بإتيانه تفوت الصلاة. ولقد قيل ان الواجب الغيري لا ثواب عليه وان المقدمة الحرام (المحرم الغيري) لا اثم عليه وهو بلا مصدق، بل ان اجتهد الانسان بتوفير الأسباب التي تعينه على صلاة الصبح وخالف هواه اثيب على ذلك، وإذا تهاون وتكاسل واتى بما بعلم انه يسبب تضييعه لصلاة اثم على ذلك قال الله تعالى (فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ*وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهُ {الزلزلة:7ـ 8}. فتكون تلك الأفعال التي تدخل في الاجتهاد والانقياد بعنوان ثانوي طاعات يثاب عليها وليست مجرد مباحات وتلك الأفعال التي تدخل في التهاون والتضييع بعنوان ثانوي تصبح آثاما وليست مباحات فقط. بينما يرى الفقه اللفظي ان تلك الأفعال التي توافق الهوى وتضيع الصلاة او تلك التي تخالف الهوى وتحفظ الصلاة على اباحتها بلا بر ولا اثم، وهو من غفلات الفقه اللفظي. ومن فاتته صلاة لعذر او لغير عذر وجب قضاؤها قال الله تعالى (وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ [الروم/31] واقامتها حفظها وتمامها، وقال تعالى في صفة المتقين (الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ [البقرة/3] وقال في صفة المؤمنين في سورة التوبة (وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ [التوبة/71] وقال الله تعالى (وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي [طه/14] اب لتذكرني وقيل انه حين تذكرها وهو ظن، وقيل ان في تفسيرها سنة عَنْ أَنَسٍ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِذَا رَقَدَ أَحَدُكُمْ عَنْ الصَّلَاةِ أَوْ غَفَلَ عَنْهَا فَلْيُصَلِّهَا إِذَا ذَكَرَهَا فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَقُولُ { أَقِمْ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي } أقول الظاهر ان التأويل من الراوي وليس من النبي صلى الله عليه واله حيث جاء في لفظ اخر لأحمد ( أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ كُلُّ مَنْ نَسِيَ صَلَاةً فَلْيُصَلِّهَا إِذَا ذَكَرَهَا وَلَا كَفَّارَةَ لَهَا إِلَّا ذَلِكَ قَالَ بَهْزٌ وَقَالَ هَمَّامٌ سَمِعْتُهُ – أي قتادة- يُحَدِّثُ بَعْدَ ذَلِكَ وَزَادَ مَعَ هَذَا الْكَلَامِ { أَقِمْ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي } ففي معرفة السنن والآثار للبيهقي عن أنس بن مالك ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : « من نسي صلاة ، فليصلها إذا ذكرها ، لا كفارة له إلا ذلك » قال همام : سمعت قتادة يحدث بعد ذلك ، فقال : « أقم الصلاة لذكري » وفي البخاري صحيح البخاري عن هَمَّامٌ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسٍ عَنِ النَّبِىِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ « مَنْ نَسِىَ صَلاَةً فَلْيُصَلِّ إِذَا ذَكَرَهَا ، لاَ كَفَّارَةَ لَهَا إِلاَّ ذَلِكَ » . ( وَأَقِمِ الصَّلاَةَ لِذِكْرِى ) قَالَ مُوسَى قَالَ هَمَّامٌ سَمِعْتُهُ يَقُولُ بَعْدُ ( وَأَقِمِ الصَّلاَةَ لِذِكْرِى ) و في صحيح مسلم عن همام حدثنا قتادة عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال: من نسي صلاة فليصلها إذا ذكرها لا كفارة لها إلا ذلك قال قتادة وأقم الصلاة لذكري. بل في شرح معاني الآثار عن همام عن قتادة عن أنس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : من نسي صلاة فليصلها إذا ذكرها لا كفارة لها الا ذلك قال ثم سمعته يحدث ويزيد فيه أقم الصلاة لذكرى. بل هذا هو أيضا ظاهر رواية الزهري بانه قول الزهري ففي اوسط الطبراني (عن الزهري، عن أنس بن مالك ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « من نام عن صلاة أو نسيها فليصلها إذا ذكرها » ، ثم تلا : ( أقم الصلاة لذكري) والظاهر ان الذي تلا هو الزهري. وعلى هذا يحمل غيره الذي ظاهره ان الكلام من النبي صلى الله عليه واله، وعن البيهقي (قال يونس وكان ابن شهاب يقرؤها لذكرى وفي حديث احمد للذكرى) وهذا تأويل صاروا اليه لقصور النص (لذكري) على الدلالة على القضاء بل هو ذكر الله تعالى. وهذا التأويل ورواية التأويل ظن لا شاهد له، لكن قوله عليه السلام (فليصلها إذا ذكرها) مصدق وله شاهد الا انه لقطعية سعة القضاء في العبادات يحمل على الندب المؤكد ان لم يعد تهاونا والفورية احوط. فإقامة الصلاة حفظها وادامتها، فيجب قضاء الصلاة الفائتة وينبغي ان يكون على الفور مع الإمكان وعدم العسر، لإنه مقتضى الإقامة. ولسعة وقت القضاء ولا يجب الترتيب للسعة واليسر ولا تزاحم الفريضة الفائتة صاحبة الوقت ولا النفل الراتب ولا المخصوص لسبب من مكان او زمان ويقدم القضاء على غير ذلك، نعم الأفضل الاحوط تقديم القضاء على كل صلاة الا الفريضة صاحبة الوقت. ويجب في القضاء ان تكون الصلاة تامة وان فاتت مقصورة او اضطرارية، ولا تجزي المقصورة لأمر الإقامة ولان وقت القضاء موسع، الا ان يعلم انه لا يتمكن من أدائها تامة الى وفاته. فالمريض الذي لا يستطيع ان يأتي بالصلاة تامة لا يجوز له القضاء الا ان يعلم انه لن يأت بها تامة حتى الموت. ويجب القضاء الا ان يستمر العذر حتى الموت وعليه الوصية بها. ومن ترك أداء العبادة بعذر او بغير عذر لم يجب على الوارث الأداء عنه للأصل قال تعالى (وَلَا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إِلَّا عَلَيْهَا وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى [الأنعام/164) وما قيل وروي خلاف ذلك بلا شاهد. ويجب على الميت الوصية بها لوجوب الاتيان بها ولو تعذر المباشرة وجب التوصل بالغير. هذا وان كل عبادة إذا لم يؤت بها في وقتها صارت قضاء، ولم تحتج الى دليل على وجوب القضاء فالقضاء أصل لا يحتاج الى دليل وهذا في كل عبادة قال الله تعالى (فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ [البقرة/185] وهو من المثال لكل عبادة واصل في وجوب القضاء وان أداء العبادة وقضاؤها مبني على اليسر، فيجب القضاء بزوال العذر، ولا تجب الفورية في القضاء نعم تستحب ما لم يعد التأخير تهاونا ولا يجب الترتيب ان تعددت الفوائت، والترتيب افضل. وبأصل الإقامة يكون القضاء تاما وان كان الأداء اضطراريا، وإذا زاحمت العبادة التي ليس لها قضاء عبادة لها قضاء قدمت العبادة التي لها قضاء تقديما لما لا يتدارك على ما يتدارك. هذا وان الفورية والترتيب في قضاء العبادات أفضل بل واحوط فان الله تعالى قال في صفة المؤمنين المفلحين (وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ [المؤمنون/9]) وقال في صفة المصلين المكرمين (الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ دَائِمُونَ [المعارج/23] وهو من المثال فيجب المحافظة على كل عبادة، ولقول النبي صلى الله عليه واله (نَبْدَأُ بِمَا بَدَأَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ بِهِ) وفي لفظ (ابْدَءُوا بِمَا بَدَأَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ بِهِ) وهو مصدق وهو أصل في الأداء فيعدى ندبا الى القضاء للعلم القطعي بالسعة.

  • تنزيه أبي بكر

    بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين. اللهم صل على محمد واله الطاهرين. ربنا اغفر لنا ولإخواننا المؤمنين. هذا بحث مخصص لتنزيه الصحابي الجليل ابي بكر رضي الله عنه من ان يكون هو الموجود في الغار مع النبي صلى الله عليه واله والذي جاءت فيه اية دلت بإشارة ظاهرة على عدم ايمان من كان موجودا مع النبي صلى الله عليه واله في الغار. الا ان التقليد والاغترار بالروايات أدى الى استمرار القول بانه أبو بكر. ولا بد من التأكيد انه لا يصح رمي الشيعة بانهم من يثير هذا الامر لان من كبار الشيعة من يقول ان أبا بكر هو صاحب الغار وفي ذلك روايات لهم، ومنهم المفيد والطوسي. ومع ان اهل التفسير مجمعون على ان صاحب النبي في الغار هو أبو بكر الا ان الذي يجب العمل عليه هو عرض الحديث على القران ورد ما لا شاهد ولا مصدق، وستعرف ان من يتدبر في الاية لا يقبل ان تكون في ابي بكر الا ان يجري على التقليد والركون الى المشهور بلا تمحيص او تدقيق والاغترار بالأسانيد واغفال التناقضات، وهذا منهج الحشوية. ومع ان هذا الاعتقاد لا يصح وما روي فيه ظن لا يصح اعتماده الا انه لا ينبغي التقليل من شأن العلماء ومن فكرهم وممن قال به واعتمده وانما ما يجب قوله هو وجوب المراجعة والقراءة المتأملة والمتفحصة، ولا بد ان يعلم ان طريقة المتقدمين ليست كطريقة المتأخرين في البحث، فان لركون للشهرة وتقليد الكبار مجالا واسعا عند القدماء، وهذا ما لا يمكن اجراؤها على اهل زماننا. ولو قلنا ان زمن المراجعة الحقيقي للنقل والاقوال هو فعلا بدأ في زمننا لكان صحيحا، فلا ينبغي الخوف من ذلك كما انه لا يصح معاداة هذا النهج ولا التقليل من شأنه. ولا بد ان تكون النية الخالصة لله هي السائدة، والقصد لنصرة دين الله تعالى هو الحاضر. والله الموفق. ولأن البحث في آية واحد ومقصد البحث هو تنزيه ابي بكر رضي الله تعالى عنه فاني سأستعرض مجموعة من البحوث التي تناولت الموضوع واعلق عليها باختصار تماما للبحث. وقبل ذلك سأذكر الاية وكلمات اهل التفسير فيها قال الله تعالى في كتابه العزيز ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انْفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الْأَرْضِ أَرَضِيتُمْ بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الْآَخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الْآَخِرَةِ إِلَّا قَلِيلٌ (38) إِلَّا تَنْفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَيَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ وَلَا تَضُرُّوهُ شَيْئًا وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (39) إِلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (40) [التوبة/38-40] النكت والعيون - (ج 2 / ص 107) قوله تعالى { إِلاَّ تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ } يعني إلا تنصروا أيها الناس النبي صلى الله عليه وسلم بالنفير معه وذلك حين استنفرهم إلى تبوك فتقاعدوا فقد نصره الله .) أقول الخطاب للمؤمنين. قال ( { إِذْ أَخَرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُواْ } يعني من مكة ولم يكن معه من يحامي عنه ويمنع منه إلا الله تعالى ، ليعلمهم بذلك أن نصره نبيه ليس بهم فيضره انقطاعهم وقعودهم ، وإنما هو من قبل الله تعالى فلم يضره قعودهم عنه . ) أقول اخرجه أي انهم أرادوا ذلك وهذا يضعف رواية انه هرب وانهم لاحقوه. قال ( وفي قوله { فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ } وجهان : أحدهما : بإرشاده إلى الهجرة حتى أغناه عن معونتهم . والثاني : بما تكفل به من إمداده بملائكته .) أقول وكلاهما صحيح. قال ({ ثَانِيَ اثْنَيْنِ } أي أحد اثنين ، وللعرب في هذ مذهب أن تقول خامس خمسة أي أحد خمسة . ) أقول وهذا يضعف الدلالة على الترتيب فانه مجرد انه الثان مع اخر لا انه الثاني من الاثنين. قال ( { إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ } يعني النبي صلى الله عليه وسلم وأبا بكر حين خرجا من مكة دخلا غاراً في جبل ثور ليخفيا على من خرج من قريش في طلبهم .) أقول كون الغار هو غار ثور قطعي، ولا مجال للقول ان الكون في الغار هو اختباء وهرب وان الكفرة لاحقوهم. وكون الذي معه أبو بكر فيه منع كما ستعرف. قال (والغار عمق في الجبل يدخل إليه . قال مجاهد : مكث رسول الله صلى الله عليه وسلم في الغار مع أبي بكر ثلاثاً . قال الحسن : جعل الله على باب الغار ثمامة وهي شجرة صغيرة ، وقال غيره : ألهمت العنكبوت فنسجت على باب الغار .) هذا كله ظن. قال (وذهب بعض المتعمقة في غوامض المعاني إلى أن قوله تعالى { إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ } أي في غيرة على ما كانوا يرونه من ظهور الكفر فغار على دين ربه . وهو خلاف ما عليه الجمهور .) هذا ظن. قال ({ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبهِ لاَ تَحْزَنْ } يريد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لصاحبة أبي بكر « لا تَحْزَنْ » فاحتمل قوله ذلك له وجهين : أحدهما : أن يكون تبشيراً لأبي بكر بالنصر من غير أن يظهر منه حزن . والثاني : أن يكون قد ظهر منه حزن فقال له ذلك تخفيفاً وتسلية . وليس الحزن خوفاً وإنما هو تألم القلب بما تخيله من ضعف الدين بعد الرسول فقال له النبي صلى الله عليه وسلم « لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا » أي ناصرنا على أعدائنا .) هذا كله ظن والحزن مبين وسببه مجمل وستعرف انه لا يصدر الا ممن لا يعرف النبي صلى الله عليه واله. قال ({ . . . فَأَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ } فيها قولان : أحدهما : على النبي صلى الله عليه وسلم ، قاله الزجاج . والثاني : على أبي بكر لأن الله قد أعلم نبيه بالنصر .) الثاني ممنوع. قال ( وفي السكينة أربعة أقاويل : أحدها : أنها الرحمة ، قاله ابن عباس . والثاني : أنها الطمأنينة ، قاله الضحاك . والثالث : الوقار ، قاله قتادة . والرابع : أنها شيء يسكن الله به قلوبهم ، قاله الحسن وعطاء . ) والكل جائز وصحيح ويمكن جمعه وهو مجمل. قال ({ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا } فيه وجهان : أحدهما : بالملائكة . والثاني : بالثقة بوعده واليقين بنصره .) الغالب المصدق انها الملائكة. قال (وفي تأييده وجهان : أحدهما : إخفاء أثره في الغار حين طلب . والثاني : المنع من التعرض له حين هاجر . ) هذا كله ظن بل انه حفظه واتم هجرته. قال ({ وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُواْ الْسُّفْلَى } يحتمل وجهين : أحدهما : بانقطاع الحجة . والثاني : جعل كلمة الذين كفروا السفلى بذُلّ الخوف ، وكلمة الله هي العليا بعز الظفر . { وَكَلِمَةُ اللهِ هيَ العُلْيَا } بظهور الحجة .) بالظفر هو المصدق. التبيان في تفسير القرآن - الشيخ الطوسي - (ج 5 / ص 214) قال ( قوله تعالى: إلا تنصروه فقد نصره الله إذا أخرجه الذين كفروا ثاني اثنين إذ هما في الغار إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا فأنزل الله سكينته عليه وأيده بجنود لم تروها وجعل كلمة الذين كفروا السفلى وكلمة الله هي العليا والله عزيز حكيم(40) آية. قرأ يعقوب وجده " وكلمة الله هي العليا " بالنصب على تقدير وجعل كلمة الله هي العليا ومن رفع استأنف، وهو أبلغ لانه يفيد أن كلمة الله العليا على كل حال. وهذا ايضا زجر آخر وتهديد لمن خاطبه في الاية الاولى بانهم إن لم ينصروا النبي صلى الله عليه واله ولم يقاتلوا معه ولم يجاهدوا عدوه " فقد نصره الله " أي قد فعل الله به النصر حين اخرجه الكفار من مكة " ثاني اثنين ". ) وهذا تام قال (وهو نصب على الحال اي هو ومعه آخر، وهو ابوبكر في وقت كونهما في الغار من حيث " قال لصاحبه " يعني ابا بكر " لاتحزن " اي لا تخف. ولا تجزع " ان الله معنا " أي ينصرنا.) كون من معه أبو بكر فيه منع. قال (والنصرة على ضربين: احدهما - يكون نعمة على من ينصره. والاخر - لايكون كذلك، فنصرة المؤمنين تكون إحسانا من الناصر إلى نفسه لان ذلك طاعة لله ولم تكن نعمة على النبي صلى الله عليه واله. والثاني - من ينصر غيره لينفعه بما تدعوا اليه الحكمة كان ذلك نعمة عليه مثل نصرة الله لنبيه صلى الله عليه واله.) وهذا جيد قال ( ومعنى " ثاني اثنين " أحد اثنين يقولون هذا ثاني اثنين، وثالث ثلاثة، ورابع أربعة، وخامس خمسة، لانه مشتق من المضاف اليه. وقد يقولون خامس اربعة أي خمس الاربعة بمصيره فيهم بعد أن لم يكن. ) وهذا تام قال (والغار ثقب عظيم في الجبل. قيل: وهو جبل بمكة يقال له ثور، في قول قتادة. وقال مجاهد: مكث النبي صلى الله عليه واله في الغار مع ابي بكر ثلاثا. وقال الحسن: أنبت الله على باب الغار ثمامة، وهي شجيرة صغيرة. وقال غيره: الهم العنكبوت؟؟؟؟ على باب الغار.) هذا كله ظن لا شاهد له. قال (وأصل الغار الدخول إلى عمق الخباء. ومنه قوله " إن أصبح ماؤكم غورا "وغارت عينه تغور غورا اذا دخلت في رأسه. ومنه أغار على القوم إذا أخرجهم من أخبيتهم بهجومه عليهم.) وهذا تام. قال (وقوله " فأنزل الله سكينته عليه " قيل فيمن تعود الهاء اليه قولان: احدهما - قال الزجاج: إنها تعود إلى النبي صلى الله عليه واله. والثاني - قال الجبائي: تعود على أبي بكر لانه كن الخائف واحتاج إلى الامن لان من وعد بالنصر فهو ساكن القلب. والاول أصح، لان جميع الكنايات قبل هذا وبعده راجعة إلى النبي صلى الله عليه واله ألا ترى أن قوله " إلا تنصروه " الهاء راجعة إلى النبي صلى الله عليه واله بلا خلاف، وقوله " فقد نصره الله " فالهاء أيضا راجعة إلى النبي صلى الله عليه واله وقوله " اذا اخرجه " يعني النبي صلى الله عليه واله " اذ يقول لصاحبه " يعني صاحب النبي صلى الله عليه اله ثم قال " فأنزل الله سكينته عليه " وقال بعده " وأيده بجنود " يعني النبي صلى الله عليه واله فلا يليق أن يتخلل ذلك كله كناية عن غيره وتأييد الله إياه بالجنود ما كان من تقوية الملائكة لقلبه بالبشارة بالنصر من ربه ومن القاء اليأس في قلوب المشركين حتى انصرفوا خائبين.) وهذا تام واضح. قال ( وقوله " وجعل كلمة الذين كفروا السفلى " أي جعلها نازلة دنية وأراد بذلك أن يسفل وعيدهم النبي صلى الله عليه واله وتخويفهم إياه فأبطل وعيدهم ونصر رسول الله والمؤمنين عليهم فعبر عن ذلك بأنه جعل كلمتهم كذلك، لا انه خلق كلمتهم كما قال " وجعلوا الملائكة الذين هم عباد الرحمن إناثا " وقيل: إن كلمة الذين كفروا الشرك، وكلمة الله التوحيد، وهي قول: لااله الا الله. وقيل: كلمتهم هو ما تغامزوا عليه ومن قتله. و " كلمة الله " ما وعد به من النصر والنجاة. ثم أخبر ان " كلمة الله هي العليا " المرتفة اي هي المنصورة بغير جعل جاعل، لانها لايجوز أن تدعو إلى خلاف الحكمة. وقوله " والله عزيز " معناه قادر لايقهر " حكيم " واضع الاشياء مواضعها ليس فيها وجه من وجوه القبح.) وهو قريب قال( وليس في الاية ما يدل على تفضيل أبي بكر، لان قوله " ثاني اثنين " مجرد الاخبار أن النبي صلى الله عليه واله خرج ومعه غيره، وكذلك قوله " اذ هما في الغار " خبر عن كونهما فيه، وقوله " اذ يقول لصاحبه " لامدح فيه أيضا، لان تسمية الصاحب لاتفيد فضيلة ألا ترى أن الله تعالى قال في صفة المؤمن والكافر " قال له صاحبه وهو يحاوره أكفرت بالذي خلقك "وقد يسمون البهيمة بأنها صاحب الانسان كقول الشاعر (وصاحبي بازل شمول) وقد يقول الرجل المسلم لغيره: ارسل اليك صاحبي اليهودي، ولايدل ذلك على الفضل،) وهو تام. قال ( وقوله " لاتحزن " إن لم يكن ذما فليس بمدح بل هو نهي محض عن الخوف،) أقول وهو مما ينبغي ان يمنع في ابي بكر. قال ( وقوله " إن الله معنا " قيل إن المراد به النبي صلى الله عليه واله، ولو أريد به أبوبكر معه لم يكن فيه فضيلة، لانه يحتمل أن يكون ذلك على وجه التهديد، كما يقول القائل لغيره إذا رآه يفعل القبيح لاتفعل إن الله معنا يريد أن متطلع علينا، عالم بحالنا.) أقول والوجه هو الأول فان الكلام من جهة نظرة النبي. قال (والسكينة قد بينا أنها نزلت على النبي صلى الله عليه واله بما بيناه من ان التأييد بجنود الملائكة كان يختص بالنبي صلى الله عليه واله فأين موضع الفضلية للرجل لولا العناد، ولم نذكر هذا للطعن على ابي بكر بل بينا أن الاستدلال بالاية على الفضل غير صحيح.) وستعرف ان الاية أصلا ليست في ابي بكر رضي الله عنه وليس القصد إخفاء فضيلة لابي بكر فقد عرفت انه على فرض اثبات انه هو من كان في الغار لا تثبت فصيلة. بحث راسم المرواني تنزيه أبي بكر (رض) عن أن يكون هو الصاحب (في الغــار) https://kitabat.com/wp-content/uploads/2017/06/kitabat-logo-1.png الكاتب راسم المرواني 28 يناير، 2019 قال ( منذ قرون طويلة وعلماء الشريعة المحمدية من المسلمين يلوكون – دون وعي أو مراجعة – آية في كتاب الله العظيم ، ويعتبرونها (الفضيلة) الأكبر – التي لا تدانيها فضيلة – لخليفة المسلمين أبي بكر (رض) ، وهي الآية (40) من سورة التوبة المباركة ، حيث يقول سبحانه :- (إِلَّا تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَىٰ وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) . هذا الوصف لا يح بحق علماء الإسلام، ويمكن طرح الفكرة دون التهجم على احد والصحيح ان نجد لهم العذر وان خطأناهم. ونشكر سعيهم وما قدموا للاسلام. قال ( ولقد هالني ما أراه من بعض جحاجيح المنابر وهم (يتشدقون) بهذه الآية ، وقد يبكي أحدهم حين يصل لكلمة (صاحبه) ، فيمد حرف (الألف) بالرسم التالي (صاااااااااحبه) ، ليؤكد على قيمة هذه المفردة ، وكأنها مزية لأبي بكر (رض) ما بعدها مزية ، وهكذا درج الببغاوات على الاستشهاد بهذه الآية ، وبهذه المفردة بالذات ، حتى أن بعضهم حين يذكر أبا بكر (رض) فإنه يقول (صاحبه في الغار) .) تعليق أقول لا ينبغي الانتقاص من الناس، والمتابعة والتقليد لها مببراتها، وينبغي تقديم الكلام اللطيف والرحيم قبل كل كلام. قال ( وقبل أن نشرع في تناول هذه المفردة بمعناها (اللغوي) والقرآني ، سنأتي بما سيستهجنه أباطرة وأساطين الدين والتدين فنقول الجملة الخبرية التالية :- (أبو بكر لم يكن في الغار مع الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله) تعليق هذا التهجم على علماء الإسلام غير مقبول، كما انه من غير المقبول التهجم على أي انسان لمجرد انه مخطئ او متعصب. قال ( وسنثبت ذلك (بالعقل والنقل) ضمن هذه المقالة (المقتضبة) تعليق اظنه يقصد بالعقل بالملازمات لان المسالة تاريخية لا مجال للعقل فيها، نعم العقل يعرض المعارف بعضها على بعض ولا يقبل ما هو غير متسق وهذا من اسس المنهج التصديقي العرضي الذي نعتمده. قال ( ولكن سنبدأ بمفردة (صاحبه) ، لنعرف هل لها (أفضلية) من حيث ورودها في القرآن ؟ أم إنها مفردة قرآنية تسيئ عند ورودها لأحد الصاحبين ؟ وباختصار ، فلغوياً ، تأتي مفردة (الصاحب) بمعنى : (المرافق) أو (مالك الشيء) أو (القائم على الشيء) ، وأما (قرآنياً) فقد وردت في (أغلب) أحوالها لــ (ذم) أحد طرفي الصحبة ، فهذا يوسف الصديق (عليه السلام) يخاطب من كان معه في السجن من (المشركين) قائلاً :- (يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَمَّا أَحَدُكُمَا فَيَسْقِي رَبَّهُ خَمْرًا) كما ورد في الآية ﴿٤١) نت سورة يوسف) ، والأشد دلالة على أن (صاحبي) يوسف (عليه السلام) كانا من المشركين هو ما ورد في الآية (39) من نفس السورة ، حين يخاطب يوسف النبي (عليه السلام) صاحبيه قائلاً :0 (يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَ أَرْبَابٌ مُتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ) . وكذلك وردت مفردة (صاحبه) للدلالة على (الصحبة) بين (المؤمن والكافر) قرآنياً ، كما في الحوار بين (صاحبين) في سورة (الكهف) ، حين نجد (الكافر) يخاطب صاحبه (المؤمن) في الآية (34) من سورة الكهف المباركة التي نصها:- (قَالَ لِصَاحِبِهِ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَنَا أَكْثَرُ مِنْكَ مَالًا) ، بيد أننا نجد – في نفس السورة المباركة – أن (المؤمن) يخاطب (صاحبه الكافر) في الآية (37) كما ورد :- (قَالَ لَهُ صَاحِبُهُ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِنْ تُرَابٍ) . مرة أخرى نجد أن القرآن يستخدم مفردة (صاحب) للدلالة على (العلاقة المكانية والزمانية) بين (المتناقضين) ، حيث وردت بعض آيات القرآن العظيم لتثبت (صحبة) الرسول (صلى الله عليه وآله) مع (المشركين) ، كما ورد في الآيات المباركات (مَا بِصَاحِبِكُمْ مِنْ جِنَّةٍ) – ٤٦ سبإ ، (مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَىٰ) – ٢ النجم ، (وَمَا صَاحِبُكُمْ بِمَجْنُونٍ) – ٢٢ التكوير ، (أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا مَا بِصَاحِبِهِمْ مِنْ جِنَّةٍ إِنْ هُوَ إِلَّا نَذِيرٌ) ﴿١٨- الأعراف . ) هذا الكلام تام جيد ومهم. قال ( وهذه الآيات والتي سبقتها (تنفي) أن تكون للصحبة من أفضلية أو منزلة أو تميز ، بل بالعكس ، إن أغلب استخداماتها في القرآن تشير عناية الممحص الحريص أن ينزه أبا بكر (رض) أن يكون هو المقصود بــ (صاحبه) التي وردت في قوله تعالى (إِلَّا تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَىٰ وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) ، مضافاً إليها إشارات (خطيرة) وردت في نفس الآية ، وهي كما يلي ) تعليق هذا تام وحقيق بالمراجعة وهو سبب تأليفي هذا الكتاب. قال ( 1/ ثمة إشارة (أولى) في هذه الآية المباركة تقول (فَأَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا) ، وهنا يأتي السؤال :- لماذا أنزل الله سكينته على الرسول (صلى الله عليه وآله) ، ولم ينزلها على من كان بصحبته في الغار ؟ وعلى مَن تنزل السكينة ؟ وإذا كان المصاحب لرسول الله (صلى الله عليه وآله) من المؤمنين فلماذا لم تنزل السكينة عليه فتكون (عليهما) بدلاً من (عليه) ؟ بيد أننا نجد أن الله سبحانه وتعالى لم يكن (بخيلاً) حين أنزل (سكينته) – من قبل – على النبي وأصحابه كما ورد في الآية (26) من سورة (التوبة) ، وكما يلي :- (ثُمَّ أَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَىٰ رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَنزَلَ جُنُودًا لَّمْ تَرَوْهَا وَعَذَّبَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَذَٰلِكَ جَزَاءُ الْكَافِرِينَ) ، وكذلك في الآية (4) من سورة (الفتح) المباركة :- (هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا) .) تعليق هذا قوي بل بين ولا يصح تجاوزه. قال ( وأخطرها وأكثرها مدعاة للتأمل هي الآية (18) من سورة (الفتح) ، والتي تدلنا على أن السكينة لا تنزل إلاّ على المؤمنين حين يعلم الله صدق ما في قلوبهم ، وهذا نص الآية (فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا) ، ولذا ، فمن العقلاني أن ننزه أبا بكر عن أن يكون ممن (لا تنزل) عليه السكينة .) هذا جيد قريب. قال ( 2/ هناك كلمتان (عليا) و (سفلى) في الآية ، فعندما قال الرسول (صلى الله عليه وآله) لصاحبه (لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا) ، فمن المؤكد أن (صاحبه) قد سبقه بالقول ، فكانت مقولة الرسول (صلى الله عليه وآله) قد أتت بمعنى (الرد) ، وهنا نجد (كلمتين) ، كلمة الرسول (صلى الله عليه وآله) والتي هي كلمة (الله) سبحانه وتعالى ، وهي (العليا) وكلمة (صاحبه) ، وهي (السفلى) ، فنجد أن القرآن يشير إلى هذا المعنى في الآية حين يقول :- (وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَىٰ وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا) ، وهذه إشارة نستطيع أن نفهم منها أن المصاحب لرسول الله (صلى الله عليه وآله) لم يكن مؤمناً ، بل كان (كافراً) ، وكلمته هي (السفلى) .) هذا ضعيف جدا بل لا وجه له. قال ( 3/ واضح جداً أن (الموقف) حينذاك كان موقفاً محفوفاً بالأخطار ، والمفترض أن المسيطر على الموقف هو (الخوف) وليس (الحزن) ، لأن المشركين لو ثقفوا رسول الله (صلى الله عليه وآله) لقتلوه ، فلماذا قال الرسول (صلى الله عليه وآله) لصاحبه (لا تحزن) ، ولم يقل له (لا تخف) ؟ هل كان المصاحب لرسول الله (صلى الله عليه وآله) على درجة من اليقين بحيث أن (الخوف) لم يخالط نفسه؟ أم أنه كان آمناً على نفسه بحيث أنه لم يدخل (الخوف) لقلبه؟ وما هو سر (حزنه) ؟ هل هو حزين لأن المشركين لم يتمكنوا من الرسول (صلى الله عليه وآله) ؟ أم لأنه سيخسر صفقة (الدلالة) حين يلقى القبض على رسول الله (صلى الله عليه وآله) ؟) أقول هذا جيد بالجملة مع انني اذهب الى ان الرسول لم يخرج هاربا ولا جلس في الغار مختبأ بل للاستراحة، ولا وجود لاناس يطاردونه، بل يقرب انه خرج باتفاق معهم بل هم كانوا يطلبون منه الخروج وربما فرحوا بخروجه والدلائل على ذلك كثيرة. قال ( وفي معرض هذه الآية المباركة ، قد يتذرع البعض بوجود عبارة (إن الله معنا) ليتخذ منها دليلاً على (معية الله للمؤمنين) وبالتالي فهي تثبت (إيمان) الرسول (صلى الله عليه وآله) ومن كان معه ، وهذا ليس صحيحاً ، بدلالة الآية (7) من سورة (المجادلة) التي تثبت وجود الله مع (كل عباده) مؤمنهم وكافرهم ، والتي تنص على :- (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ۖ مَا يَكُونُ مِن نَّجْوَىٰ ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلَا أَدْنَىٰ مِن ذَٰلِكَ وَلَا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا ۖ ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) ، وإن (إنكار) وجود الله بــ (معية) الجميع ، أو (حصر) معيته مع المؤمنين فقط ، إنما هو اتهام لله سبحانه وتعالى .) هذا قريب الا ان الأقرب عندي هو التغليب والمراعة والتطيب و الاستمالة والمقصود ان الله معي الا انه اشركه لاجل التغليب ومن باب اللطف والخلق العالي، وهو درس يعلمنا النبي صلى الله عبليه واله بترك الفضاضة والغلظة بحجة بيان الحق وقوله. قال ( وبسبب تواتر الروايات ، واتخاذ البعض لأحداث (فلم الرسالة) مرجعاً تأريخياً دون كتاب الله العظيم ) هذا الكلام غير مقبول فان علماء الإسلام عرف عنهم التحقيق وانما حصل الاشتباه بسبب الروايات والتي اعتمد في تناولها المنهج السندي والفقه اللفظي وهو المؤدي أحيانا الى حشوية غير مقبولة. قال ( فلو ضربنا بالآية الكريمة عرض الجدار ، واتخذنا من الموروث الروائي (حجة) ، ولو سلمنا بما سلم به الأقدمون والمتأخرون ، فقد تواتر أن المسافرين أو (المهاجرين) كانوا (ثلاثة) وليس اثنان كما ورد في الآية ، وهم رسول الله (صلى الله عليه وآله) وأبو بكر (رض) و دليلهم في الرحلة (عبد الله بن أريقط الليثي) وهو من مشركي قريش ، وهنا ثمة أسئلة تفرض نفسها على (ذوي الوعي) ، فهل غادر (ابن اريقط) هذا ، وترك النبي (صلى الله عليه وآله) وصاحبه في الغار ؟ وأين ذهب ؟ أين أختفى ؟ أين اختبأ ؟ ومتى عاد إليهم ؟ وكيف ومتى تركهم ؟ ولماذا تركهم ؟ وكيف وصل الرسول (صلى الله عليه وآله) مع صاحبه إلى (المدينة) دون دليل ؟ أسئلة تبحث عن أجوبة مقنعة ، كما أقنعونا بأن (حمامة) و (عنكبوت) قد كانا على (باب الغار) ، بيد أن الله سبحانه وتعالى يقول :- (وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا) ، ولا أعرف بالضبط كيف تسنّى لمشركي قريش أن يروا الحمامة وبيت العنكبوت رغم أن الله سبحانه يقول :- (لم تروها)) هذا تام وهذا النقل كله لا يثبت وظن وفيه مخالفة للقران فالصحيح انه كان مع النبي في الغار دليله ابن اريقط وهو مشرك حينها هذا هو المصدق. قال ( وأما من جهة النقل والروايات والموروث ، فإننا نجد في صحيح (البخاري) روايتين ملفتتين للنظر ، يرويهما (عبد الله بن عمر) تثبت أن أبا بكر (رض) كان ينتظر رسول الله (صلى الله عليه وآله) في المدينة المنورة ، وهذا نص الروايتين :- (عن عبيد الله عن نافع عن ابن عمر قال : لما قدم المهاجرون الأولون العصبة موضع بقباء قبل مقدم رسول الله كان يؤمهم سالم مولى أبى حذيفة وكان أكثرهم قرآنا ) – ( كتاب صحيح البخاري ج 1 ص 170 – كتاب الاذان – باب اهل العلم والفضل أحق بالإمامة) ، وهنا تأتي الرواية الثانية التي تدل على ما ذهبنا إليه ….. حدثنا عثمان بن صالح حدثنا عبد الله بن وهب قال أخبرني ابن جريج ان نافعا أخبره ان ابن عمر رضي الله عنهما أخبره قال : كان سالم مولى أبي حذيفة يؤم المهاجرين الأولين وأصحاب النبي في مسجد قباء فيهم أبو بكر وعمر وأبو سلمة وزيد وعامر بن ربيعة ) – (صحيح البخاري ج 8 ص 115 كتاب الأحكام – باب استقضاء الموالي واستعمالهم) ، ومن البديهي أن (سالم مولى أبي حذيفة) لم يكن ليصلي بالناس مع وجود الرسول (صلى الله عليه وآله) . هذا تام ولا مجال للجواب عنهما، وليس واردا ان النبي موجود وهناك رجل يصلي بالناس. كما ان أبو نعيم روى الرواية بلفظ نصي قاطع ىلا يقبل الاحتمال قال (حلية الأولياء : عن نافع عن ابن عمر قال لما قدم المهاجرون الأولون العصبة قبل مقدم النبي صلى الله عليه و سلم كان يؤمهم سالم مولى أبي حذيفة كان أكثرهم قرآنا فيهم أبو بكر وعمر ) ومن القريب ان هذه الرواية صحيحة السند وفق المنهج السند فقد راجعت رواتها فكلهم شيوخ المحدثين المكثرين عنهم. قال ( خلاصة القول ، إننا ننزه أبا بكر عن أن يكون هو المعني بالآية الكريمة ) هذا تام وجيد. قال (وسنكتفي بهذا القدر ، وندع لمن يريد الاستزادة من الأدلة على عدم وجود أبي بكر (رض) في الغار عشرات الروايات والآثار في الكتب (المعتبرة) ) هذا بعيد وانما الاية تبطل هذا القول وما روي في الصحيح وروايات أخرى ذكرت وستذكر. https://kitabat.com/2019/01/28/248497/ بحث احمد عبدة سيدنا أبو بكر الصديق لم يكن مع الرسول بالغار ولم يهاجر معه [ 1 ] 2019 مستشار / أحمد عبده ماهر قال ( لعل تاريخنا الإسلامي قد عحّ بالخرافات والخزوعبولات والدسائس والكذب الذي تميز بها معظم كتابات المؤرخين...وما ذلك إلا لأننا شعوب لا تمحص ولا تدقق حتى راجت تلك الخرافات والأكاذيب بيننا.) هذا التهجم لا يصح ويجب إيجاد عذر علمي لكل توهم نقلي او اجتهادي. قال ( ومن بين تلك الأكاذيب أقصوصة هجرة أبي بكر مع الرسول من مكة للمدينة المنورة....وبيانها المفضوح بالقرءان والسنة....وسنوالي شرح تلك الأكذوبة فيما يلي:) لا بد من استعمال اللغة السمحة السهلة وإيجاد الاعذار للاخطاء وعدم الاتهام بالكذب. قال ( أولا الكذب على القرءان: يؤكد القرءان عدم وجود أبا بكر من الرسول بالغار ويتبين ذلك مما يلي: بقول تعالى: {إِلاَّ تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُواْ ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللّهَ مَعَنَا فَأَنزَلَ اللّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُواْ السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ }التوبة..40. وهذه الاية نستنبط منها ونتدبر ما يلي: 1. فالذي نصره الله هو واحد وليس اثنين [فَقَدْ نَصَرَهُ اللّهُ ].. 2. والذي أخرجه الذين كفروا هو واحد فقط وليس اثنين [إِذْ أَخْرَجَهُ ] ولم يقل الله [إذ أخرجهما الذين كفروا]. ) هذا الاشكال لا يتم فانه من التغليب والاهتمام. وهذا وارد في القران كثيرا. لكن في قوله تعالى ( اخرجه) دليل على انهم هم اخرجوه وليس انه هرب وهذا ما أؤكد عليه، وهو أيضا في ايات أخرى تدل على ان اهل مكة كانوا يريدون خروج النبي واصحابه قال تعالى ( وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ [الأنفال/30] وقال تعالى (إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ [الممتحنة/9] وقال تعالى (فَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَأُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأُوذُوا فِي سَبِيلِي وَقَاتَلُوا وَقُتِلُوا لَأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ [آل عمران/195] وقال تعالى (الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ [الحج/40] وقال تعالى (لْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا [الحشر/8] وقال تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُمْ مِنَ الْحَقِّ يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ أَنْ تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ رَبِّكُمْ [الممتحنة/1] فلا يصح القول انه خرج هاربا بل خرج بعلمهم وربما باتفاق معهم فلا يكون جلوسه في الغار اختبار وانما كان استراحة فانهم كانوا يستظلون به ففي مسند أحمد - (ج 8 / ص 338) عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي غَارٍ فَنَزَلَتْ وَالْمُرْسَلَاتِ عُرْفًا قَالَ فَإِنَّا نَتَلَقَّاهَا مِنْ فِيهِ ) قال ( 3. بينما تجد أن العدد الوارد بالقرءان هما إثنين لقوله تعالى: [ ثاني اثنين] ...فلو كان الاثنين هما الرسول وأبا بكر لكان الرسول [ أول الاثنين ] وليس ثاني الإثنين... فهذا يدل على ان الثاني لم يكن مرغما على الخروج ولم يطرده قومه ...وكان هو أول الاثنين فيكون هو الدليل المشرك المسمى [عبد الله بن أريقط]. 4. ....ولأنه هو الدليل فقد كان هو الأول...ولأن الرسول كان يقتدي بهذا الدليل فكان الرسول ثاني اثنين.....) أقول مع ان من القريب إرادة الدلالة الترتيبية في ثاني اثنين الا انها ليست قطعية بل ظنية، وكما ان ابن اريقط يتقدم النبي في المسير دليلا فكذا أبو بكر قد يتقدم النبي ليحميه او يضله من الشمس او لأغراض عقلائية أخرى، لكن اذا اصررنا على ان (ثاني اثنين) لها دلالة اعتبارية فان تقدم الدليل على النبي صلى الله عليه واله في الميسر يكون هو الأقرب فعلا، كما انا اذا قلنا ان أبا بكر لا يمكن ان يتقدم على النبي في المسير فيكون اللفظ مشكل لانها ستعني الأفضلية وسيكون أبو بكر افضل من النبي وهذا مممتنع بل يكون كفرا بالقران والسنة. فال ( 5. وبينما تجد أن الموجود بالغار كان اثنين والذي أخرجه قومه هو واحد) أقول ان الواقعة قد ارختها اية واحدة وراعت الاختزال ولو ان هناك تفصيل بأكثر من اية لكان هذا الاشكال واردا بانه لم يذكر الذي خرج معه، وكان لازما مع التفصيل ان يذكر من خرج معه من الأول. قال ( وجرى بينهما حديثا في غاية الأهمية إذ قال الرسول لصاحبه في الغار [ لا تحزن] ولم يقل له [ لا تخف].... فلو كان ابا بكر هو صاحب الرسول لقال له النبي [لا تخاف] بما يعني لا تخاف من أن يقتلك المشركين أو يقتلوا الرسول....لكنه قال له [لا تحزن] لأن الرسول بالنسبة للدليل المشرك عبد الله بن أريقط ما هو إلا صفقة تجارية يخشى عليها أن تضيع من يده لهذا فكانت عبارة [لا تحزن] هي المناسبة لوضعة التجاري حيث يطمئنه النبي بأنه سيتقاضى اجره أو باقي أجرخه وأنه لن تفشل صفقته التجارية.. ) أقول من يعلم طريقة القران في التعبير يعلم ان هذا الاشكال لا يرد فان ( الحزن) مشتمل للخوف، لكن الاشكال الأهم هو تولد الحزن في قلبه ونهي النبي له وهذه إشارة على ان الذي مع النبي ليس راسخ الايمان بل وجاهل بحق النبي صلى الله عليه واله. كما ان الدليل ربما يحزن على التفسير المعهود على ان الخشية من معاقبة قريش له، لكن عرفت انه لا هروب ولا مطاردة ولا شيء من ذلك، فيكون حزن صاحب النبي لاجل أمور واقعية طبيعية من أمور السفر وانهما لوحدهما ولا ناصر لهما فانتابه الحزن والقلق من هكذا سفر. قال ( 6. ولو كان أبو بكر هو المهاجر مع رسول الله فرارا بدينه وفي سبيل الله لأنزل الله سكينته عليه لكن الله اقتصر بإنزال السكينة على النبي وظل الدليل المشرك حزينا على الصفقة التي كادت أن تضيع وفي ذلك يقول تعالى: [فَأَنزَلَ اللّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ ]...ولم ينزلها على عبد الله بن أريقط. ) عرفت انه لا هروب ولا حزن على صفقة، الا ان مسالة السكينة من اهم الأدلة التامة على عدم ايمان ذلك الشخص. وهنا يجب على المسلمين مراجعة الامر ومراجعة تلك الرواية والحكم بظنيتها وانه لا يثبت ان أبا بكر هو من كان في الغار. ولا يظن ان ذلك لاجل معارضة القول بمنقبة فانك عرفت وستعرف انه لا منقبة في الاية لمن هو فيها مع النبي، وانما لان الاية تدل كالصريح على كفر من كان مع النبي وهو امر يجب تنزيه ابي بكر رضي الله عنه من ذلك. قال ( 7. وكذلك فإن التأييد نزل للرسول فقط ولو كان أبو بكر مهاجرا مع الرسول لأيده الله ايضا ...وفي ذلك يقول تعالى: [وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا]...أي أن التأييد نزل لواحد فقط هو الرسول.) وهذا تام أيضا وهو ينفي مسالة الحمامة والعنكبوت. قال ( ولو كان أبو بكر الصديق هو الذي مع الرسول لوقع اجره على الله ولأصابته السكينة لقوله تعالى: {وَمَن يُهَاجِرْ فِي سَبِيلِ اللّهِ يَجِدْ فِي الأَرْضِ مُرَاغَماً كَثِيراً وَسَعَةً وَمَن يَخْرُجْ مِن بَيْتِهِ مُهَاجِراً إِلَى اللّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلى اللّهِ وَكَانَ اللّهُ غَفُوراً رَّحِيماً }النساء.100 ودوما يتنزل الله بسكينته على رسوله وعلى المؤمنين...فلو كان أبو بكر هو المهاجر مع رسول الله لأنزل الله سكينته على الرسول وعلى ابو بكر. وتأمل قوله تعالى: {ثُمَّ أَنَزلَ اللّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَنزَلَ جُنُوداً لَّمْ تَرَوْهَا وَعذَّبَ الَّذِينَ كَفَرُواْ وَذَلِكَ جَزَاء الْكَافِرِينَ }التوبة26. وتأمل........فَأَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوَى وَكَانُوا أَحَقَّ بِهَا وَأَهْلَهَا وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً }الفتح26.) هذا تام. قال ( ثانيا: من كتاب صحيح البخاري وسأستخدم هنا كتاب صحيح البخاري ككتاب تاريخ وليس ككتاب أحاديث....فلعل القارئ الكريم يود أن يطلع على ما جاء به البخاري مما يؤكد أن ابا بكر هاجر للمدينة قبل هجرة الرسول وأنه كان يصلي مأموما خلف الصحابي سالم مولى أبي حذيفة وهو الشهير بواقعة إرضاع الكبير) أقول حديث ارضاع الكبير ظن بل باطل، وأيضا يبطله ان سالم صلى بالمهاجرين والانصار بينما حديث الرضاع يدل على انه كان صغيرا ففيه (يا رسول الله، إن سالمًا معي، وقد أدرك ما يدرك الرجال) فلاحظ وتامل. قال ( وإليك الحديثين في هذا الشأن: روايتين الموجودتين في صحيح البخاري والتين ارصدمتا شراح البخاري والرواة حيث يذكر البخاري ما يلي: 1ـ : حدثنا إبراهيم بن المنذر قال حدثنا أنس ابن عياض عن عبيد الله عن نافع عن ابن عمر قال لما قدم المهاجرون الأولون العصبة موضع بقباء قبل مقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يؤمهم سالم مولى أبى حذيفة وكان أكثرهم قرأناً. المرجع: صحيح البخاري ج 1 ص 170 كتاب الاذان / باب اهل العلم والفضل احق بالامامة. وعندما نسأل البخاري ونقول له : من هم الذين كانوا يصلون خلف سالم مولى ابي حذيفة في هذه الفترة ( قبل قدوم النبي (ص) الى المدينة ) سيجيبنا البخاري ويقول 2ـ أنّ ابن عمر روى انّ ابو بكر وعمر و... و.... كانوا يصلون خلف سالم في هذه الفترة حيث قال : حدثنا عثمان بن صالح حدثنا عبد الله بن وهب قال أخبرني ابن جريج ان نافعا أخبره ان ابن عمر رضي الله عنهما أخبره قال كان سالم مولى أبي حذيفة يؤم المهاجرين الأولين وأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم في مسجد قباء فيهم أبو بكر وعمر وأبو سلمة وزيد وعامر بن ربيعة. . المرجع: صحيح البخاري ج 8 - ص 115 كتاب الأحكام / باب استقضاء الموالي واستعمالهم ومن البخاري ) هذا بيان عرفي قريب الا انه عرفت ان الفقه اللفظي والمنهج السندي يجوز (اختلاف الحديث) وتوجييه. قال ( 3ـ ومن الزيادات المخبولة التي ترويها الكتب التي نتناقلها بكل فخر بينما هي لا تساوي قيمة المداد الذي تم تدوبنها به..... أن أسماء ابنة ابي بكر كانت تذهب للنبي وأبيها في الغار لتزودهم بالزاد....فهل يصدق القارئ هذا الهراء؟؟؟....أتمشي فتاة وحدها في جبال مكة الوعرة لتذهب لأبيها والرسول في ذلك الغار....وهل كان هذا الغار محل إقامة لهما خارج مكة يعيشان فيه!!!. ثم هل يهاجر أبو بكر ويترك بناته أسماء وعائشة ولا يخاف عليهما من وحشية وبطش !!!...أكانت هذه نخوة أم نذالة من أبو بكر ويريد منا اهل الأكاذيب أن نصدقها.) هكذا بناءات واستدلالات لا تتم وتكون من الظن ولا بد من التقليل من التهجم على الروايات ويكفي القول انها ظن ولا شاهد لها وتخالف سيرة العقلاء. قال (فنستنتج من جماع ما تقدم من تدبر للقرءان ومرويات البخاري وخرافات باقي الكتب أن ابا بكر لم يكن في الغار مع النبي والذي كان معه هو الدليل عبد الله ابن أريقط أو أريقد..... ليتأكد القارئ عدم هجرة الصديق أبو بكر مع رسول الله.....) أقول ان مجموع الأدلة يشير الى ذلك ولا يصح التهجم على كتب الحديث ويكفي القول ان منها ما هو ظني لا شاهد له من دون وصف زائد فانه لا مبرر له. قال ( هذا فضلا عن مفترياتهم عن أمية الرسول وجهله بالقراءة والكتابة..وما اشاعوه من أن للقرءان رسما عثمانيا....وما يزعمونه من أن أبا بكر جمع القرءان وان عثمان جمع القرءان...وخرافانهم عن عذاب القبر وإرضاع الكبير وقتل المرتد وتارك الصلاة والبغلة التي تطير في السماء...والتداوي بأبوال الإبل وغير ذلك من الأكاذيب المخالفة للنصوص القرءانية والتي دأبوا التروويج لها .....ودعونا نتساءل: أين علماء الأمة منذ أكثر من 1400 سنة....وهل لازلتم ترونهم متخصصين؟.....أين تدبرهم بللقرءان والسنة؟.....أم أنكم جميعا مجرد ناقلين بلا عقل ولا إدراك....لا حول ولا قوة إلا بالله. ) هذا الأمور كلها من الظن، ويكفي في ردها ان نقول انها ظن لا شاهد له، من دون حاجة الى وصف زائد.

  • عدم صحة الاستدلال بالقرآن على جواز نكاح المتعة

    استدل لنكاح المتعة وهو و هو النكاح المنعقد بمهر معين إلى أجل معلوم بقوله تعالى (فَمَا استمتعتم بِهِ مِنْهُنَّ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ) وستعرف انه لا دلالة فيه على الجواز بل هو دال على المنع. قال في الوسيط - { فَمَا استمتعتم بِهِ مِنْهُنَّ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ فَرِيضَةً } والاستمتاع : طلب المتعة والتلذذ بما فيه منفعة ولذة . والمراد بقوله { أُجُورَهُنَّ } أى مهورهن لأنها فى مقابلة الاستمتاع فسميت أجراً . و { مَا } فى قوله { فَمَا استمتعتم بِهِ مِنْهُنَّ } واقعة على الاستمتاع والعائد فى الخبر محذوف أى فآتوهن أجورهن عليه . والمعنى : فما انتفعتم وتلذذتم به من النساء عن طريق النكاح الصحيح فآتوهن أجورهن عليه . ويصح أن يكون { مَا } واقعة على النساء باعتبار الجنس أو الوصف . وأعاد الضمير عليها مفرداً فى قوله { بِهِ } باعتبار لفظها ، وأعاده عليها جمعا فى قوله { مِنْهُنَّ } باعتبار معناها . ومن فى قوله { مِنْهُنَّ } للتبعيض أو للبيان . والجار والمجرور فى موضع النصب على الحال من ضمير { بِهِ } : والمعنى : فأى فرد أو الفرد الذى تمتعتم به حال كونه من جنس النساء أو بعضهن فأعطوهن أجورهن على ذلك . والمراد من الأجور : المهور . وسمى المهر أجراً؛ لأنه بدل عن المنفعة لا عن العين . وقوله { فَرِيضَةً } مصدر مؤكد لفعل محذوف أى : فرض الله عليكم ذلك فريضة . أو حال من الأجور بمعنى مفروضة . أى : فآتوهن أجورهن حالة كونها مفروضة عليكم . ثم بين - سبحانه - أنه لا حرج فى أن يتنازل أحد الزوجين لصاحبه عن حقه أو عن جزء منه ما دام ذلك حاصلا بالتراضى فقال - : { وَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا تَرَاضَيْتُمْ بِهِ مِن بَعْدِ الفريضة إِنَّ الله كَانَ عَلِيماً حَكِيماً } . هذا ، وقد حمل بعض الناس هذه الآية على أنها واردة فى نكاح المتعة وهو عبارة عن أن يستأجر الرجل المرأة بمال معلوم إلى أجل معين لكى يستمتع بها . قالوا : لأن معنى قوله - تعالى - : { فَمَا استمتعتم بِهِ مِنْهُنَّ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ } : فمن جامعتموهن ممن نكحتموهن نكاح المتعة فآتوهن أجورهن . ولا شك أن هذا القول بعيد عن الصواب ، لأنه من المعلوم أن النكاح الذى يحقق الإِحصان والذى لا يكون الزوج به مسافحا . هو النكاح الصحيح الدائم المستوفى شرائطه ، والذى وصفه الله بقوله { وَأُحِلَّ لَكُمْ مَّا وَرَاءَ ذَلِكُمْ أَن تَبْتَغُواْ بِأَمْوَالِكُمْ مُّحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ فَمَا استمتعتم بِهِ مِنْهُنَّ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ فَرِيضَةً } . وإذاً فقد بطل حمل الآية على أنها فى نكاح المتعة؛ لأنها تتحدث عن النكاح الصحيح الذى يتحقق معه الإِحصان ، وليس النكاح الذى لا يقصد به إلا سفح الماء وقضاء الشهوة . وقال في زاد المسير - قال الزجاج : ومعنى قوله : { فما استمتعتم به منهن } فما نكحتموهن على الشريطة التي جرت ، وهو قوله { محصنين غير مسافحين } أي : عاقدين التزويج { فآتوهن أجورهنَّ } أي : مهورهن . ومن ذهب في الآية إلى غير هذا ، فقد أخطأ ، وجهل اللغة . وقال في البحر المديد - يقول الحقّ جلّ جلاله : { وأُحل لكم } أن تتزوجوا من النساء ما سوى ذلكم المحرمات ، وما سوى ما حرمته السنة بالرضاع ، كما تقدم ، والجمع بين المرأة وعمتها ، وبين المرأة وخالتها ، فقد حرَمتْه السُنة ، وإنما أحل لكم نكاح النساء إرادة أن تطلبوا بأموالكم الحلال ، فتصرفوها في مهور النساء . . . حال كونكم { مُحصنين } أي : أعفة متحصنين بها من الحرام ، { غير مسافحين } أي : غير زناة ، تصبون الماء في غير موضعه ، { فما استمتعتم به منهن } أي : من تمتعتم به من المنكوحات { فآتوهن أجورهن } أي : مهورهن ، لأن المهر في مقابلة الاستمتاع { فريضة } ، أي : مفروضة مقدرة ، لا جَهْلَ فيها ولا إبهام ، { ولا جناح عليكم فيما تراضيتم به } من زيادة على المهر المشروط ، أو نقص منه ، { من بعد الفريضة } ، التي وقع العقد عليها ، { إن الله كان عليمًا } بمصالح خلقه ، { حكيمًا } فيما شرع من الأحكام . وقيل قوله : { فما استمتعتم به . . . } إلى آخره . نزل في نكاح المتعة، التي كانت ثلاثة أيام في فتح مكة ، ثم نُسِخَ. انتهى أقول روايات تحليل المتعة لا تثبت فلا تحليل أصلا فلا نسخ، والمصدق ان النهي كان لعمل كان يعمل قبل الإسلام وليس لأنه حلل ثم نسخ وحرم، فلاحظ جيدا. ومن هنا يعلم ما في التسهيل لعلوم التنزيل قال وقيل إنها في نكاح المتعة وهو النكاح إلى أجل من غير ميراث وكان جائزا في أول الإسلام فنزلت هذه الآية في وجوب الصداق فيه ثم حرم عند جمهور العلماء فالآية على هذا منسوخة بالخبر الثابت في تحريم نكاح المتعة وقيل نسختها آية الفرائض لأن نكاح المتعة لا ميراث فيه وقيل نسختها والذين هم لفروجهم حافظون وروي عن ابن عباس جواز نكاح المتعة وروي أنه رجع عنه. انتهى أقول قوله نسختها أي على قول ان الاية في نكاح المتعة وقد عرفت انها في النكاح الدائم. والرواية عن ابن عباس تفسيرا وتحليلا للمتعة ظن لا شاهد له بل خلاف القران. وروي عنه خلاف ذلك ما هو مصدق صحيح ففي الدر المنثور – قال وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والنحاس في ناسخه عن ابن عباس في قوله { فما استمتعتم به منهن فآتوهن أجورهن فريضة } يقول : إذا تزوّج الرجل منكم المرأة ثم نكحها مرة واحدة فقد وجب صداقها كله « والاستمتاع » هو النكاح . وهو قوله { وآتوا النساء صدقاتهن نحلة } [ النساء : 4 ] . واما ما فيه قال وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس قال : كان متعة النساء في أوّل الإسلام ، كان الرجل يقدم البلدة ليس معه من يصلح له ضيعته ولا يحفظ متاعه ، فيتزوّج المرأة إلى قدر ما يرى أنه يفرغ من حاجته ، فتنظر له متاعه وتصلح له ضيعته ، وكان يقرأ { فما استمتعتم به منهن إلى أجل مسمى } نسختها { محصنين غير مسافحين } وكان الإحصان بيد الرجل ، يمسك متى شاء ويطلق متى شاء . أقول ومع ان الرواية غير ظاهرة في المدعى فانها من التأويل وتطبيق ظاهر اللفظ على موضوع خارجي ويزيده وضوحا نسبة ابن عباس التاويل الى (كانوا يقولون) ففي الدر المنثور: أخرج الطبراني والبيهقي في سننه عن ابن عباس قال : كانت المتعة في أول الإسلام ، وكانوا يقرأون هذه الآية « فما استمتعتم به منهنَّ إلى أجل مسمى . . » الآية . وهو ظاهر انه اخذه من صحابي تأول الاية وهو يتعارض مع روايات التفسير، فالروايات في هذه الايات مضطربة وهذا ما اعترف به صاحب التحرير والتنوير قال والذي استخلصناه أنّ الروايات فيها مضطربة اضطراباً كبيراً. وقال في الدر المنثور - وأخرج أبو داود في ناسخه وابن المنذر والنحاس من طريق عطاء عن ابن عباس في قوله { فما استمتعتم به منهن فآتوهن أجورهن فريضة } قال : نسختها { يا أيها النبي إذا طلقتم النساء فطلقوهن لعدتهن } [ الطلاق : 1 ] . { والمطلقات يتربصن بأنفسهن ثلاثة قروء } [ البقرة : 228 ] . { واللائي يئسن من المحيض من نسائكم إن ارتبتم فعدتهن ثلاثة أشهر } [ الطلاق : 4 ] . وأخرج أبو داود في ناسخه وابن المنذر والنحاس والبيهقي عن سعيد بن المسيب قال : نسخت آية الميراث المتعة . وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر والبيهقي عن ابن مسعود قال : المتعة منسوخة ، نسخها الطلاق ، والصدقة ، والعدة ، والميراث . وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر عن علي قال : نسخ رمضان كل صوم ، ونسخت الزكاة كل صدقة ، ونسخ المتعة الطلاق والعدة والميراث ، ونسخت الضحية كل ذبيحة . أقول وهنا النسخ يحمل على النهي لأنه المصدق ورغم ان ظواهر هذه الروايات وغيرها مخالفة للقران وناتجة عن تأويل لآية فيه الا انني نقلتها استيفاء للكلام وبيانا انها لا تصح مستندا ومعتمدا وهكذا ما دل على التحليل والتحريم. فان نكاح المتعة مصدره الحديث وهو مخالف للقران فيكون ظنا ومتشابها ومن احكامه انه يحمل على ان نكاح المتعة من اعراف الجاهلية فنهى عنه الإسلام والاية ليست فيه بل في الزوجة الدائمة. ومن هنا تعلم ما في النكت والعيون - (ج 1 / ص 287) { فَمَا اسْتَمْتَعْتُم بِهِ مِنْهُنَّ فَئَاتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ فَرِيضَةً } أي آتوهن صدقاتهن معلومة ، وهذا قول مجاهد ، والحسن ، وأحد قولي ابن عباس . والقول الثاني : أنها المتعة إلى أجل مسمى من غير نكاح ، قال ابن عباس كان في قراءة أُبيّ : { فما استمتعتم به منهن إلى أجل مسمى } ، وكان ابن عباس كذلك يقرأ ، وسعيد بن جبير ، وهذا قول السدي ، وقال الحكم : قال عليّ : لولا أن عمر نهى عن المتعة ما زنى إلا شقي ، وهذا لا يثبت ، والمحكي عن ابن عباس خلافه ، وأنه تاب من المتعة وربا النقد . أقول فحديث يروى رواية وليس مصدق من القران لا يصح القول به. قال في أحكام القرآن للكيا الهراسى - والذي ذكره هؤلاء في معنى قوله تعالى: {فَما اسْتَمْتَعْتم بهِ مِنْهُنَّ} الآية, لا يحتمل ما ذكره هذا القائل الذي حمله على نكاح المتعة, فإن الأجر بمعنى المهر, قال تعالى: {وَلا جناحَ عَلَيْكم أنْ تَنْكِحوهُنَّ إذا آتَيْتُموهُنَّ أجورَهُنَّ}. فلما ذكر النكاح علم أنه إراد به الصداق. وقال تعالى: {وآتوهُنَّ أجورَهُنَّ بالمعْروفِ مُحصَناتٍ غَيْرَ مُسافِحاتٍ}. فدل على أن محصنات ومحصنين عنى به التزويج, لأن محصنات ذكر مع النكاح, لقوله تعالى: {فانْكِحوهُنَّ بإذنِ أهْلِهِنَّ وآتوهُنَّ أجورَهُنَّ بالمعْروف مُحصَناتٍ غَيرَ مُسافِحاتٍ}. قوله تعالى: {ولا جُناحَ عَلَيْكُم فيما تراضَيْتُم بهِ مِنْ بَعْدِ الفَريضَةِ}. معناه جواز الإبراء عن بعض الصداق أو هبة بعضه. وتقدير الكلام: أن تبتغوا بأموالكم محصنين - أي متزوجين - بهن, فإذا استمتعتم بهن فآتوهن أجورهن, ولا تنقصوا شيئاً, وإن جرى فراق أو سبب، إلا أن تكون قد حطت شيئاً من الصداق, فالحق لها, والمحطوط لا يجب توفيره عليها إذا استمتع. انتهى وقال في التبيان في تفسير القرآن - وقوله: (فما استمتعتم به منهن) قال الحسن، ومجاهد، وابن زيد: هو النكاح، وقال ابن عباس، والسدي: هو المتعة إلى أجل مسمى، وهو مذهبنا، لان لفظ الاستمتاع إذا أطلق لا يستفاد به في الشرع إلا العقد المؤجل، ألا ترى أنهم يقولون: فلان يقول بالمتعة، وفلان لا يقول بها، ولا يريدون إلا العقد المخصوص. انتهى اقول لا انصراف بل عرفت ما تقدم من الوسيط ان الاستمتاع والتمتع والتلذذ كله حاصل بالوطء. هذا وان الكلام هنا معطوف على الكلام على التزويج والنكاح الدائم المعهود فلا مجال لشكل من النكاح غيره وهذا ما يجب التنبه له فعلا. ثم قال رحمه الله تعالى : ولاي نافي ذلك قوله: " والذين هم لفروجهم حافظون إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم "لانا نقول: إن هذه زوجة، ولا يلزم أن يلحقها جميع أحكام الزوجات، من الميراث، والطلاق، والايلاء، والظهار، واللعان، لان احكام الزوجات تختلف، ألا ترى أن المرتدة تبين بغير طلاق، وكذلك المرتد عندنا، والكتابية لا ترث، وأما العدة فانها تلحقها عندنا، ويلحق بها أيضا الولد، فلا شناعة بذلك) انتهى أقول ان القران يصدق بعضه بعضا وحينما يطلق الزوجة فهو يريد الدائمة لا غير وسترى ان الشيخ يسلم فرضا لكونها ليست زوجة. قال (ولو لم تكن زوجة لجاز أن يضم ما ذكر في هذه السورة إلى ما في تلك الآية، لانه لا تنافي بينهما، ويكون التقدير: إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم أو ما استمتعتم به منهن وقد استقام الكلام. انتهى أقول ليس ظاهرا من تتبع الكلمات انها كانت تسمى زوجة بلا مجاز وتكلف فلا مجال للقول باشتمال اللفظ لها، كما ان توجيه الثاني يشهد لذلك وليس المسالة مسالة توجيه بل مسالة تحقيق. هذا ولقد اشترط في هذا الاستمتاع الاحصان والمتعة لا تحصن لا لغة ولا شرعا. ثم قال (وفي أصحابنا من قال: قوله: (أجورهن) يدل على أنه أراد المتعة، لان المهر لا يسمى أجرا، بل سماه الله صدقة ونحلة، وهذا ضعيف، لان الله سمى المهر أجرا في قوله (فانكحوهن باذن أهلهن وآتوهن أجورهن) وقال: (والمحصنات من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم إذا آتيتموهن أجورهن) ومن حمل ذلك كله على المتعة كان مرتكبا لما يعلم خلافه). أقول وكلامه الأخير يتوافق مع ما قلناه ان الآية ليست في المتعة اذ ان القرائن تشير الى إرادة الدائم والاجر هو المهر فلا احتمال اخر. ثم قال رحمه الله تعالى وقوله: (ولا جناح عليكم فيما تراضيتم به من بعد الفريضة) قال الحسن، وابن زيد: أي تراضيتم به من حط بعض الصداق أو تأخيره، أو هبة جميعه. وقال السدي وقوم من أصحابنا: معناه: لا جناح عليكم فيما تراضيتم به من استئناف عقد آخر بعد انقضاء المدة التي تراضيتم عليها، فتزيدها في الاجر وتزيدك في المدة. انتهى أقول من الواضح ان العبارة هي ظاهرة في المعنى الأول ويصعب حملها على استئناف عقد جديد وزيادة مدة وزيادة اجر بل هو من الإضافة المعرفية والتأويل ولأنه لا شاهد له فيكون ظنا. قال في تفسير الأمثل - ثمّ إِنّ الله سبحانه قال: ـ بعد ذكر وجوب دفع المهر ـ (ولا جناح عليكم فيما تراضيتم به من بعد الفريضة) وهو بذلك يشير إِلى أنّه لا مانع من التغيير في مقدار الصداق إِذا تراضى طرفا العقد، وعلى هذا الأساس يكون الصداق نوعاً من الدين الذي يخضع للتغيير من زيادة أو نقصان إِذا تراضيا. (ولا فرق في هذا الأمر بين العقد المؤقت والعقد الدائم وإِن كانت الآية الحاضرة ـ كما شرحنا ذلك سلفاً ـ تدور حول الزواج المؤقت). ثمّ إنّ هناك احتمالا آخر في تفسير الآية أيضاً وهو أنّه لا مانع من أن يقدم الطرفان ـ بعد انعقاد الزواج المؤقت على تمديد مدّة هذا الزواج وكذا التغيير في مقدار المهر برضا الطرفين. ) انتهى فانت ترى كيف انه قدم القول بانه من الصداق وان أورد الاحتمالات الأخرى على ما يتبانه من الجواز. قال في تفسير مجمع البيان – و قوله « فما استمتعتم به منهن فأتوهن أجورهن فريضة » قيل المراد بالاستمتاع هنا درك البغية و المباشرة و قضاء الوطر من اللذة عن الحسن و مجاهد و ابن زيد و السدي فمعناه على هذا فما استمتعتم أو تلذذتم من النساء بالنكاح فأتوهن مهورهن و قيل المراد به نكاح المتعة و هو النكاح المنعقد بمهر معين إلى أجل معلوم عن ابن عباس و السدي و ابن سعيد و جماعة من التابعين و هو مذهب أصحابنا الإمامية و هو الواضح لأن لفظ الاستمتاع و التمتع و إن كان في الأصل واقعا على الانتفاع و الالتذاذ فقد صار بعرف الشرع مخصوصا بهذا العقد المعين لا سيما إذا أضيف إلى النساء فعلى هذا يكون معناه فمتى عقدتم عليهن هذا العقد المسمى متعة فأتوهن أجورهن. انتهى أقول ان الالفاظ في النصوص تحمل على حقائقها الواقعية الوضعية وليس على ما يتكون في فكر المجتمع تبعا لمعارف تتكون عندهم والنص في زمن وبنفسه ليس فيه اختصاص بالمتعة بل هو في الاستمتاع والالتذاذ بالزوجة. ثم قال رحمه الله تعالى (ويدل على ذلك أن الله علق وجوب إعطاء المهر بالاستمتاع و ذلك يقتضي أن يكون معناه هذا العقد المخصوص دون الجماع و الاستلذاذ لأن المهر لا يجب إلا به. انتهى أقول ان الاستلذاذ والجماع الموجب للمهر هو جماع النكاح واستلذاذه، مع ان القران يستعمل أحيانا كلاما مختصرا واحيانا مجملا كما هنا فقد اختلف في الاستمتاع هل هو الجماع ام الخلوة او غيرهما وهل (ما ) عي النساء ام الاستمتاع لكن الظاهر انه بيان لأصل وجوب الوفاء بالمهر كما إشارات آيات أخرى فهنا اصل للحكم وهو الوفاء بالمهر وتفصيله في محل اخر. ثم قال رحمه الله تعالى (ومما يدل أيضا على أن لفظ الاستمتاع في الآية لا يجوز أن يكون المراد به الانتفاع والجماع أنه لو كان كذلك لوجب ألا يلزم شيء من المهر من لا ينتفع من المرأة بشيء وقد علمنا أنه لو طلقها قبل الدخول لزمه نصف المهر ولو كان المراد به النكاح الدائم لوجب للمرأة بحكم الآية جميع المهر بنفس العقد لأنه قال «فأتوهن أجورهن» أي مهورهن ولا خلاف في أن ذلك غير واجب وإنما تجب الأجرة بكماله بنفس العقد في نكاح المتعة. انتهى أقول وفيه ما تقدم انه لا مفهوم له والآية في بيان أصل وجوب الوفاء لهن وتفصيله في محل اخر، فهنا بيان فرض المهر كما انه بيان لإمكان العفو فيه من الطرفين. قال في أضواء البيان -قوله تعالى: { فَمَا استمتعتم بِهِ مِنْهُنَّ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ } الآية. يعني : كما أنكم تستمتعون بالمنكوحات فأعطوهن مهورهن في مقابلة ذلك ، وهذا المعنى تدل له آيات من كتاب الله كقوله تعالى : { وَكَيْفَ تَأْخُذُونَهُ وَقَدْ أفضى بَعْضُكُمْ إلى بَعْضٍ } [ النساء : 21 ] الآية . فإفضاء بعضهم إلى بعض المصرح بأنه سبب لاستحقاق الصداق كاملاً، هو بعينه الاستمتاع المذكور هنا في قوله: {فَمَا استمتعتم بِهِ مِنْهُنَّ } الآية . وقوله: { وَآتُواْ النسآء صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً } [ النساء : 4 ] وقوله : { وَلاَ يَحِلُّ لَكُمْ أَن تَأْخُذُواْ مِمَّآ آتَيْتُمُوهُنَّ شَيْئاً } [ البقرة : 229 ] الآية . فالآية في عقد النكاح، لا في نكاح المتعة كما قال به من لا يعلم معناها، فإن قيل التعبير بلفظ الأجور يدل على أن المقصود الأجرة في نكاح المتعة . لأن الصداق لا يسمى أجراً ، فالجواب أن القرآن جاء فيه تسمية الصداق أجراً في موضع لا نزاع فيه . لأن الصداق لما كان في مقابلة الاستمتاع بالزوجة كما صرح به تعالى في قوله : { وَكَيْفَ تَأْخُذُونَهُ } [ النساء : 21 ] الآية . صار له شبه قوي بأثمان المنافع فسمي أجراً ، وذلك الموضع هو قوله تعالى : { فانكحوهن بِإِذْنِ أَهْلِهِنَّ وَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ } [ النساء : 25 ] أي : مهورهن بلا نزاع ، ومثله قوله تعالى : { والمحصنات مِنَ المؤمنات والمحصنات مِنَ الذين أُوتُواْ الكتاب مِن قَبْلِكُمْ إِذَآ آتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ } [ المائدة : 5 ] الآية . أي مهورهن فاتضح أن الآية في النكاح لا في نكاح المتعة. وفي التسهيل لعلوم التنزيل لابن جزى - (ج 1 / ص 246) فما استمتعتم به منهن فآتوهن أجورهن فريضة قال ابن عباس وغيره معناها إذا استمتعتم بالزوجة ووقع الوطء فقد وجب إعطاء الأجر وهو الصداق كاملا.

  • المدرسة العرضية أنور غني الموسوي

    بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. اللهم صل على محمد واله الطاهرين. ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان. هذا بيان للمدرسة العرضية؛ (المدرسة العرضية؛ منهج العرض العلمي التصديقي في فقه الشريعة). والمدرسة هي المذهب المتبع في التعامل مع موضوع معين، وموضوع البحث هنا هو فقه الشريعة. فالمدرسة العرضية تقابل غيرها من المدارس الفقهية، واهمها الأصولية والاخبارية. فالمدرسة العرضية ليست أصولية ولا إخبارية وهذا ما سيتبين في الفصول القادمة. والمنهج هنا هو الطريقة البحثية في التعامل مع المعطيات العلمية أي الأدلة الشرعية وما تؤدي اليه. وقد ورد لفظ المنهاج في القران والسنة. والعرض يعني أساسا عرض الحديث على القران. ويتوسع الى عرض جميع المعارف الشرعية النقلية والقولية على القران بالكريم. وينتهي بعرض المعارف الشرعية بعضها على بعض. بعرض المعرفة الجديدة على المعرفة السابقة أي عرض ما هو غير ثابت على ما هو ثابت لبيان مدى توافقه وتناسقه معه. ومن يعتمد المنهج العرضي يسمى عارضيا. والعرض ليس امرا مختصا بالشريعة بل ان أساس الادراك الواقعي هو عرض المعارف بعضها على بعض، فلا استقرار الا لما وافق ما سبق وكل ما يخالف ما سبق يبقى غير مستقر حتى تتوالى المعطيات مؤكدة له فيأخذ بالاستقرار شيئا فشيئا. فمنهج العرض أداة للإنسان لمعرفة الصدق والحقيقة. وورد في القران نظيره بألفاظ الرد وفي السنة ورد صريحا لفظ العرض. والعلمية هنا تقابل الظن، فيشمل العلمي القطع والتصديق. فالمعرفة اما ظن او علم والعلم اما قطع او غير قطع، والأخير يحصل بالاطمئنان المميز ويتحقق بان تكون للمعرفة شواهد مما هو ثابت ومعلوم. فالعرض على القران يعني قصد التناسق والتوافق والاتساق، الذي هو من علامات العلم والحقيقة والواقع. فواقعنا ما كان واقعا الا لإنه متسق واي خرق لهذا الا تساق يسمى ظاهرة غير طبيعية. فعرض المعارف على القران يخرجها من الظن الى العلم. والمعارف التي هي ظن كخبر الواحد، يجب عرضها على القران، فان كان له شاهد أصبح علما وصح اعتماده والا كان ظنا لا يصح اعتماده. والمفهوم يتسع لكل معرفة، فما شهد له القران فهو الحقيقة، وما لا يشهد له القران فهو وهم. وبهذا يعلم دخول موافقة القران في تعريف الحقيقة واليقين، فلا علم ولا حق ولا صدق ولا ايمان ولا يقين الا بموافقة القران. لا بد من التأكيد انه لا تعارض بين العلم (الوضعي) والدين، بل العلم جزء من الدين وكل ما يقره العلم يقره الدين وكل مخالفة بين العلم والنص الشرعي فأما ان يحكم بظاهرية النص الشرعي او يأول. ولا يقال ان العلم الوضعي مرحلي تغيري، فان النص الشرعي ظاهري واسع يسع هذا التغير. والمعرفة تحمل على العلم فان بان التغير تحمل على التغير الجديد بلا اشكال، وهذا من خصائص الحقيقة الطبيعية في الادراك البشري العادي وهو كاشف عن عدم تمام قصد المثالية وان القصور مترسخ في المعرفة البشرية ودال على الكمال لله تعالى وحده. والتصديقي هنا أي ان المعارف يصدق بعضها بعضا، فتتناسق وتتسق إضافة الى عدم الاختلاف، بان يكون للمعرفة الجديدة أصل وشاهد ومصدق في المعارف المعلومة الثابتة من القران والسنة يصدقها ويشهد لها. وستعرف ان الأصل اما مصدق او شاهد للفرع الذي يصدقه. والتصديق او (المصدقية) هي محور منهج العرض وعليه مداره، ولذلك سيكون تفصيل فيها. والتصديق ورد نصا في القران وورد لفظ (مصدق) وورد مثله في السنة. والفقه الفهم وهو في المعارف بشكل عام العلم، والعلاقة بين العلم والمعرفة على ما استخلصته ان العلم طريق للمعرفة وصفة لها، بينما المعرفة هي الادراك وهي النهاية. ولذلك فالفقه هو العلم بالشريعة واصله من هذه الجهة التفقه، فان الفقه بحسب السنة هو العمل بالعلم وليس العلم وحده، وليس هنا موضع بيانه. والشريعة هنا المعرفة الدينية الإسلامية، ولا ريب في وجود تداخل لغوي عرفي وفي الوعي بين الدين والشريعة الا ان كل منهما وجه لمعرفة واحدة فحينما ينظر اليها من جهة المعتقِد فهي دين وحينما ينظر اليها كمعرفة فهي شريعة. فالدين في أصله ما يدين به الانسان والشريعة في أصلها الطريقة، وكلاهما صفة لمعرفة واحدة الا انهما يختلفان من جهة الملاحظة والنظرة لتلك المعرفة. ولأننا نتعامل أساسا هنا باعتبار المعارف الدينية شريعة وطريقة وكيف نتوصل اليها كان لفظ الشريعة انسب. فالمقصود هنا كل ما يتعلق بدين الانسان، بل ان البحث هنا يقدم فلسفة إسلامية شرعية بخصوص نظرية المعرفة ولو من خلال بيان المثال والمصداق. لان المعرفة الشرعية هي جزء من المعرفة البشرية وليست شيئا مباينا في قبالها. فالخلاصة المدرسة العرضية تعنى بعرض المعارف الشرعية بعضها على بعض بعرض الجديد على ما هو ثابت ومعلوم منها، فلا يقبل الا ما كان له شاهد ومصدق مما هو ثابت ومعلوم من القران والسنة. وبعبارة أكثر تحديدا هو عرض المعارف النقلية والقولية على المعارف الثابتة المعلومة من محكم القران الكريم وقطعي السنة. ان الغرض من منهج العرض في فقه الشريعة هو الوصول الى معارف شرعية صادقة حقة متسقة متناسقة في الشريعة. ومع ان المدرسة الأصولية نقدية الا انها تقبل الظن وخبر الواحد ومع ان المدرسة الإخبارية علمية الا انها تسليمية لا نقدية، وظاهرية، فلدينا المدرسة الظنية وهي السندية (الأصولية) والتسليمية (الإخبارية) الظاهرية، والمدرسة العلمية (العرضية) التصديقية. وستعرف ان المدرسة العلمية العرضية هي الاقدر على تحصيل معارف شرعية متناسقة متوافقة متسقة غير مختلفة ولا متباعدة وهذه كلها علامات الحقيقة والصدق وفق البيانات الشرعية الإسلامية وأيضا وفق تعاريف الفلسفة الحديثة. فصل في الأصول الشرعية وفروعها. الأصل في اللغة الأساس، يقال: أصل الشيء: أساسه ومرتكزه. قال تعالى (أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ [إبراهيم/24] أي أساسها ومرتكزها. وهو كذلك في قوله تعالى: مَا قَطَعْتُمْ مِنْ لِينَةٍ أَوْ تَرَكْتُمُوهَا قَائِمَةً عَلَى أُصُولِهَا فَبِإِذْنِ اللَّهِ [الحشر/5]. والاصل في الأمور الاعتبارية بهذا المعنى ايضا، فاصل المسألة أساسها ومرتكزها. وبخصوص المعارف فان أصولها تعني المعارف الأكثر رسوخا وثبوتا والتي يكون لها جانبان في الملاحظة والوعي؛ الأول انها المرتكز والمعتمد لغيرها بتصديقها وشهادتها لها والثانية انها الأساس الذي تكون منه. فتكون تلك المعارف الراسخة اصولا وما يرتكز عليها ويتأسس عليها هي الفروع. للمعارف الشرعية اصلان هما القران والسنة، ومنهما تتفرع باقي المعارف، وهذا التفرع حقيقي وليس اعتباريا فقط، فانه حقيقي في نفس الامر وفي طريقة تولد وتكثر المعارف الشرعية في نفسها مستقلة عن المتلقي والمطلع والعارف بها. وستعرف ان الأصول الشرعية من قران وسنة لها جانبان من البحث، الأول بما هي مصدقات والثاني بما هي أسس. والجانب التصديقي يعني ان يكون في الأصل ما يدعم ويساند ويصدق الفرع، وهذا يكون بطريقتين: الأولى بالتفرع الدلالي والثانية بالتفرع المعرفي. واما الجانب التأسيسي فان المعارف الشرعية تبنى على الأصول وعلى أصل الأصول الذي هو القران، ومنه تتفرع السنة التي هي أصل أيضا من حيث استقلال الحجية، فالسنة أصل من وجه بما هي حجة مستقلة وفرع من وجه بان ثبوتها مرتكز على القران. ومنهما تتفرع الفروع الاستنباطية. وحقيقة المعارف الاستنباطية انها خصائص طبيعية للمعارف النصية الاصلية، حيث ان كل نص له ابعاد فكرية ومعرفية وظلال في الوعي وبممارسة العقل كمدرك وكمحلل، تكون مسؤولة عن إعطاء التصور الكامل للمعرفة المتصلة بالأصل. فالمعارف الاستنباطية في الحقيقة تنتمي الى المعارف النصية انتماء جزئيا حقيقيا وما يقوم به المستنبط ليس تكوينها ولا جعلها بل اكتشافها وتبيينها وابرازها. المعارف الفرعية تتفاوت في درجة القرب والبعد من المعارف الاصلية دلاليا ومعرفيا، وكلما كانت أقرب من حيث المضامين والإخبارات والاتجاهات كانت أوضح بالانتماء وكلما كانت ابعد كان انتماؤها اقل وضوحا. وان درجات القرب والبعد بين الفرع والاصل وبين الأصول وبين الفروع بل بين جميع المعارف يدرك من خلال الموقف الفكري والتشابه والاختلاف في الوصف للموضوعات التي تتعلق بها المعارف، من حيث السلب والايجاب باتجاه مؤشر معين او من خلال الخصائص التي تتمظهر بها، فاهم جانبين يدرك بهما القرب والبعد هما الشكل والمضمون والتعامل معهما واضح جدا وراسخ في وجدان الانسان وفطرته. والتصديق (المصدقية) في الوعي والجدان قد يكون بوجود مصدق مطابق او مصدق موافق دلاليا، او وجود شاهد معرفي مطابق او موافق معرفيا. وعدم الموافقة قد تكون بالتعارض؛ سواء التعارض المستقر التام او التعارض الذي لا يقبل الجمع عرفا، او بعدم الاتساق وعدم التناسق دلاليا او معرفيا. والاطلاق والعموم الظاهري لا يمنع من العمل بالتخصيص والتقييد ان كان للتخصيص والتقييد شاهد ومصدق. ويأتي تفصيل ذلك. والأصول بحسب المدرسة العرضية هي النصوص القرانية والسنية، من آيات وروايات، وهي في الواقع المضامين، فالنص من اية ورواية قد يحتوي أكثر من مضمون، كما ان مضمونا معينا قد يتكون من أكثر من نص. ومن تلك المضامين تتفرع الفروع الاستنباطية، بعملية اشتقاق لفظية ومعرفية عقلائية واضحة. ان العرضية تسعى الى ربط الفروع بالأصول وجعل عالمها واقعيا من حيث المعرفة والقرابة والاتصال والترابط فلا غرابة ولا فراغات ولا قفز ولا عدم تفسير بل كل شيء واضح ومفسر ومبين وفق طريقة العقلاء وفطرتهم في الادراك والاستقرار والثبوت. وهنا يبرز مفهوم الغيب، فالغيب ليس مجرد اخبار عن امر غائب من دون مناسبة معرفية بل ان الغيب متصل بالحاضر اتصالا معرفيا طبيعيا، فالانتقال من الحاضر والشهود الى الغيب هو انتقال تطوري وليس طفرة حدوثية. والايمان ليس امرا تسليميا بل هو امر موضوعي منطقي دوما. ومن هنا يمكن فهم الغيب بانه معارف مستقبلية بالمعنى الفلسفي وانه علوم متطورة من جهة القدرة والامكانية، وبعضها يحتاج الى لطف إلهي لتدرك، وهذا ما يحصل في الانتقال من الدنيا الى الاخر، فالانتقال من الدنيا الى الاخر هو انتقال ادراكي تطوري وليس خلق نوع مختلف من الادراك، كما ان جميع الخصائص في الواقع الغيبي ومنه الاخروي يمكن تفسيرها فيزيائيا الا انها فيزياء عالية أي فيزياء مستقبلية يعجز العقل الان عن ادراكها ويحتاج الى لطف إلهي ليتمكن من ذلك. وعلى كل حال فالواقعية والطبيعية والتناسقية والاتساقية والعلمية والفيزيائية أمور مترسخة في الادراك البشري وليس هناك ما يدل قطعا على نسخها او رفعها ولو في الاخرة بل الدلائل على خلافه. فالغيب له أصول في الحاضر، والباطن يجب ان يكون له مصدق في الظاهر، والايمان يجب ان يكون له شاهد في التجربة، والمستقبل يجب ان يكون له مصدق في الواقع. هكذا تتفرع المعارف بلا قفزة معرفية ولا فراغ، وكل ما ليس له أصل او شاهد او مصدق فهو ظن لا يصح اعتماده. وهذا أيضا يبين وجه العلاقة بين مجموعة المعطيات الإدراكية في الشريعة من ادلة او معارف حقيقية واعتبارية، فالحقيقي يقدم على الاعتباري، ويكون أصله ويكون بمثابة الواقع له ويكون الاعتباري والانتزاعي ظاهريا بالنسبة له، والظاهري يجب دوما ان يحمل على الواقع، فان اختلف معه حكم بانه ظن لا يعمل به، وان ثبت صدوره حكم بانه متشابه فيؤول. وهذا من قواعد الفقه التصديقي العرضي الذي يتميز به عن الفقه اللفظي السائد.

  • تلخيص احوال الاخبار

    تلخيص رسالة احوال الاخبار للراوندي تاليف انور غني الموسوي تلخيص أحوال الأخبار محب الدين أنور غني الموسوي تلخيص أحوال الاخبار محب الدين انور غني الموسوي دار أقواس للنشر العراق - 1441 تقديم بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. اللهم صل على محمد واله الطاهرين. ربنا اغفر لنا ولجميع المسلمين. هذا تلخيص لرسالة الشيخ قطب الدين سعيد بن هبة الله ابي الحسين الراوندي (المتوفي سنة 573 هـ) التي عرفت بعنوان (رسالة في احوال الاخبار). والتي تتعرض لبيان احوال الخبر ولمنهج العرض واخبار له. فعملت على تلخيصها والتعليق عليها. المحتويات تقديم 1 المحتويات.. 2 مقدمة المحقق. 3 (متن الكتاب) مقدمة. 8 (1)-فصل في التواتر. 9 (2) فصل في الاجماع. 11 (3) فصل في السفراء. 13 (4) فَصل في نقل العدل. 16 (5) فصل في علامة الخبر الذي لا يعمل به. 18 (6) فصل ما لا يعمل بظاهره مما يعلم صدقه. 19 (7) فصل ما لا يعمل به مما لا يعلم صدقه. 20 (8) فصل علل اختلاف الاخبار. 22 (9) فصل . علل اشتباه اختلاف الاخبار. 24 (10) فصل في عرض الاخبار على الكتاب.. 26 (11) فصل مناقشة منهج العرض... 33 (12) فصل . عرض الاخبار على المذهبين. 34 (13) فصل . كيفية العرض... 41 مقدمة المحقق قال المحقق السيد محمد رضا الحسيني الجلالي (قد سمّاها جمع باسم: (رسالة في بيان احوال أحاديث اصحابنا) (وبما انّ المجلسي لم يقف على الرسالة نفسها، بنفسه، وإنّما نقل ما نقل عنها، بواسطة (بعض الثقات) والمظنون ان الواسطة هو المحدّث الحرّ، والحر العاملي قد عبّر عن الرسالة بقوله: (سعد بن هبة الله الراوندي في رسالته التي فتصحَفت كلمة (الّفها) إلى (الفُقها) عند المجلسي.) (قد اثبت الناسخ في بداية النسختين ما نصّه: اختصار من (الرسالة) التي صنّفها الإمام الكبير السعيد، قطب الدين، شيخ الإسلام ، ابو الحسين ، سعيد بن هبة الله، الراوندي قدس سره ( في احوال الأخبار ) ويمكن الاطمئنان بكون الأصل المختصر منه هو نفس الكتاب المذكور في ترجمة القطب ، والذي اختلف الأعلام في تسميته بما ذكرناه وذلك من خلال المقارنة بين النصوص المنقولة عنه ، في مختلف الكتب والمصادر ، وبين النصوص المثبتة في هذا الكتاب ، بحذافيرها .) قال المحقق (ومن مجموع هذه العناوين، يُعرف ان موضوع الرسالة إنّما هو (الحجج الشرعيّة) التي يمكن الاستدلال بها، سواء الموجب منها للعلم، او الظن، وما عليه دأب اصحابنا الإمامية من طرق الاستدلال.) ت: اقول هذا لا دليل عليه بل الواضح انها رسالة في احوال الاخبار وان ما نقله الناسخ هو مختصرها. قال المحقق (وهذا يقتضي ان تصنّف هذه الرسالة علميّا في (اُصول الفقه). دون علم الرجال – الى ان قال ولا علم الدراية، كما نقل الطباطبائي، حيث قال وهو يتحدّث عن موضوع الرسالة: ومن اجل ذلك كان القطب الراوندي أوّل من الّف من أصحابنا في علم الدراية) ت: هذه الرسالة في علم الحديث أي علم الدراية، فكلامه غير تام، كما ان قول انه الراوندي اول من ألف في علم الدراية أي فيما وصلنا ككتاب وليس ككلمات واشارت، وأحاديث نقلها الروايات في كتبهم او لتلامذتهم. وان ممن يمكن ذكره في تبين الاخبار واحوالها ما قاله الشيخ الطوسي (ت460) في التبيان (وكيف يكون حجة ما لا يفهم به شيء؟ وروى عنه عليه السلام انه قال: (إذا جاءكم عني حديث، فاعرضوه على كتاب الله، فما وافق كتاب الله فاقبلوه، وما خالفه فاضربوا به عرض الحائط) وروي مثل ذلك عن أئمتنا عليهم السلام، وكيف يمكن العرض على كتاب الله، وهو لا يفهم به شيء؟) وقال في التهذيب ( فهذان الخبران شاذان مخالفان لظاهر كتاب الله تعالى قال الله تعالى: (وأمهات نسائكم) ولم يشترط الدخول بالبنت كما اشترط في الام الدخول لتحريم الربيبة فينبغي أن تكون الآية على إطلاقها ولا يلتفت إلى ما يخالفه ويضاده لما روي عنهم (عليهم السلام) ما أتاك عنا فاعرضوه على كتاب الله فما وافق كتاب الله فخذوا به وما خالفه فاطرحوه،) وقال ابن البطريق (ت 600) فهو معاصر للراوندي في العمدة (وخبر ابن ابي اوفى يتوجه الطعن عليه من وجهين: اولهما ظاهر كتاب الله، والثاني ما وجب بسنة رسول الله (صلى الله عليه واله) قال: إذا ورد لكم خبران مختلفان، فما وافق كتاب الله تعالى وسنتي فخذوا به، وما خالف الكتاب والسنه فاطرحوه.) (وظاهر الكتاب العزيز: الامر بالوصية على سبيل الوجوب، واخبار الرسول من الصحاح التي تقدمت، تدل على وجوب الوصية ايضا ، واجماع كل من قال بالإسلام على ذلك . وخبر ابن ابي اوفى، ليس يعضده كتاب ولا سنة ولا اجماع ، فثبتت الوصية لامير المؤمنين ( ع ) بما قدمناه ) . وقال الشيخ الكليني (ت 339) في الكافي (" فاعلم يا أخي أرشدك الله أنه لا يسع أحدا تمييز شيء مما اختلف الرواية فيه عن العلماء (عليهم السلام) برأيه إلا على ما أطلقه العالم بقوله (عليه السلام): اعرضوها على كتاب الله فما وافق كتاب الله عز وجل فخذوه، وما خالف كتاب الله فردوه). وقفد خرج حديث العرض وهو في كيفية تمييز الحديث المقبول من غيره وهي مسالة علم الحديث والدراية بالخصوص كل من الحميري في قرب الاسناد و البرقي في المحاسن اضافة الى من تقدم والاصل في ما يخرجه المحدث من حديث انه اصل عنده، وهو ظاهر من طريقة تعاملهم مع الروايات والتطبيق يشتمل على التأصيل وان لم يبين ويؤلف له كتاب مستقل. قال (نظرا إلى ما احتواه من الأحاديث، مع انّه يبحث عن حجّية الأخبار، فيمكن إقحامه في عنوان (علوم الحديث) من هذه الناحية.) ت: اقول بل هو منه بشكل واضح تأليف وغاية. قال ( قال منتجب الدين : فقيه ، عين ، صالح ، ثقة ) (مؤلفاته في علوم الحديث : عُرِفَ الإمام قطب الدين الراوندي بكثرة التاليف وجودته ، وإتقائه ، مع التضلّع في علوم عديدة ، وقد بلغت مؤلّفاته (58) كتابا ،– الى ان قال- ضياء الشهاب ، شرح على شهاب الأخبار للقاضي القضاعي ) ت: اقول وبهذا يتبين عبور الفقهاء المحققون المذهبية والطائفية بشرح الراوندي لكتاب القضاعي. وذكر بعضهم انه ( شرح الشهاب ايضا فضل الله بن علي الراوندي ، المتوفى سنة 519 و افضل الدين ، الحسن بن علي بن احمد المهابادي و برهان الدين ، ابو الحارث ، محمد بن ابي الخير، علي بن ابي سليمان ظفر الحمداني و جمال الدين ، ابو الفتوح ، الحسين بن علي بن محمد الخزاعي الرازي ، المتوفى سنة 550 هـ) (متن الكتاب) مقدمة (بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين. اختصار من الرسالة التي صنّفها الإمام الكبير السعيد، قُطْب الدين شيخ الإسلام، أبو الحسين، سعيد بن هبة الله الراوندي قدس سره، في أحوال الأخبار.) ت: اقول فهذا هو اسم الرسالة ( احوال الاخبار). (1)-فصل في التواتر (اعلم: انّ التواتر ـ في اللغة ـ يقع على الثلاثة فما فوقها. والمراد به: الجماعة التي يستحيل عليها التواطُؤ على الأمر، لبعد ديارها، واختلاف أهوائها وآرائها، فمتى حصلتْ على ذلك وقع العلمُ بصحّة خبرها عند مشاهدتها.) ت: التواتر في اللغة هو التوالي والتتابع وهو يحتاج الى جمع يزيد على الثلاثة بكثير عرفا، واما يوجب القطع فيحتاج اضافة الى كثرة من رواه امور كثيرة تجعل الخبر كالعيان منها التواتر الكبير، وفي الاصطلاح ما يوجب القطع وهو هذا. واما تخاطبا فالتواتر لا علاقة له بالعلم وانما هو صفة للخبر الا انه قرينة لو اجتمعت من غيرها افادة الاطمئنان حتى يحصل القطع كما في النص القرآني الكريم. (ثُمَ هذا الخبرُ قد جاءَ بعينه في كثيرٍ من الشرع عنهم عليهم السلام، وعُدِمَ من بعضه: فما جاء فيه كالصلاة وحدودها، والزكاة وحكمها، والصوم وأحكامه، والحجّ وشرائطه، والنكاح ووجوهه والطلاق وصفاته وتحريم كلّ مسكر.) ت: ويقصد هنا التواتر المضموني ويسمى المعنوي، فان كثيرا من السنة متواترة معنى، أي مجموعة متوالية متتابعة من روايات متداخلة في مضامينها تؤدي الى دلالات ومضامين قطعية. والسنة القطعية لفظا حق، مع انها لا تنحصر بالتواتر بل مدارها الاتفاق والتسليم والثبوت والقرائن والشواهد وعوامل كثيرة تقلل الفردية والنسبية. فليس القطعي يعني بالضرورة المتواتر كما انه ليس كل متواتر قطعي. (وما عدم منه فكمسائل في الديات، ومسائل في الحدود، وابواب من العِدَد، ومسائل في حوادث محصورةٍ، وادعية جاءت في الصلوات والزيارات ونحوها. وهذا الجنسُ ـ وإنْ كان عُدِمَ منه التواترُ ـ فلم يُعْدَمْ منه دلالته القائمة مقامَ التواتُر، على ما نذكره.) ت: وهذا التقسيم غير مفيد بالمرة لأنه اولا القطع امر نسبي فردي وهو اعم من الثبوت والحجية و التواتر، و ثانيا انه التواتر بنفسه ليس سببا مستقلا للقطع بل يحتاج الى قرائن اخرى اضافة الى بلوغه حدا كبيرا كما هو واضح وثالثا ان قصد القطع و الضرورة يربك مفهوم الحجة والعلم في الشرع و الصحيح ان الحجة هو العلم وهو العلم العرفي الاطمئناني الذي تبنى عليه الحياة اليومية من دون تحليل او تفصيل بل هو هذا ما نتعامل به مع الاشياء والاخبار وهو واضح وجدانا وعرفا ولا يحتاج الى تفصيل واختلافه في الدرجات لا يعني اختلافه في القيمة، نعم تحقق العلم يمنع من تحقق ما يخالفه لان العلم لا يتناقض ولا يختلف، فالمقارنة ليس بين العلميات بل بين العلمي والظني. وان ما يجعلنا نتحدث في كل ذلك هو اقحام الظن في العلم وما كان ينبغي ان يحصل. (2) فصل في الاجماع ( إجماع الإمامية : والذي يليه في الحُجّة لكونهم على الصفة التي يقول الله: (ولتكن منكم امّة يدعون الى الخير ويأمرون بالمعروف ويَنهونَ عن المنكرِ واوْلئك هم المفلحون * ولا تكونوا كالذين تفرّقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البيّناتُ واولئك لهم عذاب عظيم). ت: اما الاجماع فلا حجية فيه سواء كان لفرقة او للجميع، انما الحجة للقران والسنة وكل ما يستدل به للاجماع لا يفيد العلم. واما الامامية فلا ينبغي تحويل الاعتقادات الى طوائف وانما الصحيح ان يقال هناك مسلم يعتقد بالامامة الخاصة لاهل البيت عليهم السلام وهناك مسلم لا يعتقد بامامة اهل البيت الخاصة، وكلاهما مسلمان وليس لهم اسم غير الاسلام والمسلم والمؤمن، واما النزول من الاعتقاد الى الاسم والفرقة فلا ينبغي ولا وجه للتحزب له بل الدليل خلافه. (ويدلّ على ذلك ـ ايضا ـ قولُ النبي صلى الله عليه وآله وسلم (ما كان الله ليجمع اُمّتي على ضلالة.) ت: هذا الحديث ليس له شاهد فيبقى ظنا، والقول انه يدخل في الاجماع قول امام الامة لا وجه له اذ ان واجب التصحيح الثابت ليس بالضرورة ان يظهر بالخلاف القولي بل عليه ان يصحح وهو غير منحصر باظهار الخلاف ، كما ان الامر نسبي في بلوغ امره الى الناس فلربما لا يعلم وربما يعلم اجمالا ويقلل من شانه باعذار كثيرة، بل لا حجية حتى في الضرورة والتسالم وهما اقوى من الاجماع لامكان تسبب عوامل كثيرة لهما غير الصدق. هذا من جهة العقل اما من جهة النص فلا دليل على حجية الجماعة بل ولا الضرورة ولا التسالم ولا كون أي منها علامة للحق. فالحق يعرف بنفسه لا بغيره، نعم تصديق المعرفة والشواهد المعرفية من علامات الصدق، وامر له شاهد من قران او سنة قائل به قليل اصدق من امر مجمع عليه ليس له شاهد من قران او سنة. (وهم الأمّة المقصودة بذلك، دُونَ من سواهم، بدلالة وجود المعصوم فيهم.) ت: هذا باطل لما تقدم اضافة ان الامام هو امام الامة وليس امام فرقة منهم ولا سبب لانحصار قوله في بعضها دون بعض، واحتمال وجوده في اقوال غيره وانعدامه في اقوالهم وارد. (ويدلّ عليه قولُ الصادق عليه السلام: (خُذوا بالمجمع عليه من حُكمنا، فإنّ المجمع عليه لا ريب فيه) ت: الحديث له شاهد ومصدق والمجمع عليه أي السنة الجامعة المتفق عليها بين المسلمين ولها شواهد ومصدقات وهذا هو العلم القوي وليس العلم متات من الاجماع بل من حيث انه سنة قد اجمع عليها ولها شواهد ومصدقات دعت الى قبولها. وبعد كون الاجماع على السنة هو اجماع المسلمين فلا وجه لتخصيصه بجماعة منهم. (3) فصل في السفراء ( الذي يلي هذا الثاني في الحجّة: نقلُ متوسّط عن إمام ، في ما يلزم فرضُه في حال البلاغ ، ببلاغه ، لوجوب عصمته في الأداء، وإن عُدِمتْ ممّا عدا ذلك . بدلالة حكمة القديم تعالى في تكليفه ، واستحالة إلزامه إصابة الحقّ بوساطة مَنْ يُبدّل ما حُمّلَ . وهذه الصفة كانتْ في جماعةٍ من رُسُل النبيّ ووسائطه بينه وبين من نابَ عنه في شرعه . وكذلك جماعة من رُسُل الأئمّة والأبواب الرسميّة الإماميّة ، خاصّة . وإذا ثبتَ بصفة من ذكرنا خبر مروي ، كفي في حُجيّة روايته ، ووجب العلم بدلالته ، والعمل به . ) ت: هذا قول غريب جدا ومخالف للثابت من ان التسليم المطلق منحصر بالولي من نبي او وصي صلوات الله عليهما. مع ان التكليف عرفا يصل المكلف اما مباشرة من الكلف او عن طريق واسطة، بل ان المباشر من البشر هو بواسطة الة الحس من سمع او بصر ، فالتبليغ والتكليف كله ينتهي الى توسط بين الاخر و الاخر. وليس واضحا عرفا وجوب عصمة الواسطة من الخطأ لاجل وصول التكليف والعلم به، والواقع مبني على العلم ولا عصمة في شيء من وسائط ادراكه بل حتى الذاتي للانسان يمكن ان يخطئ الا انه ينكشف خطأه. ان العامل الاهم لاذعان العقل هو التصديق أي ان يكون للخبر له شاهد ومصدق من معارف ثابتة، ومن المعلوم ان اساس الايمان بالابلاغ عن الخالق الحكيم هو التصديق بالمخبر قبل فرض كونه معصوما اذ من الواضح ان فرض كون المخبر عن الله معصوما هو فرع تصديقه وهذا التصديق ناتج عن عوامل لا تدخل العصمة فيها والامر واضح عرفا وهناك من يجزم بالرسول والرسالة وان كان لا يشترط عصمة الرسول. كما ان حكمة التكليف تقتضي تحقيق صورة للمعرفة غير مختلفة و غير متناقضة لان العقل لا يقبل الاختلاف والعلم لا يقبل الاختلاف، واذا امكن تبين المعرفة مع وجود الاختلاف فلا ضرورة في عصمة المخبر لان الغرض متحقق وهو العلم بعدم الاختلاف كما انه اذا كانت العصمة شرطا لتبليغ الرسالة من دون خطأ الى المكلف ينبغي ايضا عصمة المكلف والمبلغ اذ يمكن مع عصمة الناقل ان يحصل الخطا من جهة المتلقي فينتفي الغرض، كما ان وجود واسطة بين المخبر الاصلي وبين المكلف ايضا يجب ان تكون كذلك على هذا الفرض وهو منتف . و ما هو وجداني وعرفي ان الغرض التبليغي هو عدم الاختلاف و الصدق و الحق وهو بدلائل الحق والصدق من توافق وتناسق وعدم اختلاف وشواهد ومصدقات. هذا كلها من جهة المخبر عن الله ، اما المخبر عن النبي او عن الوصي فليس واضحا ثبوت عرفا هكذا عصمة تفكيكية وهذا شيء غير مفهوم وانما هناك اولياء بلوغ من المعرفة والعلم ما يحرز معهم الثقة والصدق من قبل الولي فياتي بهم النص بالتسليم لهم مطلقا ليس لعصمة بل لاحراز صدقهم وللعلم بعدم اخلال نقلهم بالغرض، هذا وان التسليم المطلق لغبر الولي من نبي او وصي لا شاهد له. وان سبب هذه الالتزامات هو اقحام التجريد العقلي والمنطقية العقلية التجريدية في الموضوعات الانسانية والامور الوجدانية العقلائية، حيث ان عرف العقلاء ووجدانهم و بناءاتهم الحياتية و تجاربهم الانسانية واسعة جدا و تحقق الاغراض العقلية بمعزل عن المنطق التجريدي، ولو ان البعض الفت الى هذه الحقيقة لادرك الخطأ الذي وقع فيه البعض من اقحام التجريد العقلي في الواقع العقلائي، و الذي يؤدي باغفال الخصوصية الواقعية الى شكل من القياس كما هو واضح لانه من اجراء كلي على اثنين مختلفين بالخصوصية. (4) فَصل في نقل العدل ( في نقل العدل : والذي يلي هذا الثالث في الحجّة : نقل العدل عن مثله ما يتضمّن لزوم فعله ، دون المُباح والندب ، مع خُلُوّه ـ فيما نقل ـ من معارضٍ في الظاهر . بدلالة وجوب إظهار فساد ما كان في ذلك من الفاسد على المعصوم المنصوب لبيان مالا سبيلَ إلى بيانه إلاّ من جهته .) ت: العدل هنا هو بالمعنى الاخص أي الامامي ولا شاهد للتخصيص به بل الاصل اصالة صدق المسلم، ومن الواضح ان هذا الصنف هو اخر اشكال الحجة النقلية وهذا امر لا شاهد له من نقل او عقل او وجدان. فالخبر عند العقلاء يورث الظن سواء كان من عدل او غيره بل سواء كان من مسلم ام كافر فضلا عن العدل، فالاصل هو الظن في صدور الخبر و ليس الشك في الصدور، فان كانت هناك قرينة او شاهد على الصدق صدق وان كانت هناك قرينة على الكذب او الشك كذب او شك فيه والا بقي ظنا والظن لا يعمل به العقلاء، وهذا ما عليه صريح النقل ودلالة العقل. ولا يصح ولا يجوز العمل بالعلم ولا مجال للعمل بالظن، ولا ينحصر العلم بالخبر بنقل العدل كما هو واضح. واما قوله بعدم اشتراط العدالة في المباح والندب، فهو تام على ما قلنا الا ان ما هو غير تام اشتراط العدالة في الواجب، ولا فرق بينهما وجدانا وعرفا. وما عدم المخالف ففيه انه ليس مطلق المخالف مانع فمنه الظني ومنه غير الظني المتشابه واما وجوب اظهار الولي له فان الواجب هو تصحيح الامام للمعرفة وهذا لا ينحصر باظهار المخالف كما هو ظاهر. (5) فصل في علامة الخبر الذي لا يعمل به (علامة الفاسد من الأخبار ) ت: قال المحقق: كذا في النسخة فالمختصِر لم ينقل محتوى هذا الفصل ، بل اكتفى بذكر عُنوانه ، وسيكرر هذا في فصول قادمة .) اقول والمقصود بفساد الخبر عدم حجيته أي انه لا يحقق العلم فهو اما ان يبقى ظنا او يعلم كذبه. والاصل في الخبر الظن أي الظن بصدور، فان وجد شاهد ومصدق صدق وصار علما، و الا بقي ظنا لا حجية فيه لانه ليس من العقلائية العمل بالظن، وان وجدت شواهد تدل على كذب يكذب، كما انه قد تكون هناك شواهد تورث الشك في صدوره من دون تكذيب، ولا يصح تكذيب الخبر الا بالعلم. فالخبر بين ثلاث علم بصدق او علم بكذب وعدم علم بالصدق او الكذب فهذا هو الظن. والاول أي العلم حجة و الاخران ليس بحجة وفي وصفه بالفاسد او الباطل من دون العلم الكذب لا وجه له. (6) فصل ما لا يعمل بظاهره مما يعلم صدقه (في علامة ما يسقط العمل به ، ممّا يقطع على صدق ناقليه ) ت: هنا فقط العنوان من دون بيان. والخبر الذي يقطع على صدقه الا انه لا يعلم به يقصد لا يعمل بظاهره، وهذا هو المتشابه الذي هو نص يعلم ثبوته الا انه يعلم ان ظاهره ليس هو المراد. فالمتشابه فيه علمان الاول ان يعلم صدقه وثانيا ان يعلم ان ظاهره ليس مرادا. اما العلم بالخبر او بصدقه فهو من خلال طريقة العقلاء بالنقل العرفي مع الشواهد أي نقل له شاهد ومصدق من المعارف الثابتة. واما العلم بان ظاهره ليس مرادا، فان الظاهر الاصل فيه الظن الا انه اذا كان له شاهد صار صدقا وعلما اعني الظاهر وليس كما يقال ان الظاهر ظن، فان هذا من الغرائب، فالعقلاء لا يعلمون بالظن كما ان الشرع لا يقبل الا العلم ، والظن لا يدخل في العلم، فالظاهر ان كان له شاهد صار علما وصدقا. وان لم يكن له شاهد فهو ظن نقلي لا يعمل به الا ان يحصل قطع نقلي بالتواتر مع عوامل وعناصر اخرى تثبت العلم بالنقل، وهنا يعمل بالظاهر القطعي النقل لانه علم ، سواء كان ظاهر قران او سنة قطعية وان لم يكن له شاهد ، وهنا يتبين موضوع العرض فانه للظني من النقل وليس القطعي. واما ان كان الظاهر مخالف للعلم و الثابت من معرفه فان يعلم انه ليس مرادا، فيكون متشابه، ويحمل على ما يوافق المحكم. (7) فصل ما لا يعمل به مما لا يعلم صدقه (علامة ما يسقط العمل به مع الشك : في علامة ما يسقط العمل به مع الشكّ في صدق ناقليه وطريق ذلك واحد ، وهو ما جاء عن الاَحاد ، متعرّيا من دلائل الصواب التي قدّمنا ذكرها ، ومتعرّيا (على) سواء كان الناقلُ له (حجّةً) من دلائل الفساد التي يجب القطع على عدم كونها ظاهر العدالة ، او على ظاهر الفسق : بدلالة قول الصادق عليه السلام : ( ولا تُكذّبوا بحديثٍ اتى به مرْجى ، ولا قدَري ، ولا خارجي ، فنسبَهُ إلينا ، فإنّكم لا تدرون . لعله شي من الحقّ ، فتُكذّبوا الله) . ت: اخرج الصدوق والبرقي عن أبي بصير، عن أحدهما عليهما السلام قال: لا تكذبوا بحديث آتاكم مرجئي ولا قدري ولا خارجي نسبه إلينا فإنكم لا تدرون لعله شيء من الحق فتكذب واالله عز وجل فوق عرشه . واخر الصفار عن أبي بصير، عن أبي جعفر أو عن أبي عبد الله عليهما السلام قال: لا تكذبوا بحديث آتاكم أحد: فإنكم لا تدرون لعله من الحق فتكذبوا الله فوق عرشه.) وهذا الحديث لا شاهد له بل هناك شواهد على خلافه ثابتة علما تفيد انه اذا علم كذب الخبر كذب، فالحديث يحمل على الظن بالكذب وليس العلم بالكذب. والحديث ظني لا يفيد علما ولا عملا. كما ان استشهاده بالخبر يميز بقوة بين العمل بالخبر وتكذيبه، فهناك اشترط العدالة بالمعنى الاخص و هنا ذكر عدم التكذيب مطلقا. واما قوله ( الشك في صدقه) فالذي يبدو انه مشروح بما بعده أي ليس له دلالئل صدق قد بينها ولان الكتاب مختصر وفصول محذوفة فلربما ذكر امورا غير ما ذكر، ومع ان بعض ما ذكر لا يستقل بنفسه ليثبت صدق الخبر الا ان هناك غيرها تثبت صدق الخبر وان عدمت تلك الدلائل واهمها وجود شاهد ومصدق، و لربما هو يقصد عدم الشاهد والمصدق ). (8) فصل علل اختلاف الاخبار (في علل الاختلاف في الاخبار) ت: الفصل محذوف وفي ضوء ما يليه فانه يتعرض للاختلاف مفهوما ثم علله، والاختلاف حقيقة هو تعارض لا يجد العرف التخاطبي توفيقا بين المتعارضين، وهو ما نسميه التعارض المستقر وهو بخلاف التعارض الابتدائي الذي هو ليس بتعارض وينحل بالتوفيق كحمل العان على الخاص. وان علل اختلاف الاخبار كثيرة تتعدد بتعدد عللها عرفا، وكلما ما يمكن ان يكون سببا في اختلاف الاخبار العرفية يمكن ان يكون في الاخبار الشرعية. ولحقيقة ان مصدر الشرع واحد فالعرف لا يقبل الاختلاف، ومن هنا لا يقبل القوب باختلاف الاخبار عن الشرع أي من الولي نبيا كان او وصيا وعند بلوغ الاختلاف اما ان يحكم بان احدهما او كلاهما ليس علما والباقي ظن او ان احدهما او كلاهما متشابه ان علم ثبوتهما. و باختصار ما يخالف الثابت من معارف أي ما يخالف محكم القران ومتفق السنة اما ان يعلم ثبوته بالنقل مستقلا لتواتر مقرونا بعناصر تصديق اخرى حينها حينها يعلم ان ظاهره غير مراد وانه متشابه فيحمل على ما يوافق المحكم، و اما انه لا يعلم بالنقل المستقل حينها يكون ظنا ومخالفته للثابت المحكم تورث الشك فيه وان وجدت علامات تثبت العلم بذكبه كذب، و ليس من هذه الاقسام المعلوم المنسوخ لانه وان خالف المحكم الا ان التوفيق حاصل ولا مخالفة مع التوفيق وهكذا التخصيص والتقييد المعلوم فانها توافقية و ليس باختلاف حقيقي . فالحديث المختلف هو المخالف للثابت وبهذا يعلم اختلافه، فهو اما يعلم صدوره من الولي فيكون متشابها واما لا يعلم فيكون ظنا ومن الظني ما يظن انه منسوخ او مقيد او مخصص فان الظن لا يدخل في العلم. واسباب وجود المخالف الظني كثيرة منها الكذب والوهم وغيرهما ولا يصح وصف خبر باي وصف وجودي الا بعلم ويكفي في عدم العمل القول انه ظن والظن حكم وجودي ثبت علما باسبابه وغيره من اسباب وعلل لا بد ان تعلم ولا يكفي فيها الظن ولا نقل النقلة التي ليس لها شاهد، كم ان الطعن بالمسلمين لا يجوز وان كاتن علما ولا يجوز نقله تحت أي عذر، و عدم العمل بالخبر غير محتاج الى ذلك فان المميز هو مخالفة الثابت من معارف وموافقتها . (9) فصل . علل اشتباه اختلاف الاخبار ( في علل الشبه في الاخبار : في علل الشُبَهِ في اختلاف ما ليس بمختلفٍ من الأخبار : اوّل ذلك : عموم ظاهر القول مع خصوصه في نفسه ، وورود خصوصه ، فتلبّس ذلك على السامع ، قبل السَبْر ، فيقضي بالعموم . والثاني : خصوص ظاهر القول ، مع عمومه في نفسه ، وورود عمومه فيقضي السامعُ ـ قبل التامل ـ بعمومه ) ت: ما في الكتاب ( التامل بوجوبه) وهو تصحيف بين .و السياق و الشواهد تفيد ما ذكرته (التامل بعمومه). ( والرابع التضمن الذي للكراهة دونَ الحَظْر ، وورد بيان ذلك ، فيقضي السامعُ ـ قبل البحث ـ بحظرِهِ .) ت: يلاحظ عدم ذكر (الثالث) . والظاهر هو ما ظاهره الكراهة وارادة الحظر. واما كلمة ( التضمن ) هنا فالظاهر ارادة تضمنه الكراهة رغم ان ظاهره الحظر. وقوله (اختلاف ما ليس بمختلفٍ) تام جدا ، فان الاختلاف عرفا في النصوص هو عدم توافقها دلاليا وان من التوافق الدلالي التخصيص بالمخصص و التقييد بالمقد، ومن هنا يعلم ان الشبهة هي بسبب المتلقي و ليس النص. واما كلمة (وروود) فظاهرها الرادة النص الظاهر، وفي الحقيقة هذا الكلام من التعامل مع الخطاب بلغوية، الا ان الخطاب هو ليس لغويا بل تخاطبيا، ولذلك فالتوجيه الدلالي ليبس فقط بالنصوص بل بالمعارف، فكما ان النصوص توجه الدلالات فان المعارف ايضا توجهها، بل ان القرينة المعرفية اهم واقوى واكثر الشبه تكون بسبب عدم تمييز القرينة المعرفة بسبب عدم الرسوخ في العلم. كما ان خطابية الخطاب تلفت النظر الى المعنى التفهيمي الاخطاري والذي يختلف عن المعنى التحليلي المفهومي، فاحيانا وبسبب لغوية التعامل يحمل النص في موضع الخطاب على المعنى المفهومي وهو ليس مرادا بل المعنى في مجال الخطاب تفهيمي اشاري تخاطبي وليس مفهومي، فهناك فرق بين ما يفهم من النص و ما يعرف منه، وهذا التمييز مهم جدا ويحل اشكالات كثيرة وهو العامل الاهم لازالة نقاط الاختلاف. وهو حق رغم انه لا قائل به سابقا. (10) فصل في عرض الاخبار على الكتاب (في عرض الأخبار على الكتاب : ) ت: هذا من اهم فصول الكتاب و هو يثبت عمل المتقدمين بهذا الحديث وان الهجران صار من المتاخرين، كما ان العرض لا يختص بالاخبار بل بالمعارف وهو كل ما ينسب الى السريعة ليس لدلالة الاخبار على ذلك بل لان الوجدان والعرف تثبت ذلك ايضا، والعرض على الكتاب هنا بنحو التمثيل والاجمال فالمراد العرض على الكتاب والسنة وورد في ذلك نصوص و العرض على المعارف المعلومة الثابتة من محكم الكتاب و متفق السنة فليس العرض على الفاظ الايات والروايات بل على المعارف. (اخبرني الشيخان : محمّد ، وعلي ، ابنا عليّ بن عبد الصمد ، عن ابيهما ، عن ابي البركات ، عليّ بن الحُسين ، عن ابي جعفر بن بابويه : نا ابي : نا سعد بن عبدالله ، عن احمد بن محمّد بن عيسى ، عن الحسين بن سعيد ، عن محمد بن ابي عُمير ، عن هِشام بن سالم ، وهِشام بن الحكم ، عن : ابي عبدالله عليه السلام : قال ( خطَبَ رسولُ الله صلى الله عليه وآله وسلم الناس بمنى ، فقال : ايّها الناسُ ، ما جاءكم عنّي يُوافق القراَن فانا قُلتُهُ ، وما جاءكم يُخالف القراَن، فلم اقُلْهُ) ) ت: قوله ( ما جاءكم عنا) يحمل على الحديث، الا ان العلافة المستنبطة من الحديث هي ايضا تنسب الى الحديث فهي منه بهذا الوجه، فالتوسع في معنى الحديث امر في غاية الاهمية وهو حق. فالنص ليس فقط منطوقه بل دلالاته كما انه ليس دلالاته الفردية بل المحصلة المعرفية مع دلالات غيره لتحقيق معارف هي حق وصدق عند العرف بحسب تعامله من النصوص. و اما قوله ( فانا قلته) هذا حكم بالصدور وهو نص، وهو يفيد العلم بحكم النقل مع ان العلم بالصدور بالموافقة هو بحكم الوجدان وعرف العقلاء، فان الاصل عند العقلاء في الخبر الظن، أي ظن الصدور فان وجد شاهد علم الصدور. والموافقة هي بالشواهد للقرائن المعرفية لكثيرة سواء النقلية او الوجدانية العقلائية. والمخالفة هي وجود ما يخالف او عدم الشاهد، وكون عدم الشاهد مخالفة ليس تخصيصا للفهم العرفي والوجدان بل هو منه لانه في حالة المعارف المتوافقة المتشابه مضمونا التي يصدق بعضها بعضا حينما ياتي مضمون ليس بهذه الصفة فانه يخالف المعرفة الثابتة من حيث كونه غير مصدق. فالمضمون الذي ليس له شاهد مخالف لمحكم القران والسنة مخالفة معرفية نفسية ذاتية وبالتالي وظيفية غرضية، فالمضمون ينظر اليه بما فيه من معرفة حكمية دلالية وينظر اليه بما هو اداة وناقل وحاو للمعرفة والاول نظرة لوظيفته وغرضه والثاني نظرة اليه بنفسه وكلاهما يتاثر بالاخر في الاطمئنان لعدم التفكيك، وحينما يكون المضمون بلا مصدق وبلا شاهد فانه يكون مخالفا بذاته ونفسه ومن حيث كونه اداة ودليلا لباقي المعارف. أي انه مخالف دليليا للمعرفة. فالمضمون معرفة ودليل على المعرفة وكونه دليل على المعرفة ايضا معرفة فيثبت لها المخالفة الموافقة. فالمضمون الذي ليس له شاهد من القران و السنة مخالف للقران و السنة من جهة دليلته و ذاته لان المعارف القرانية والسنية الدليلية تتضف بالمصدقية والشواهدية وهو لا يتصف بذلك. (وعن ابن بابويه : نا محمّد بن الحسن : نا الحسين بن الحسن بن ابان ، عن الحُسين بن سعيد ، عن محمّد بن ابي عُمير ، عن الحسن بن عطيّة ، عن محمّد بن مسلم . قال ابو عبد الله عليه السلام : (يا محمّد ، ما جاءك من روايةٍ من بر او فاجرٍ ، يُخالف القراَن فلا تاخذ بها ) .) ت: هذا نص في عدم حجية الخبر المخالف للقران وان كان المخبر بارا أي ثقة عدلا . والقران هو مثال للمعارف الثابتة المستفادة من محكم القران ومتفق السنة، سواء كانت معارف اصلية نصية او فرعية متفرعة منها . كما ان في الفاظ اخرى حجية الخبر الذي له شاهد من القان والسنة وان لك يكن الراوي ثقة. ( وعن ابن بابويه : نا محمّد بن موسى بن المتوكّل : نا عليّ بن الحُسين السَعداَبادي ، عن احمد بن ابي عبد الله البرقيّ ، عن ابيه ، والحسين بن سعيد : عن القاسم بن محمّد الجوهري ، عن كُليب الأسدي : سمعت ابا عبد الله عليه السلام ، يقول : ( ما اتاكم عنّا من حديثٍ لا يصدّقهُ كتاب الله فهو باطل ). ) ت: اهمية هذا الحديث تكمن في انه ذكر لفظة ( يصدقه) أي له شاهد ومصدق منه فليس الموافقة عدم المخالفة بل الموافقة هو وجود شاهد. وعند عدم وجود شاهد فهذه ليست موافقة بل مخالفة كما بينت سابقا. وفي لفظ (باطل) وهو ما يقابل الحق الذي دلت الدلالئل القرانية والسنية ان المصدق هو الحق، فالحديث حق وباطل ، و الصحيح هو الحق ويقابله الباطل و ليس الضعيف و الصحيح هو الحق و ليس صحيح السند الذي لا دلالة في تلك الصحة السندية على انه حق. ( وعن ابن بابويه : نا محمّد بن موسى : نا عبد الله بن جعفر ، عن احمد بن محمّد بن عيسى : عن الحَسن بن محبوب ، عن سَدير ، قال : كان ابو جعفر ، وجعفر يقولان : ( لايُصَدَقُ على عليّ إلاّ ما يوافق الكتابَ ) ) (وعن ابن بابويه : نا محمّد بن الحسن : نا محمّد بن الحسن الصفّار ، عن محمّد بن الحسين بن ابي الخطّاب ، عن جعفر بن بشير ، عن ابي سلمة الجمّال : .). ت: هذا اللفظ وان كان صحيحا الا انه منفرد، وعن سدير في تفسير العياشي (عن سدير قال: قال أبو جعفر وأبو عبد الله عليهما السلام: لا تصدق علينا إلا بما يوافق كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه واله.). والذي يبدو لي ان بعض الاحاديث اديت بالمعنى الا ان الاصل التعدد. (وعن ابن بابويه : نا محمّد بن الحسن : نا محمّد بن الحسن الصفّار ، عن محمّد بن الحسين بن ابي الخطّاب ، عن جعفر بن بشير ، عن ابي سلمة الجمّال : .عن ابي عبد الله عليه السلام : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : ( قد كَثُرت الكذّابة علينا فاي حديثٍ ذُكر ، يُخالف كتابَ الله فلا تاخذوه فليس منّا ). ت: لفظة ( علينا) غريبة والمعروف (علي) ولفظ الحديث كالمتواتر، و الظاهر ان التادية بالمعنى. (وعن ابن بابويه : نا ابي : نا عليّ بن إبراهيم بن هاشم ، عن ابيه ، عن ابن ابي عُمير ، عن هِشام بن الحكم : عن ابي عبدالله عليه السلام : ( خطب رسولُ الله صلى الله عليه وآله وسلم بمنى ، فقال : يأيّها النّاسُ ، ما جاءكم عنّي يُوافق القراَن فأنا قلتُه ، وما جاءكم يخالف القُراَنَ فلم أقلهُ) ). ت: عرفت ان الموافقة هي وجود الشاهد والمصدق و القران هو المعارف الثابتة المعلومة من محكم القران ومتفق السنة. (وعن ابن بابويه : نا ابي : نا سعد بن عبد الله ، عن يعقوب بن يزيد ، عن محمد بن ابي عمير ، عن جميل بن درّاج : عن ابي عبد الله، قال : ( الوقوف عند الشُبهة خير من الاقتحام في الهلكة ، إنّ على كلّ حق حقيقةً ، وعلى لكلّ صوابٍ نورا ، فما وافق كتاب الله فخذوه ، وما خالفَ كتاب الله .فدعوه ) ت: اقول عن العياشي عن السكوني، عن جعفر، عن أبيه، عن علي صلوات الله عليهم قال الوقوف عند الشبهة خير من الاقتحام في الهلكة، وتركك حديثا لم تروه خير من روايتك حديثا لم تحصه، إن على كل حق حقيقة، وعلى كل صواب نورا، فما وافق كتاب الله فخذوا به وما خالف كتاب الله فدعوه. وعن الامالي السكوني، عن الصادق جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده عليهم السلام قال: قال علي عليه السلام: إن على كل حق حقيقة، وعلى كل صواب نورا، فما وافق كتاب الله فخذوه وما خالف كتاب الله فدعوه. وهذا المضمون هو المتجذر و الراسخة بخصوص هذا المسالة في المعارف القرانية والسنية وهو حاكم على غيره من اعتبارات وهو الموافق للوجدان و العرف العقلائي والشواهد عليه، وبهذا يتبين مجال اصالة صدق المسلم بانها مطلقة في غير النقل المعرفي، أي في الاخبار عن الخارج الذي لا يتصل بمعرفة دينية لان الظواهر احداث لا دستور لها سوى الواقع ، فهو مرجعها اما الشريعة فان لها معارف ثابتة هي مرجعها ترد اليها ، فينبغي لكي تكون صدقا وحقا ان يكون هناك اتصال. فيمكن القول ان هناك دوما للاشياء واقع منطقي وواقعية الظواهر ومنطقيتها هو هذا الظاهر الذي نعيشه بقوته ، واما المعارف فواقعيتها هو ان تكون متصلة وهذا ما نسميه منطقية المعرقة الذي يحقق واقعيتها، ومن هنا فاصالة صدق المسلم تعطي لخبره تقدما ظنيا الا ان العلم به يحتاج الى اتصال معرفي أي شاهد ومصدق. ( وعن ابن بابويه : نا محمّد بن الحسن : نا الحسين بن الحسن بن ابان ، عن الحسين بن سعيد ، عن النَضْر بن سويد ، عن يحيى بن عمران ، عن ايوب : سمعتُ ابا عبد الله عليه السلام ، يقول : ( كلّ شيٍ مرْدود إلى الكتاب والسنة ، وكلّ حديث لا يُوافق كتاب الله فهو زُخرُف ) ـ ت: زخرف أي باطل أي ليس بحجة وان جاء بصورة الحجة وهو يشير الى رواية المسلم او العين والوجه والمقدم من المسلمين، فلا ينظر الى الراوي مطلقا بل الى المضمون وهذا تقدم فكري معرفي لكن للاسف لم يؤخذ به و ركن الى الاتصال السندي الذي لا يحقق ما يحققه الاتصال المعرفي المتني. (11) فصل مناقشة منهج العرض ( ومن العامّة من يدفع صحّة عرض الأخبار على الكتاب . - قالوا : لا نجد ما يشهد على انّها سَبعَ عشرة ركعة ، في اليوم والليلة ، وكذلك لسنا نجد ما يشهد بصحّة نصف دينار من عشرين دينارا من الذهب ، ولا ما يفسد ذلك ، ولا ما يُصحّح الزكاة في مال اليتيم ولا ما يُفسد ذلك . - فلو كان ما ادّعيتموهُ صحيحا ، وكان الخبر عن الرسول ثابتا ، لسقطتْ هذه الفرائض كلها ، وبطل حكمها ، وسقط منها ما يُشاركها في الصفة ، وسقط اكثر السنّة واعلم انّ القوم إنّما اُتوا ـ في غلطهم هذا ـ من قِبَلِ ذهابهم عن كيفيّة العرض وما يجب منه) ت: وهذا تام وهذا الاعتراض من الاعتراضات التي وجهت لنهج العرض وحديث العرض وهو ناتج عن غلط في فهم كيفية العرض وما يجب عرضه والعرض عليه. فالعرض يكون للاحاديث الظنية وللمعارف الظنية وليس القطعية المستقلة بذاتها في النقل لرسوخها وتواترها وقيام القرائن النقلية عليها فهذه لا تعرض ، واما الكيفية فالعرض ليس على منطوقات لفظية عينية وانما العرض على المعارف المستخلصة المتكون من مجوع الادلة والمحفوظة في الوجدان والصدور. فان غاية العرض هو اثبات الصدور من خلال التوافق والتناسق، فالسنة القطعية هي من المعروض عليه لا المعروض. (12) فصل . عرض الاخبار على المذهبين (في عرض ما اختلف من الأخبار على المذهبين: ـ ) ت: هنا يصرح المصنف باعتماده هذا الاصل، ويورد هنا رواياته، لكن من الواضح ان هذا المضمون وهذا المعرفة ليس لها مصدق من الجهتين، سواء بعرض الخبر على ما عند الخاصة او بعرض الخبر على ما عند العامة، فلا موافقة الخاصة فيه تقوية و تقديم ولا في مخالفة العامة تضعيف او تمريض. هذا وان التسميات الفرعية في المسلم تكون جائزة ولا باس بها الا اذا ادت الى فرقة كدخول التولي و التبري فيها فانه لا يجوز التبري من مسلم و كتخصيص طرق المعرفة من فهم او رواية فان الرفض على اساس المذهب والطائفة للقول او الرواية لا وجه له ومخال لاصول كثيرة، ومنها الاعتداد باجماع دون اجماع و الرجوع الى مشهور دون مشهور، فينبغي ان تبقى التسميات ان كان لها ضرورة ان تبقى شيئا تعريفيا تذكيريا ارشاديا ولا يصل الى مجال البراءة العملية او العلمية، لا يصح هذا مطلقا ولا يقبل أي معرفة من فهم او رواية او قول من هذا النحو فكله خلاف الاصول الثابتة. (بالإسناد المذكور : عن ابن بابويه : نا ابي : نا سعد بن عبد الله، عن ايوب بن نوح ، عن محمّد بن ابي عُمير ، عن عبد الرحمن بن ابي عبد الله . قال الصادق عليه السلام : (إذا ورد عليكم حديثانِ مختلفانِ ، فاعرضوهما على كتاب الله، فما وافق كتاب الله فخذوه ، وما خالف كتاب الله، فذروه ، ) ت: هذا هو المصدق من الحديث وفيه زيادة أي ملاحظة مخالفة العامة غير مصدقة وليس لها شاهد لم نثبتها. وتفكيك الرواية أي تقطيع مضامينها تام لان العرض للمضامين فاذا تعدد المضامين في الرواية وكان احدها صحيحا له شاهد والاخر ليس صحيحا وليس له شاهد ومصدق، اخذ بالصحيح الحق المصدق وترك الاخر. وهذا من اهم اوجه تطبيقات العرض انه للمضامين وليس للروايات. ( وعن ابن بابويه : نا محمد بن الحسن: نا محمّد بن الحسن الصفّار نا محمّد بن عيسى ، عن رجُلٍ ، عن يونس بن عبد الرحمن ، عن الحسن بن السريّ : قال ابو عبد الله: ( إذا ورد عليكم حديثانِ مختلفانِ فخذوا بما خالف القوم ). ) ت: هذا الحديث لا مصدق له ولا شاهد من قران او سنة، فهو غير صحيح لا يفيد علم ولا عملا. وتوسط رجل بين محمد بن عيسى يونس ليس معروفا فان ابن عيسى تلميذ يونس. (وعن ابن بابويه : نا محمّد بن موسى بن المتوكّل: نا عليّ بن الحسين السعد اَبادي : حدّثنا احمد بن ابي عبد الله البرقي ، عن ابن فضّال ، عن الحسن بن الجهم: قلتُ للعبد الصالح: هل يسَعُنا ـ فيما يرد علينا عنكم ـ إلاّ التسليم لكم ?. فقال : (لا والله، لا يسعكم إلاّ التسليم لنا ) . ( ت: هذا حديث صحيح له شاهد ومصدق وهو الطاقة لله ورسوله والوصي وهو من جوهر الدين وورد التسليم نصا في القران وطاعة ولي الامر نص فيه ايضا. وهو يبين ان العرض ليس للعلم فما علم انه عن الله ورسوله وجب العمل به و ما لا يعلم لا يعمل به الا مع شاهد ومصدق. وقد فهم بعض المتقدمين كبعض المتأخرين ان التسليم للعلم والظن فعملوا بالظني من الاخبار سواء وجد الشاهد ام لم يوجد وخصصوا وقيدوا القران بالظن وهذا غير تام فالسنة التي تخصص القران هي القطعية المعلوم وليس الحديث الظني (الاحاد) الذي ليس له شاهد. وعدم تخصيص الظني ( الاحاد) للقران ليس لان التخصيص والتقييد مخالفة وانما لا الظن لا يصلح لتقييد القطعي. ( وعن ابن بابويه : نا ابي: نا سعد بن عبد الله، عن احمد بن محمد بنعيسى ، عن محمّد بن ابي عمير ، عن ابي حمزة ، عن ابي بصير ، عن : ابي عبد الله مّن ذكره . عن ابي عبدالله عليه السلام ، قال : ( ما أنتم ـ والله ـ على شيء مما هم فيه ، ولا هم على شيء مما أنتم فيه ، فخالفوهم فما هم من الحنيفية على شيء .) ت: هذا حديث لا شاهد له ولا مصدق فلا يفيد علما ولا عملا بل هو مخالف لما هو ثابت منطوقا بما لا يقبل الجمع مما يورث الشك بكذبه لكن لا يكذب الا بعلم ولا يكفي الظن. فالحديث ليس صحيحا ويشك انه كذب. حتى ان المجلسي لم يخرجه لنكارة لفظه. مع ان ما يتفق عليه المسلمون اكثر مما يختلفون فيه وان كثيرا من العلم هو مبثوث بين المسلمين، وان الاختلاف بين الشيعة وغيره هي امور لا تبطل دين الاخر ولا معارفه وصدقه. (وعن ابن بابويه : نا ابي : نا سعد بن عبد الله، عن احمد بن محمد ، عن بن حفص ، عن سعيد بن يسار ، عن : ( علي بن الحكم عن عمر ) بِقول ابي عبد الله عليه السلام : ( إن الناس ما علموا من اُمور الدين شيئا (عن) علي فيخالفونه ) ( إذا علموا ).) ت: اقول المتن مضطرب ولم اجده في الجوامع وهناك لفظ يقاربه في البحار ( وكانوا يسألون أمير المؤمنين عليه السلام عن الشئ لا يعلمونه فإذا أفتاهم جعلوا له ضدا من عندهم ليلبسوا على الناس. ) وهذا المضمون بكل الفاظه لا يصح ولا شاهد له ولا مصدق فلا يفيد علما ولا عملا بل هو مخالف لما هو ثابت ويشك انه كذب. فلم يخرج في الجوامع والمعلوم ان المسلمون كافة يتبعدون بقول علي صلوات الله عليه ويعرفون فضله وعلمه. ( وعن ابن بابويه : نا محمد بن الحسن نا محمد بن الحسن الصفار ، عن احمد بن محمّد بن عيسى ، عن ابن ابي عُمير ، عن داود بن الحصين ، عمن ذكره ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) ، قال : والله ما جعل الله لأحد خيرة في اتباع غيرنا ، وأن من وافقنا خالف عدونا ، ومن وافق عدونا في قول ، أو عمل فليس منّا ، ولا نحن منهم . ) ت: هذا حديث لا شاهد له ولا مصدق فلا يفيد علما ولا عملا بل هو مخالف لما هو ثابت منطوقا بما لا يقبل الجمع مما يورث الشك بكذبه لكن لا يكذب الا بعلم ولا يكفي الظن. فالحديث ليس صحيحا ويشك انه كذب. فان الموافقة والاتفاق كثير بين المسلمين، و ليس هناك عداوة بين المسلمين وكل مسلم هو يوالي و يتشيع لاهل البيت، واما الاعتقادات الخلاصة الدقيقة الاختلافية فلا تصنع عداوة ولا براءة ولا تقطع ولاية. (وعن ابن بابويه : نا محمد بن موسى المتوكّل : نا عليّ بن الحسين السعداَبادي : نا احمد بن ابي عبد الله البرقي ، عن ابيه ، عن محمد بن عُبيد الله ، قلتُ لأبي الحسن الرضا عليه السلام : كيف نصنعُ بالخبرين المختلفين ? فقال : (إذا ورد عليكم حديثان مختلفان فانظروا ما يخالف منهما اخبارَ العامّة ، فخذوه ، وانظروا ما يُوافق اخبارهم فَدَعوه ) . ) ت: هذا حديث لا شاهد له ولا مصدق فلا يفيد علما ولا عملا بل هو مخالف لما هو ثابت منطوقا بما لا يقبل الجمع مما يورث الشك بكذبه لكن لا يكذب الا بعلم ولا يكفي الظن. فالحديث ليس صحيحا ويشك انه كذب. فان كثيرا مما يتفق عليها الفريقان هو مصدر العلم واساسه وحقيقته وهل يكون علم يرد اليه الا ما اتفق عليه المسلمون. بل الصحيح الموافق للقران والسنة هو ان ما اتفق عليه المسلمون وله شاهد ومصدق من القران والسنة فهو الحق. والاختلاف في الرواية يكون على مستوى روايات المسلمين ولا وجه لتخصيصها ببعضهم. و لو تضيق احدهم من دون وجه فاذا اختلفت روايات الشيعة، وجب الاخذ بما وافق القران والسنة وان وافق العامة وترك ما خالف القران والسنة وان خالف العامة. فاذا وافق ما وافق العامة روايتهم او قولهم وجب الاخذ به ان كان موافقا للقران ولم يصح الاخذ به ان خالف القران والسنة، و ما خالف العامة وجب الاخذ به ان وافق القران والسنة و لا لم يصح الاخذ به ان خالفهما. فالخلاصة اذا اختلف حديثان ترويه الشبعة اخذ بما وافق العامة ان كان موافقا للقران والسنة. وهذا من مصدق منهج العرض وهكذا كل مسلم يتحزب لطائفة فان روى اصحابه خبرا وافق القران والسنة اخذ به وافقه الغير ام خالفه وان خالف القران والسنة تركه وافق قول الغير وروايته ام لا. وان تقسيم المسلمين بحسب الروايات والكتب و الفقهاء بما يكون مصدرا لتوجيه المعرفة و تمييزها لا وجه له وهو من الحكومة و التحكم على القران والسنة، فيصير المعنى ان كل فهم للقران والسنة وكل حديث لا يصح الا عن طريق روات الاصحاب و فقهائهم وكتبهم، وكل فهم للقران والسنة و رواية لا يرويها الاصحاب لا يعمل بها ولا يؤخذ بها وان وافقت القران والسنة. وهذا من عجيب ما حل بالمسلمين من فرقة وهل الفرقة الا هذه. (13) فصل . كيفية العرض (في كيفية العرض : وعلّة من انكر عرض الخبرين ، على المذهبين : اما العامّة : فواجب إنكارها . والخاصة : فواجب إقرارها به عامةً .) ت: يبدو ان الفصل فيه حذف ففان العنوان اشتمل على مسألتين منفصتين، فاما كيفية العرض فيكون بعرض الخبر الظني على الثابت المعلوم من معارف القران والسنة. واما انكار العرض على المذهبين أي عرض الخبر على المشهور من المذهب، وهو لا شاهد له ولا مصدق، الا ان يراد بالمذهب المعارف الثابتة من القران والسنة وليس ما اختص به من معارف غير متفق عليها، فالعرض على المتفق عليه من معارف القران والسنة وما ثبت عن ذلك بالتصديق والشواهد. والعرض كفيل بانهاء المذهبية ، الا ان المصنف يطرح اطروحة تمكن من منهج العرض ضمن المذهبية وهي اولا مبتعدة عن روح وجوهر العرض وثانيا انها لا تقدم عصمة للمعارف لانها ضيقة و جزئية والعصمة المعرفية والاتصال تحتاج الى شمول وكلية وسعة، وان العرض على المذهبي هو اساس تشكل و تبلور المذهبي، فالعرض واخذ ما يوافق المذهب وترك ما يخالفه يؤدي شيئا فشيئا الى تشكل صورة كاملة للمذهب ثم الطائفة عند التمايز خارجا واجتماعيا. فالعرض على المذهب خطر جدا ومخالف لاغراض العرض كما انه الية ناقصة لا تستوفي الية العرض التي هي العرض على القران والسنة وليس العرض على المذهب. هذا بخصوص العرض على المذهب واما العرض على الكتاب ،فان الصحابة والتابعين و السلف عملوا بالعرض تطبيقا والمعلوم ان الامام مالك استخدم العرض في اختيار احاديث الموطأ، هذا وانا التبعية للقران والسنة وهما ظاهرها في العرض بل فيهما نص عليه، فلا حجة لتارك العرض. وان المخالفة لم تأتي الا من جهة تغير مفهوم القرينة، وهو الذي حدث عند غيرهم فالكل يدرك انه لا بد من قرينة تميز ما يقبل مما لا يقبل وان هذه القرينة لا بد ان تكون موافقة لوجدان العرف و سيرة العقلاء في قبول الاخبار، والحق ان الوجدان والعقلاء يجدون التصديق والشواهد هي مما يوجب الاطمئنان للخبر، اما المشهور فانهم رأوا ان الاسناد هو قرينة لكن هذا غير واضح كعامل حاسم في القضية و كعلامة مميزة للعلم من الظن و الحق من الباطل والكل يقر ان الحديث الصحيح السند ظن ولا يقول احد انه علم ، بينما الحديث المصدق أي الصحيح متنا فهو علم لان الخبر ظن باي نحو كان وحينما يصدق المتن ويكون له شاهد يتحقق الاطمئنان به و يخرج من الظن الى العلم و صحة السند ليس فيها هذه القوة. وقد بينت في الكتب المفصلة كيف ان التصديق والشاهد تخرج الخبر من الظن الى العلم. ويحق شكلا من الاطمئنان هو الاتصال المعرفي والصحة المتنية. ( وقد ناقضت جماعة منهم ذلك ، واتّبعت العامّة ، فخرجت بذلك عن إجماعها ، وشذّت عن اسلافها ... الخ.) ت: أي ناقضت جماعة من الخاصة في ترك العرض على المذهبين، وهذه العبارة مهمة انها صدرت من رجال قريب من المتقدمين بل هو من المتقدمين واقعا واشار الى ان الاجماع كان العرض ويقصد على المذهبين وان من خالف ذلك فقد شذ عن الاسلاف من الخاصة. وهذا الكلام يشيد ويبني بلوة المذهبية وان في ترك هذه الطريقة من بعض من ادركه المصنف وهم من المتقدمين دالا اولا على ان الاجماع ليس حجة بالمعنى الذي لا يصح مخالفته حتى عند من يقول به وثانيا ان الحق هو في العرض على الكتاب وليس على المذهبين وقد الفت هؤلاء الفقهاء الذين فارقوا الاجماع وثالثا ان مخالفة الاجماع ليست بدعة و حدث وانما البدعة والحدث هو مفارقة القران والسنة و القول بشيء لا ينتهي الى القران والسنة. وان احد اسباب المذهبية هو مراعاة الاجماع وتفسير البدعة بمخالفته، بل احيانا يرى البعض ان السنة هي الجماعة وان مخالفة الجماعة مخالفة السنة، وهذا يجعل السنة تبعا للاجماع لا العكس وهذا لا وجه له وقد بينت ان الاجماع ليس فيه مقومات الحجية ولا يحمل السنة ولا يتضمنها ولا تدخل فيه ولا يكشف عنها. هذا وقد جاءت النصوص القرانية والسنية واضحة في الجماعة والتمسك بالوحدة حتى بالاسم وعدم التفرق حتى بالاسم والمراد ليس الجماعة بما هم بل بالجماعة بما هم اتباع قران وسنة، كما ان الاسم ليس الاسم التعريفي بل الاسم التمييزي المقصي للاخر والاخرج للاخر من الدين الذي يكون عليه الولاء والبراء هذا هو المنهي وان كان الاكتفاء بالاسم الكبير المسلمين المؤمنين هو الاصل والخير كله (وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ). والحمد لله رب العالمين.

  • Springs; Autobiography

    https://en.calameo.com/books/00607261565c709148f70 Introduction This is a short biography of Anwer Ghani in English and Arabic was written by Anwer Ghani and the last update was in 2019. CONTENTS Introduction. 1 CONTENTS. 2 Bio and Degrees. 6 Books. 9 Prizes. 10 Publishing. 18 UPDATE.. 19 Personality: 22 Sites: 24 POETIC AUTOBIOGRAPHY.. 25 Attention. 82 ANWER GHANI 1973- IRAQ Anwer Ghani is an award winner poet from Iraq. He was born in 1973 in Babylon. His name has appeared in more than fifty literary magazines and twenty anthologies in USA, UK and Asia and he has won many prizes; one of them is the "World Laureate-Best Poet in 2017 from WNWU". In 2018 he was nominated to Adelaide Award for poetry and in 2019 he is the winner of Rock Pebbles Literary Award and the award of United Spirit of Writers Academy for Poetry. Anwer is a religious scholar and consultant nephrologist and the author of more than eighty books; thirteenth of them are in English like; “Narratolyric writing”; (2016),“Antipoetic Poems”;( 2017) and "Mosaicked Poems"; (2018), and “The Styles of Poetry”; 2019. Anwer is the editor in chief of Arcs Prose Poetry magazine. Bio and Degrees ANWER GHANI 1973, Babylon. Poet, physician and Religious scholar from Iraq Address: Iraq , Babylon 51001 , Babylon post office , postal box 396. Passport name: Anwar Gheni Jaber Pen name: Anwer Ghani Married and has two daughters and son. Consultant nephrologist in Dialysis unite in Alsadiq Hospital. 1973: Born in Hilla – Iraq. 1991: Kufa University of medicine. 1995: publishing of 1st prose poem in Arabic journal. 1997 : MBChB. 1999: Marriage 2000: Alhilla Religious Science. 2004: complete the 1st edition of his long prose poem ( Death and Life), 44 pages. 2005 : Specialty in medicine (Internist). 2005: Anajaf School of Fiqh science (Religious sciences). 2007: Training on Kidney Transplantation in India. 2007: 1st digital publication of an Arabic book on Amazon. 2014: 1st poetry collection in Arabic on Amazon. 2015: publishing of eight researches in nephrology. (from 2005-2015). 2015: Consultant physician degree. Books More than eighty books. English : thirteen books amazon.com/author/anwerghani Arabic : seventy books http://anwerghani.4shared.com Prizes More than 15 prizes. Please see the update. Publishing In more than thirty magazines. Please visit anwerghani1.blogspot.com In more than ten anthologies. Please visit anwerghani1.blogspot.com More than 100 books. UPDATE 2015: -Founding of Tajeed group of prose poetry in Arabic and Tajeed magazine o prose poetry in Arabic. - Founding Tajdeed prize for prose poetry in Arabic. 2016: 1st publishing of a book of literary essays on Amazon. 2017: -Publishing poetry in more than 30 magazines. - Publishing of Antipoetic poems on Amazon. - Founding of Arcs prose poetry group and Arcs magazine of prose poetry. -Publishing of 70 books in Arabic and English on Amazon. -WNWU Prize of best poet. 2018: publishing the 11th book in English (poetry and literary theory) on Amazon. -Inner child press award. - Nominee for the best poet on net by Sprite Fire. 2018: -Founding of Arcs prize for prose poetry. -Adelaide prize nominee of best poetry - publishing of Mosaicked poems book on Amazon. -Erbacce prize nominee. 2019: - Founding of International Prose Poetry Society. - Rock Pebbles ward for literature. - United Spirit of World Writers Award. - “Salty poems” book by Justfiction-OmniSpectrum - “A Farmer’s Chants” book by inner child press. - “Colored Whispers” by AABS publishing house. - "Poetic Pallete" an art-poetry book with Antra Sirvasta by ABBS. Personality: In life: A lover husband and farther. In external: A simple farmers’ son. In internal: A son of light. In work: A Dialysis provider. In writing: a Prose poetry writer and lover. In Religious science: A Moheddith, (A Narrator of holly sayings). In Believe: An Allah lover and paradise seeker. Quotes: love always wins Sites: anwerghani1.blogspot. com anwerghaniwriting.blogspot.com prosepoetrysociety.blogspot.com arcsmagazine.blogspot.com amazon.com/author/anwerghani facebook.com/anwerghani73 twitter.com/anwerghani1 Anwer Ghani Jaber anweralmosewi1@gmail.com Iraq- Hilla – Babylon office – Post box 396 POETIC AUTOBIOGRAPHY I AM AN IRAQI MAN I am an Iraqi man; my life was postponed and my face was stolen by wars. I know nothing about beauty or Detain Falls. I am an Arab man, and like you, I feel the value of life and the depth of a smile. I have family and children, and like you; I love coffee and eat eggs and cheese for breakfast. I am a farmer from the south, and all what I carry in my pockets are oranges. I am from here, the pain land; my father is the groaning and my mother is the weeping. I am the war’s son; my memory was kneaded by her rugged dance and my heart colored with her gloomy soul. When the tales of the mountains ended at her cold knees, you will find me in her smoky corners with my dreadful shivering. I am a doctor in my small town’s hospital, and in addition to this, I love the poets. The poets and the physicians are twins and they had drunk the spiritual milk from the same hopeful breast I believe in poetry and always spend a huge effort in beseeching a paper to hang my dreams on her chest I am a good reader and you know the poet as well as the physician is a good reader. I am a Babylonian poet; I love the blossoms and the colors of the Kashmiri people’s dresses. I love Simic’s poems very much and I wish to visit the poetry institutes in New York, but I am banned, so I am sad, and I will tell this story to my children. I am from the Middle East, and this is all my crime. I am an Iraqi man waking up every morning with a poetic soul and a rhythmic speech and standing with my painting beside that tall tree but I can't forget that mud which we had kneaded with our pain and the sand which we had eaten with our bread. I am neither a horse nor a rabbit and when the sunset kisses their old wood I realize the sweetness of the fence-less life, but when all these horses with their heroes stand on my back, at that time I will remember our war’s children. I am an Iraqi man; my voice is vaporous as a shadow and my dreams’s clothes are as short as a laugh. I am sitting behind the trees to see their glory, dissolving in my master words:" everything has a river soul, even you." I am an Iraqi man knows nothing but death and see nothing but darkness. My land, and unlike Whitman continent, had immersed in gloomy desert, and stand barely with moonless nights and sunless days. I am, the war’s son, can’t read Whitman’s poetry, because my eyes were stolen and all Whitman’s eyes which had seen the lustiness were cornered. I am a good son of war, so I am her mirror. Look at my water, it is dirty and look at my future, it is nothing but vagueness. I am not in anti-Whitmanism, and the human souls are miracles, but they are not a miracle of beauty as he saw. Here is my empty life, I don’t have a grass’child and nothing in me can stand to see the glory I am sure if Whitman is alive now, he will cry with bitterness, and he will forget his thirst for eternity. I know the sublime Whitman’s land, the sublime Whitman’s descent, and the sublime Whitman’s continent I am merely a road and a shoddy vehicle for all this blossoming. Yes, I know that the human soul is a big universe, and Whitman, the life, will not die. I am merely a lifeless shadow. Whitman’eyes had seen the pain, but his sons don’t see my pain. O Whitman’s sons, I am in pain, do you hear me? I am lifeless creature and a nonexistent tale. I am Arabian young can’t live with dauntlessness. I am a man of the twenty-first century and my legs had dipped in the soul of the earth as an old cow. I don't like the darkness, or its cold voice, but my hand was frosted as a woman’s coat and my friends’ hearts were hung on the absent trees of the coldness. I am Muslim from Iraq and as any human I like the sun and I have dreams. I am not an American or British, so I have no friend from these lands. Yes, my father had headband, and my grandfather had a woolen mantle, but this can't make me a rejected creature I know the gazes of the birds and the sounds of the water and I know the tales of the moon and the dreams of the lovers, but this won't help to prevent the rejection. I am not an ugly creature, and the veil of my mother is to keep beauty for special moment and not to hide the repulsiveness. I am a Muslim writer from Iraq and I’m not a terrorist as you think. I am a dry leaf from Iraq, know nothing about the beauty or artists, and all what I know is the blood and tales of the war. Here, in my broken chest, is a pale boy, lives in this wide earth with a small soul and walks in this shining world with a hidden face. I am an Iraqi man, and my soul was kneaded with the war’s tales and the sad sumac. My streets, which are immersed in the war’s perfume, had straggled in the desert of the sadness, and like our girls, they always dream of fireless days. I, as any shadowed tale, tried to hide my dead flowers by a worn-out mantle, so you can’t see any picture of the revived fragrance. I am the mantle man; my water is dirty and all these cloaks can’t conceal its sadness. I am the nude man, and it is not strange to see my feet immersed deeply in every futile tale. I am the mantle of sadness; my land is a picture of crying and my women are the boats of the hardship. I am living in a small city and after every Friday’ prayer there was a demonstration in its narrow streets. I like the demonstration because of its modernism and because it was prevented in my country for decades. I am not a revolutionary man and I always try to walk beside the wall, but my small bird has an ardent soul, and at the time of Saddam’s falling he quickly changes his color to a yellowish democratic one. I am the blindness’ son know nothing about amazing orange of sunset. I am a gray man, know nothing about the vivid perfumes, and my dreams are faded as an old wood. I am the son of wars, and all what you can see is my crippled remnants I don’t remember anything about the peaceful dresses, because our town brides had been killed before their weddings, and our land’s face was smashed by unknown. I am a man from East; my color is different from that of my western friend, but in spite of this we are in deep intimacy which the moon’s lovers can't imagine. I am an Iraqi man, and my soul was kneaded with the kebab’s sumac. My dreams had immersed in the kebab’s perfume and straggled in the desert of sad sumac. I am from the south where the trees are dry and the rivers are waterless. Our sky is dark and our sun is fogy. I am from that south where everything is colorless. The fields have daughters but the streets are always blind. I am disappearing with happiness in the mothers' light. My heart, like a bird on an icy bough, will immerse in that moment which come from their chants. I am rivulet water, and at her gaze, I am a motionless leaf; my love is that wind which can cross all clouds, and that grass which hug all world goats, but the mother light is a different world and impossible in its oneness. I am a farmer from the south bring nothing in my pocket but oranges. Look at my face, it is brown and look at my hands, they are white. I am from here, from the south; an Eastern man with a dreamy soul. I am a dreamer from the south; my heart bears nothing but simple love and my mouth smiles without cause. I am not a big delusive mirror, but I feel that I am a colored shadow seeking a unique flower, and when I find her, she says: Oh the seeker, sometime you need to be blind to see clearly. I hear her voice, and see her face in my heart, because I am a blind man. I am an inchoate gale bears the blemished dreams with small feet. My eyes are groovy like a discovery ship and my skin is a colorless secret. I am inchoate, so you see my words trundle freely and insanely. I am a suntanned man but not nebulous, so I can count my fingers easily because I am midget as the old tidbits of my mother. I am from here; the south and as well as my grandfather’s atrophy, I am always disappearing in our founts’ secrets. I am seeing Trump’s picture every time and my days are madly filled with news about him. At the breakfast, at the launch, at the dinner and when I went to sleep there are pictures of Trump I am an additional thing and I should not see my face in the mirror but Trump points out to my existence even with a hate manner I should thank Trump because he was remembering the world that there is a forgettable thing living with the world’s pain under the sand of these eastern land where all the world’s wars happened. I am not a new Jesus but this world had smashed my face and had forgotten all his plays in my life. I am a colorless man with tiny weight and all what I can understand is the awesomeness of Trump’s rainbow. I am nothing but a bitter song kneeling with servility. My clothes had flown with strange winds and my dream had enshrouded with clouds which destroying my days. I was emerging as a soundless cow putting black glasses on her blind eyes. This is me, nothing but sadness and everything without existence. My life is postponed and my soul is a ruin. I am, according to Trump, a dangerous creature. He doesn’t want to see my blood filling the rivulets and doesn’t want to smell the odor of my burning trees. I am addicted to fish, but in my childhood, I did not like it. Here, In Iraq, the "zephyr" is a folkish name which was given to the odor of fish, but I think this may come from the beautiful color of Guppy where a dreamy painting is transfigured. I am a strange man coming from a forgotten land and I always try to show my clean passport, and with a smile means much, he stands not to greet me, Trump; the president of the USA, but to wave frankly that I am unwelcome. I am not a professional visual poetry maker, but my mother told me that the humans had soft and delicate souls I am sure that when my mother has known a little about Trump’s witchcraft, she will change her idea about the power of sorcery. I am a Babylon’s son but Trump is a Queen’s son. What will happen if we exchange our birth location? But honestly, I can't imagine myself as a queen’s son, and I can't imagine Trump as a farmer’s son. I am, according to Trump, an extinct creature so he tries to hang my life on the absent bridge, then he appears on TV to say that I am a myth. I am an Arabic man whose life was stolen and his dreams were postponed. I am, in Trump’s saying, a dangerous man and my hand can’t draw any beautiful painting. I am an Iraqi man know nothing about freedom and my father told me that there is a big tent of understanding in New York, and under its ardent ceiling there is a free man wearing smiles for aliens. I had put my poems in it, some flowers, my father’s tales, some Edson’s poems and some saying of an American freeman, but as you see I am banned. I am a left-handed person and I learned the writing before the school age, but I became feverish when I read "Donald Trump's Twenty Most Frequently Used Words". I am from the Middle East and many of my people are immigrant, so according to Trump’s school, I am stupid, loser, and from" THEY". I am, according to Trump vision; moron, lightweight, and with zero rights on this earth. I am bad, dangerous, really dangerous, and not from "WE". When I am writing these words, I remember my grandfather say "if you want to change the fate of something, you can do that by changing your words about it". I am neither a journalist nor a teacher, but I am a simple farmer know many things about the colors of the worms which live under the shade of my palm trees. I am not the president, but Trump is the USA president, and he should know everything about the paleness of Albasrah’s palm trees because they say that Trump is the last emperor. I am the war’s son emerging from its charred fissures as a bitter shadow. In that atoll which the immigrants told me about, there was a tent of gorgeous warmth. I am not a dreamer man, but when I see the awesomeness of that world, I remember my obligatory sadness and unfair floppiness. I am sure that you know everything about fairies even what they dress in the morning. From their windows they have raised their tales and swing their colorful ends with delight. They are unlike me always in happiness, and always seeking the cold water I am a corner of destruction where this world hangs my soul on a flaming corn deeply in the seventh underneath. I will try to ask the enchanter to discover my bad magic to end the life’s runaway. And by the way I will ask him to give me a little of fairies’ feather to light my dark days. I am an old farmer. I cannot see my figure, but on the water face. It was small like my dream, at that time I had been a child dissolved in the butterfly colors I am a free bird, I love the mud smell, and because my father planted me with a wheat seed in our small garden, I like the noon sun when it touches my face I am not happy and can't tell you about fiery passion, but you should remember my yellow bird and his cheap blood. I want to live in simplicity, walking in my town alleys with breeze jests with my deep. I am now feeling boredom in this noisy city. The birds are few nowadays. I am trying to plant a tree from that type which blossoms in winter to make the birds live with no estrangement, or in a precise word to make myself live with no estrangement, I am the son of war; know nothing but smoke and see nothing but black colors. My rivers filled with salty tears and my dead children lie on the dry streets as cheap rocks. I am a man from Iraq, do you see me? O, the humanity who had forgotten me as an extinct creature. I am the corpse which had been thundered by deaf fever. I lean down on barefooted roads as a stranger, nothing recognizes me but cold. In my salt soul I see nothing but groaning. This is me: a salt shadow dreaming of waterish hand I am just a heap of salt remnants. Their ghosts ride on me as a blind horse so I am good only in clashing with my trees. I don't see all that glory but I can see a stone bleeding my feet and a harsh trunk cleaving my head. I am a simple man from the south where the green dreams color the sun’s eyelashes. My smile is dizzy but my eyes are brilliant so I can travel through the infinity as shadows. I am here, with this motionless body; a young Eastern man drowns in his shameful hesitance. I am the son of sand sitting on the top of the hill, repeating old songs. I am a grey body know nothing about the sun. It’s me, an Arabian man growing in the middle of the desert with my salty soul. My dream travelled with the evening like migratory trees and my life is neglected like a cat under the rain. I am living in a faceless desert, so you can't see the carousels in my heart, and all what I can imagine is my gray stick. I am a desert’s man know nothing about the grass. This earth, which I always love it, stands over my shoulder with cold extremities, so I can't see her gloomy face, but I grope everything in her corners. I am a simple man from the south. My skin is brown and it becomes darker when I hear about the giant salmon of Japan. I have an amazing coffee coloring my days but the story does not start from my grandfather’s coffee beans because my coffee is of instant type I am a sand man know nothing but dryness. Yes, I hear your voice and I can see your face but I can't love you because I am a yellow man brings nothing but sadness. I have immersed in every awesome strange moment and I can smell perfume of the sea flowers but I can't love you because I am just a war remnant has no heart. I am the war’s son so I know it and its ugly voices. It is a gray tale, dressing its red mantle in lonesome nights. I am not a revolutionary man and I always try to walk beside the wall but my bird has an ardent soul and he has quickly changed his color to grasp any leftovers. I am not a big traveler, but I am sure that I won't see like this bewitching land. I am not in the bare land now, but its dry winds color my dreams. I am from the south where the sun is naked and the rivers are waterless. I can't give you a rose because our summer is a skilled flower’s killer and our butterflies had retired in an anonymous day I am a man without figure and like the birds; my home is a simple nest under unmerciful sun. Look at my skin, it is dry and look at my eyes; they are illusionary. I am a man from the south where the streams cover our fields but I can't remember anyone. My grandfather was a farmer from south and he cloves its brooks. I am a flower from the sand’s cities suffers from love as a shepherd had been drowning in the gulf. I am standing in that corner, enumerating the yearning’s breaths. I am a wild man knows the animals' sounds but not pure like them. The bears are neither rough nor brown and the owl is sliver and see the truth. At that glory, I was smiling in the morning and for many times I was sitting at a lake I didn't remember its name. Now I am rootless; my small hut had lost its threads and my mantle had colored with forgetfulness. I am crying for my precious trees. I had forgotten their colors and voices. I am very sad and colorless and never remember the smiles of my missing trees. I am a yellow tree with cold whispers. As a thirsty spike, I am waiting crippled dreams. My streets had been stolen and my brooks know nothing but pallor. I am an old farmer and all these lonely winds can't find place on my tongue. Like a green leaf, I cannot see my face but in water and all kisses of North Mountains share me my pillow. I am a farmer know this earth perfume. I grew between its legumes like a butterfly. Come here; look at the Euphrates’s sweetness. He doesn't know any spite. I am here, with this motionless brain and useless body, an eastern man drowning in the illusions. I am a physician and I know very well the burning taste of the strange moments of illusion. They are like the gray papers which had been disappeared in salt seas without pain. I am in a thirsty time and my heart is faint like a dry illusion I am a man made from wood and I don’t know anything about lying. May I stand in the heart of this waterfall? I mean away from your pale lightness. I am the son of pale moon; my hand is very cold and my lip is fissured as a widow’s heart. I am a lifeless tree with colorless tales. I am a man can’t live with dauntless boat. Here, in my destroyed land, there is no glory nor poems and all what can you see is a pale death. I am a smashed shadow, so don’t try to see my face. I am a farmer from the south. My heart was made from the sun rays and my pulse is a birds’chant. At the twilight, I try to kiss the faces of fairies and in the evening, I drown delightedly in a hidden ocean. I am a man from the ruined land. My dreams were killed as a beautiful bird and my smile was stolen in a bright day. I am standing under these remnants as a shadow without feet or head. I try to cry and always attempt to wash my bitter heart, but the stormy wind is constantly coloring my soul with a dry breeze. I am silent as a wintery soul. It grasps all the warm colors and unwinds them in my dreams. Its voice was silvery like a waterfall and its palm is smooth like the moon. I am a simple man from the south know nothing about the baseball. May be someday I will accompany a New York poet on Brooklyn Bridge, at that moment I will collect the rain drops of "A poet in New York" from Fifth Avenue and the rainbows from Statue of Liberty. I am an Uruki man but I can see my New Yorker soul which can stably walk above Brooklyn Bridge and sleep stertorous near the Central Park in that unsleeping city. I am not a delusional man but I know that the bizarre souls are the blood of our world. I am as well as any Iraqi young turning my eyes toward the anonymous city. I want to die cheaply, and to live in humiliation in that strange city which filled my heart with a colored loneness and an incisive coldness. I am impure and blind but I should find my pureness to see the picture of that soldier who longs for free death. I am now so sorry because I couldn't die as soldier and I know that the life has a smile which can't be seen but by that death. I am standing here every day as a strange bird; I am standing here lonely and listening to that voice; my heat voice. I am standing here every day awaiting return of my pure soul to die as a soldier. I am a red man from the wars’s land; my coat is bloody and my soul is smashed. No summer here and no spring flower, just red winter. I am a springs’ lover, and I can’t hide my ardors in the yearning moments. What can I do if the windows of my depth can’t see but charming breeze? I am not a hippie, but I seriously had thought to live in the forest without cooker or air-conditioner, just wood for the fire. I will drink the river water with birds and eat the green leaves with deer. I am farmer from the south and you know there is nothing here but dry sunset, so I decided to bring a gypsy wagon into my home to teach my children the waterish freedom. I am the son of winter; my ancestry had left me alone in this frosted lake. Look at my face; it is colorless; feel my hands; they are short and dead. I am a faint story with a wide shame splits my waiting. I am a dry desert ending in my yearning like a sad bride in her dream the death has been sitting. I am neither an almond tree nor a warm voice so I always bend at morning with snowy face and turn to a very cold tale. I am the son of war; my heart is a dry desert and my memory was kneaded by tough dances. I am a Babylonian poet; my life is the sadness itself and my roads are the death itself. I am from the south where everything weeps even the sun. Our women don't know but crying and their breasts had forgotten milk. I am a simple man know nothing about baseball. My New Yorker soul appears in my dream as a smiling flower with long hair. I am a simple farmer, but I can see the soul of Empire State from my old waterwheel. I am not a big dreamer when I wish to sleep near the Central Park in that unsleeping city. I am a butterfly with colored eyes. On my wings dreamy youngsters have bestrewed and on my eyelids a silver lover has slept. I am trying to color my soul with a windy gaze but as you see nothing here; in my depths, but the loss. I am an Arabian man and there is nothing here but deserted souls, so I decided to immerse in my grandfather’s well and stray in his old field looking for our lost mare. I am a lean bough of a magic dawn; no sun on my forehead and no kiss on my neck. I know the freedom very well but I can't see the road. I am a blind bird and I should learn from the freedom kiss how to see the life. There, on the mouths of freedom shapers, you find that violet kisses. I am free so I can chant the birds’ songs without tiredness and learn the hills their rosy voices. I am trying to plant evergreen trees for our tired birds but they wait for runaway boats. I am the war’s son; my worn-out mantle has been dragged into vacancy like a cow loving the vows. Yes, it is me, a remote tent its voice has been vanished before sunset. I am the wars’son sinking into the sand of the glorious stories of the soldiers and enjoying the legends which descend in the morning with drowned ships. I am the son of war; my heart is a dry desert and my memory is a broken mirror has been kneaded with tough dances. I am the last lover in this smashed earth. Look at my heart, you will find it empty and look at my eyes, they are blind and red. I am a blind tree know nothing about the evening breeze and its chants. All I know is a failing attempt to catch the ragged remnants of this world. I am from a grey city where everything has no voice even the girls. The bridges are so blind with weak breath exactly like the eyelids of my sick bird. I am a timeworn farmer but I love our river’s blind fairies. I know the tones of their melodic sounds, the cooing of their charming chants and the tan of their ancient henna. I am a lover from the blind time, my wishes are very pure and my stories are endless. I am very busy in bringing some water to an unknown salty cloud. I am a farmer from the south, and I can love anything, but believe me; that salty cloud had filled my heart with wet cats. The cats are beautiful, and my wife loves them very much especially if they are damp. I am the son of green laughs, look at me; do you see anything except drought? My corners are dark like the soul of this city and the wail penetrating my breath like feet of invaders. I am from the desert; look at my mantle and you will know the story. Yes; there may be hidden greenness in the desert but believe me there is nothing in my heart just emptiness. I am not so happy despite all the stories about the civilization and all what I can see are smoky days. Anwer Ghani is an award-winning Iraqi poet, Pushcart nominee and author of more than a hundred books. He was born in 1973 in Babylon. His name has appeared in more than fifty literary magazines and twenty anthologies in USA, UK and Asia and he has won many prizes; one of them is the "World Best Poet in 2017 from WNWU". In 2018 he was nominated to Adelaide Award for poetry and in 2019 was nominated to Pushcart Award. He received Rock Pebbles Literary Award, International Yasser Arafat Award for Peace and the award of United Spirit of Writers Academy for Poetry in 2019. Anwer is a religious scholar, consultant nephrologist and author of more than a hundred books; thirty of them are in English like; "A Farmers Chant; Inner Child Press 2019, “Colored Whispers; AABAS Publishing House, 2019, and Salty Tales, Just Fiction, 2019.). Anwer is the editor in chief of Arcs Prose Poetry magazine. AMAZON Last update 2019 Attention Springs is written by Anwer Ghani and published by Arcs Publishing House, managed by Anwer Ghani. Copyright is allowed for anyone who wants to publish or quote, and there is no copyright reserved for the author or the house. God blesses.

 

 

أنور غني الموسوي الحلي طبيب وأديب وباحث اسلامي من العراق.  ولد في 29 ذي الحجة 1392 هجري (1973ميلادي) في بابل. درس في النجف الطب والفقه. مؤلف لأكثر من اربع مئة كتاب وظهر اسمه في عشرات المجلات والمختارات الادبية العالمية في الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة وآسيا وقد فاز بالعديد من الجوائز؛ منها "أفضل شاعر في العالم في عام 2017 من WNWU". وفي عام 2018 تم ترشيحه لجائزة اديليد للشعر وفي عام 2019 تم ترشيحه لجائزة Pushcart. حصل على جائزة روك بيبلز الأدبية من الهند، وجائزة ياسر عرفات الدولية للسلام، وجائزة أكاديمية الروح المتحدة للكتاب للشعر في عام 2019. أنور طبيب استشاري أمراض الكلى وطالب علوم دينية، ومؤلف لأكثر من ثلاث مائة كتاب. ثلاثون منهم باللغة الإنجليزية مثل؛ "A Farmers Chant؛ Inner Child Press 2019،" Color Whispers"   ، AABAS Publishing House، 2019، and "Salty Tales"، Just Fiction، 2019. وهو رئيس تحرير مجلة Arcs Prose Poetry.)

 يعتمد أنور الموسوي منهج عرض الحديث على القران وعدم العمل بالظن.   في 2020 بدأ بمراجعة الحديث والتفسير، ومن ثم بعض العقائد والشرائع، وأصدر مجموعة من الرسائل بين 2020 و2021 وفق منهج العرض والفقه التصديقي، فيها مراجعة لبعض العقائد والمسائل الشرعية والتفسيرية. في 2021 أنشأ مجموعة المدرسة العرضية في الفقه وألف كتابه (معارف الفقه التصديقي). يدعو أنور الموسوي الى (اسلام بلا طوائف) الى (عامية الفقه).  

  

bottom of page